يبدو أن البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر الأول لكرة القدم سيظل مثيرًا للجدل. فبعد اختياراته الفنية الغريبة ونتائجه الأخيرة غير الموفقة. زاد عليها تصريحاته المحبطة مؤخرًا حول أهدافه مع الفراعنة والتي تتمثل في الوصول إلى كأس العالم. وليس بينها لقب كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون والتي تنطلق بعد أيام قليلة.
كيروش قال إن تركيزه وعقده فقط ينصبان حول التأهل لكأس العالم 2022 بقطر. وهو ما يتم بمواجهة فاصلة ذهاب وإياب مع أحد المنتخبات الكبرى بأفريقيا من ذات التصنيف الأول في مارس المقبل.
ورغم استعداد منتخب مصر للكان الأفريقي المقرر إقامته 9 يناير الجاري بالكاميرون، تلك البطولة التي يمتلك الفراعنة الإنجاز الأكبر بالتتويج بلقبها 7 مرات. فإن كيروش بتصريحاته الأخيرة أحبط معنويات الجميع. إذ إن هذه التصريحات حتى وإن كانت عملية فلا يجب أن تقال الآن للحفاظ على الناحية المعنوية للمنتخب وجماهيره قبيل البطولة القارية.
الفراعنة يدخلون منافسات الكان تلك المرة بمشاركتهم رقم 24 تحت قيادة كيروش -أول مدرب برتغالي يشارك تحت العلم المصري.
هو مدرب لديه مسيرة كبيرة في عالم التدريب لكنها تبقى بلا ألقاب وبلا ومضات ساطعة في أغلب فتراتها. لكنه يحظى بثقة كبيرة من البعض ويوازيها على الجانب الآخر انتقادات وهجوم حاد بسبب مجمل عمله مع المنتخب حتى هذه اللحظة الحالية. فمن اختيارات للاعبين للقائمة المشاركة في البطولة وقبلها كأس العرب وكذلك النتائج المحبطة للمباريات. وتحديدًا المركز الرابع بالبطولة العربية الأخيرة. وأيضًا تصريحات صادمة وأخرى محبطة لم تلق قبولا بالشارع الرياضي المصري.
حلمه كأس العالم ويرفض “الضغوط الإضافية”
أكد كيروش مدرب منتخب مصر الأول أنه يعلم تاريخ الفراعنة القوي في بطولة كأس الأمم الأفريقية. فيما شدد على أن الهدف الأهم له وللمصريين هو التأهل لكأس العالم المقبل بقطر 2022.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للمدرب مساء أمس الأول تحدث عن اختياراته واستعداده للبطولة. بينما صدم الجميع بحديثه عن أن البطولة ليست في حساباته للفوز بها أو المنافسة عليها. وأنها ليست في بنود عقده الذي ينص فقط على الوصول للمونديال.
أي إنه لن يحاسب حال الإخفاق في كأس الأمم الأفريقية بأي شكل وفقًا لاتفاقه مع اتحاد الكرة المصري. أو ربما يقصد رفع الضغوط عن لاعبيه قبل البطولة المهمة وخفض سقف التوقعات الكبير للجماهير المصرية. حتى ينزل بهم لأرض الواقع وبالتالي في حال تحقيقه لنتيجة مفاجئة سواء الفوز باللقب أو الوصول للمربع الذهبي يكون بمثابة إنجاز له ويرفع من أسهمه كثيرًا. وهي تفسيرات تبدو متفائلة من خلال تصريحاته الأخيرة.
جاء مجمل حديث “كيروش” كالتالي: “فخور بمن كانوا معي في كأس العرب. أدينا ما علينا خلال البطولة. الفيفا أقام بطولة كأس العرب 2021 في هذا التوقيت لسبب واحد وهو تجربة الملاعب والفنادق في قطر قبل كأس العالم”. وأضاف: “جاهز لأي موقف قد يحدث في الكاميرون. لدينا قائمة كاملة. وعلينا احترام تاريخ منتخب مصر في البطولة. جئت كمدرب ولست ساحرا. هدفنا الأساسي هو التأهل لكأس العالم. أهم بطولة لمصر هي الوصول للمونديال. وغير مطالب بغيرها”.
يذكر أن منتخب الفراعنة يلعب في المجموعة الرابعة ببطولة “كان 2021”. والتي تضم السودان وغينيا بيساو ونيجيريا. والأخيرة سنضرب أمامها ضربة البداية يوم 11 يناير الجاري.
