“بيدي لا بيد عمرو” حكمة أو مثل قديم وشائع ربما يكون مناسب كشعار رئيسي لمنتخب مصر، مساء اليوم الثلاثاء. في افتتاحية مبارياته ببطولة كأس الأمم الأفريقية رقم 23، عندما يواجه نيجيريا منافسه الرئيسي بالمجموعة الرابعة للكان. فالفوز يعني صدارة المجموعة بشكل مبكر وتفادي مواجهة الجزائر في دور الـ16 للبطولة. حيث تعد المباراتان المتبقيتان بالمتناول بنسبة كبيرة أمام السودان وغينيا بيساو.

أما التعادل فهو نتيجة جيدة كذلك لكنه ليس مثل تحقيق الفوز وحصد 3 نقاط مبكرة أمام المنافس المباشر على قمة المجموعة. فيما الخسارة ستقودنا لحسبة برما التي نعشق اللجوء إليها دائمًا. وربما تجرنا لمعاناة كبيرة هذه المرة وتكون بمثابة نهاية مبكرة لمشوارنا بالكان الأفريقي هذه النسخة المقامة حاليًا بالكاميرون.

إذًا نحن أمام خيار واحد وهو اللعب على الفوز لضمان الصدارة والبعد كل البعد عن الصداع الدائم الخاص بالصعود أول مجموعة أو ثاني. وكذلك هناك فرصة لأفضل 3 بالمجموعات، لذا على المنتخب الوطني ومدربه البرتغالي كارلوس كيروش ونجومه. وعلى رأسهم أفضل لاعبي العالم حاليا محمد صلاح هداف ليفربول والبريميرليج. اللعب على الفوز ولا شيء غيره لتجنب كل هذه الأمور مبكرًا وإعمالاً بالمثل ذاته “بيدي لا بيد عمرو”. فكيف يتحقق ذلك؟ هو ما نستعرضه في العوامل الفنية الآتية التي ستقودنا حتمًا للفوز إذا ما حالفنا التوفيق بالطبع.

صلاح في القمة= فوز سهل

هل هناك حاليًا من يستطيع إيقاف صلاح؟! الإجابة لا بكل تأكيد الفرعون الصغير متوهج بشكل يخطف الأنظار ويأسر القلوب بأقوى دوريات العالم البريميرليج. “سوبر مو” أو الملك المصري كما يلقبه جماهير فريقه الإنجليزي يضرب ولا يبالي هذا الموسم بشكل يفوق الخيال. فلقد أحرز 16 هدفًا في 20 مباراة فقط وصنع 9 أهداف بالدوري الإنجليزي. و7 أهداف في 6 مباريات بدوري أبطال أوروبا، وهو ما يجعله أفضل لاعب في العالم بالوقت الحالي ولا يجاريه أحد في ذلك. بما فيهم سيد اللاعبين ليونيل ميسي نجم باريس سان جيرمان وأسطورة برشلونة السابق.

فخر العرب تفوق على أعتى مدافعي العالم وأكثرهم قوة باعتبار أندية مان سيتي وأتلتيكو مدريد وتشيلسي ومان يونايتد وأرسنال وتوتنهام. واستطاع التسجيل بالجميع ومراوغة الكل بمهارة خاصة وفائقة جعلته يحرز أهدافًا رائعة ستظل خالدة كثيرًا في أذهان الجماهير الإنجليزية والمصرية وحول العالم بكل تأكيد.

مو صلاح بات المرعب الأول لكل مدافعي العالم من كبيرهم لصغيرهم وبالتأكيد لو لعب بنفس حالته هذا الموسم مع ليفربول. رفقة منتخبنا الوطني في كأس الأمم وأمام نيجيريا في ضربة البداية. سنكون ضامنين الفوز بكل سهولة وبدون أي صعوبات تذكر مساء اليوم. لما لا وأنت في حضرة هداف أقوى دوريات العالم وأفضل لاعبي كوكب الأرض حاليًا على الإطلاق وهي أكبر نقطة قوة للفراعنة وكيروش أمام النسور الخضراء اليوم بلا أي أدنى مجال للشك في ذلك.

مستر كيروش “إلعب الصح”!

لكي يتألق صلاح وهو لديه الرغبة بالتأكيد في ذلك ليضيف لقب كأس الأمم لمسيرته الذهبية حيث لم ينجح في التتويج بلقبه من قبل. بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر به عام 2017 لكن خسرنا في النهائي أمام الكاميرون ونال الميدالية الفضية فقط آنذاك. يتبقى العامل الثاني على مساعدة زملائه بالمنتخب له وكذلك المدرب البرتغالي المثير للجدل بالفترة الأخيرة كارلوس كيروش.

كيروش قام بكل أنواع وأشكال “العك والتأليف” مع المنتخب في بطولة كأس العرب الأخيرة بدولة قطر. ما سرب كثير الشكوك في نفوس الجماهير والنقاد المصرية حول قدراته أفكاره فلسفته الفنية وتكتيكاته. رغم أن القوام الرئيسي كان بدون المحترفين بالخارج باستثناء النجوم بالدوريات العربية.

إلا أن أداءه وحصولنا على المركز الرابع كان أمرًا محبطًا بكل الطرق ولم يتقبله الجميع وانتقدوا كيروش بشدة. الذي قابل تلك العاصفة مرارًا وتكرارًا بأن هدفه الرئيسي هو الصعود لكأس العالم قطر 2022 فقط. وهو الموجود بعقده مع اتحاد الكرة المصري دونما أي أهداف أخرى مثل كأس العرب أو حتى بطولة الأمم الأفريقية الحالية.

وهو ما عرضه لموجة نقد ثانية على تصريحاته السلبية والمحبطة تلك لقطاع كبير من جماهير الكرة المصري. لدرجة أن وزير الرياضة بنفسه تناقش معه ليوضح أهمية تلك البطولة للفريق القومي وللجماهير المصرية. وعليه التركيز على الفوز بلقبها كون مصر أكثر دول القارة فوزًا بلقبها بـ7 مرات سابقة.

وباتت الكان تمثل تحديًا خاصًا للسيد كيروش وربما تعصف به من منصبه إذا ما خرجنا من أدوار مبكرة. كحال المكسيكي خافيير أجيري عقب بطولة 2019 التي أقيمت في مصر وخرجنا من ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا حينها. ولذلك عليه أن “يلعب الصح” مثلما يقال، وأن يشرك اللاعبين في مراكزهم الأساسية دونما أي تأليف أو اختراعت لا يحتملها المنتخب في هذه البطولة الكبرى. وهو ما بات يدركه جيدًا وسيحاول تجنبه في اختياراته للتشكيل الأساسي والتغييرات وإدارته للمباريات بالكان بلا شك. وهو ما يساعدنا نحن وكذلك صلاح في لعب كورتنا المعتادة وتقديم مستوى مميز يقودنا خطوة خطوة نحو اللقب الثامن بتاريخنا ويدعم “أبو مكة” في حظوظه للفوز بالكرة الذهبية نهاية العام الحالي كأفضل لاعب بالعالم.

التشكيل الأساسي للفراعنة

شهد المران الأخير لمنتخب مصر اعتماد المدرب كيروش على اللاعب محمود حسن تريزيجيه المحترف بأستون فيلا الإنجليزي. على حساب عبدالله السعيد في وسط الملعب بجوار الثنائي حمدي فتحي ومحمد النني.

وخلال المران تعرض اللاعب أحمد أبو الفتوح للإصابة، أجرى بعدها الظهير الأيسر للمنتخب أشعة أثبتت سلامته وباتت مشاركته أمام نيجيريا في يد كيروش. الذي في حالة وجود رغبة لديه بعدم المخاطرة بظهير الزمالك سيدفع باللاعب أيمن أشرف بدلاً منه في مركز الظهير الأيسر.

 

ومن المتوقع أن يلعب منتخب مصر بتشكيل أساسي مكون من:

حراسة المرمى: محمد الشناوي.

في خط الدفاع: أحمد أبو الفتوح (أيمن أشرف)، أحمد حجازي، محمود الونش، أكرم توفيق.

أما خط الوسط: حمدي فتحي، محمد النني، محمود تريزيجيه.

وخط الهجوم: محمد صلاح، عمر مرموش، مصطفى محمد.