اتحاد الكرة وحلم كأس العالم فقط
الأزمة الكبرى ليست على كيروش وتصريحاته وخطة عمله منذ توليه مسؤولية تدريب المنتخب. ولكن في اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة المصري مؤقتا من قبل الفيفا حتى إجراء انتخابات جديدة تأتي بمجلس جديد. واللجنة برئاسة أحمد مجاهد الذي تعاقد مع كيروش شخصيًا وأقال حسام البدري قبل 4 أشهر. ونصت بنود العقد مع كيروش على الصعود لكأس العالم كهدف رئيسي وإلا سيتعرض للإقالة حال الفشل في تحقيق ذلك.
وقد أغفل “مجاهد” واتحاد الكرة في عقدهم واتفاقهم مع “كيروش” وضع أهداف أخرى تلزم المدرب البرتغالي بضرورة الفوز أو الوصول لأدوار معينة في البطولات الأخرى التي تسبق تصفيات كأس العالم. مثل بطولة كأس العرب الودية ثم كأس الأمم -البطولة الكبرى بالقارة السمراء والثالثة حول العالم من حيث القوة الكروية والأهمية بعد بطولة كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.
وهنا تكمن الأخطاء الكارثية لاتحاد الكرة ولجنة “مجاهد” في عقدها مع كيروش. إذ إن هذا الاتفاق هو ما أوصلنا لتلك النقطة وتلك التصريحات المحبطة من المدرب الذكي الذي يبدو أنه فهم المصريين جيدًا ويلعب على كل النقاط التي تخدم مصالحه ونجاحه فقط أمام الرأي العام. دونما التركيز على صالح الكرة المصرية عامة ومشاعر وهوس الجماهير المصرية بالكرة ومنتخبها الوطني.
وزير الرياضة يتدخل لإقناع كيروش
كشف أشرف صبحي -وزير الشباب والرياضة- أنه أكد للبرتغالي كيروش أهمية بطولة كأس الأمم الإفريقية. وطالبه بالتركيز على الوصول بها إلى أبعد مدى لإسعاد الجماهير المصرية وتحقيق إنجاز للرياضة المصرية عموما. محاولا إصلاح ما أفسدته لجنة “مجاهد” أثناء توقيع العقد معه.
وقال “صبحي” في تصريحات تليفزيونية: “كيروش يتمتع بسيرة ذاتية مميزة. وكان ضروري تغيير الجهاز الفني السابق والاستعانة به لاستعادة روح منتخب مصر. ورأينا روحًا مختلفة في بطولة كأس العرب وهذا مكسب كبير. وقد اطمأننت خلال الاجتماع مع المدرب على الفريق والأداء والاستعداد لأمم أفريقيا”.
وبسؤاله: “هل بطولة أمم إفريقيا ليست هامة بالنسبة لكيروش؟”. رد وزير الرياضة: “المدرب البرتغالي لديه كل مباراة هامة وكل بطولة مهمة. والمكسب الشيء الأساسي وهكذا يخطط في مرحلة الإعداد للقمتين. الأولى تعد الكبيرة والبعيدة وهي الوصول لكأس العالم. والقمة الأخرى هي كأس الأمم الأفريقية”.
واختتم حديثه في هذه النقطة قائلاً: “تحدثت مع كيروش عن القمتين. واستعرضت تاريخنا الأفريقي وفوزنا بلقب أمم أفريقيا 3 مرات متتالية بجانب استضافة النسخة الأخيرة بتنظيم كبير. لكن لم تكن هناك حالة رضا من قبل المصريين. تحدثت معه كوزير دولة عن أهمية البطولة بشكل واضح والمدرب تفهم الأمر”.
كشف حساب لكيروش منذ توليه المهمة
تولى كيروش القيادة الفنية للفراعنة مطلع سبتمبر الماضي خلفًا لحسام البدري. وذلك بعدما تعادل المنتخب مع الأخير بهدف لمثله أمام الجابون بمواجهة الجولة الثانية لدور المجموعات بتصفيات أمم أفريقيا.
قاد البرتغالي الفراعنة منذ قدومه في 11 مباراة. فاز في 6 وخسر 3 مباريات وتعادل في مباراتين. وسجل لاعبو المنتخب تحت قيادته 20 هدفًا وتلقينا 6 أهداف.
ونجح كيروش في قيادة مصر للتأهل إلى المرحلة النهائية في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم المقبلة. والتي من المقرر إقامتها ديسمبر المقبل بقطر. فضلًا عن تحقيق المركز الرابع ببطولة كأس العرب التي أقيمت الشهر الماضي بذات الدولة.
ومن المقرر أن يستهل المنتخب الوطني لقاءات دور المجموعات بكأس أمم أفريقيا أمام نيجيريا الثلاثاء 11 يناير في تمام السادسة مساءً. ومن ثم مواجهة غينيا بيساو 9 مساء السبت 15 يناير. ويختتم منافسات المجموعات بملاقاة السودان يوم الأربعاء 19 يناير من الشهر ذاته.