نقاط ضعف واضحة لنيجيريا

العامل الأخير الذي يمنحنا أفضلية واضحة على المنتخب النيجيري مساء اليوم ويقربنا للفوز والنقاط الثلاثة الثمينة للغاية. هي نقاط ضعف النسور الخضراء ولعبنا عليها بقوة لنضمن إحراز الأهداف ومن ثم تحقيق الانتصار لننفرد بصدارة المجموعة مبكرًا.

ورغم أن نيجيريا منتخب قوي للغاية ومنسجم ومنظم، وهي أبرز سمات تميزه خاصة جزئية الانسجام والتناغم بينهم. نظرًا لمشاركة لاعبيه مع بعضهم البعض لسنوات طويلة حيث تعد تشكيلة النسور ضمن التشكيلات صاحبة الخبرة. ويحفظ لاعبيه بعضهما بشكل جيد، وقدمت هذه المجموعة نسخة قوية جدًا في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة ونجحت في حصد المركز الثالث. بعدما خسرت في الدور قبل النهائي من حامل اللقب الجزائر.

كما تمتلك هذه المجموعة من اللاعبين شخصية قوية تظهر أكثر في قيمة العمل الجماعي والانضباط التكتيكي طوال التسعين دقيقة. فربما لا يواجهك منتخب ممتع لكن بكل تأكيد سنواجه فريق منضبط جدًا ويعمل ككتلة واحدة دفاعًا وهجومًا ولديه القدرة على التحكم بنسق اللعب. ويعتمد على ذلك في وجود ثنائية الارتكاز الرائعة بين لاعب ليستر سيتي الإنجليزي ويلفريد نديدي وجون أريبو لاعب نادي رينجرز الاسكتلندي. فلديهما قوة بدنية كبيرة عوضًا عن تميز كلا اللاعبين في عمليات البناء والصعود بالكرة وإجادة عملية الحيازة وتوجيه اللعب. ووعي خططي كبيرة تجعل الفريق منضبط للغاية وقادر على خلق الفرص بشكل مستمر.

كذلك يتميز المنتخب النيجيري بهجوم قوي للغاية في وجود أسماء كبيرة. مثل إيهياناتشو لاعب ليستر سيتي وأيوبي لاعب إيفرتون وتشكويزي لاعب فياريال وأحمد موسى. تحديدًا الأخير نجم الغواصات الصفراء الذي متوقع له أن يكون واحد من أفضل لاعبي البطولة ويثق فيه زملاؤه بشدة. حيث يتميز بالسرعة والمهارة العالية في موقف لاعب على لاعب، عوضًا عن ذكائه في خلق المساحات والتحرك على الأطراف.

التركيبة الهجومية

كما تتميز هذه التركيبة الهجومية بالمرونة التي تجعلك أمام خيارات كثيرة يصعب التكهن بها. فيستطيع المنتخب النيجيري الرهان على 4/4/2 بالاعتماد على تشكويزي وإيهياناتشو كمهاجمين صريحين. وربما يقرر تعديلها إلى 4/2/3/1 مع الدفع بجناحين يجيدا اللعب في العمق والتحول إلى مركز المهاجم.

كل هذا لا يعني أن منتخب نيجيريا لا يمكن إيقافه، فكما لديه العديد من نقاط القوة، هناك جوانب ضعف يمكن استغلالها. وأهمها تركيز نديدي وأريبو على الحيازة وعدم حصولها على دعم دفاعي كافٍ، حال لعب الفريق بمهاجمين صريحين يجعل هناك مساحات بينهما وخط الدفاع.

وبالتالي فإن تمركز صلاح ومرموش وتريزيجيه في أنصاف المساحات بين الخطوط سيكون أهم سلاح لكيروش لفك شفرة النسور. كذلك يعاني المنتخب النيجيري من ضعف قلبي الدفاع ويليام إيكونج وبالوجون الذي سيغيب للإصابة. وكذلك لا تمتلك نيجيريا أظهرة جنب بنفس قوة الجناحين وهو ما يمكن استغلاله خاصة. في وجود صلاح كقوة جبارة على الأجنحة للفراعنة ومن الناحية المقابلة مرموش أو تريزيجيه وأيضًا رمضان صبحي في حال مشاركته بديلاً. وهو ما يجعل المنتخب مع كل ما سبق قادر على استغلال الفرصة وتحقيق الفوز في بداية مشواره بالعرس الأفريقي الكبير.