تعرض منتخب مصر الأول لهزيمة محبطة للغاية بهدف دون رد أمام نيجيريا. وذلك في انطلاقة مشوار الفريقين بكأس الأمم الأفريقية بالكاميرو مساء أمس بمدينة جاروا. في لقاء كاد ينتهي بنتيجة أكثر قسوة على الفراعنة وبعدد أهداف كبير. فيما تألق الحارس محمد الشناوي لينقذ سمعة الفراعنة في البطولة القارية الكبرى.

الأداء كان أسوأ ما يمكن من المنتخب المصري خاصة في الشوط الأول. بينما حضر أغلب القوام الأساسي للفريق في الملعب بقيادة نجم ليفربول وهداف البريميرليج محمد صلاح. لكن مدرب الفراعنة -البرتغالي كارلوس كيروش- حجّم الجميع وأسهم بأخطائه المتكررة في توظيف اللاعبين والشكل التكتيكي في الخروج بهذا الشكل الكارثي وتلك النتيجة المحبطة.

ونستعرض في النقاط الآتية أهم الأسباب التي أدت لتلك الخسارة الصعبة وهذا الأداء السيئ لمنتخب مصر -أكثر فرق القارة السمراء تتويجًا بالكان الأفريقي بواقع 7 ألقاب سابقة- وبفارق لقبين عن أقرب ملاحقيه المنتخب الكاميروني.

كيروش أكبر ضرر على المنتخب

منتخب مصر بلا أنياب
منتخب مصر بلا أنياب

بات من الواضح أن المدرب البرتغالي كيروش هو أكبر ضرر على المنتخب الوطني. إذ تعمد تكرار أخطائه الفنية بشكل بات لا يحتمله أحد. ففيما يبدو أن هذه هي قناعاته بالفعل وحقيقة مستواه الفني المتواضع كمدرب. عكس ما كان الكل يُعتقد أنه ما زال يدرس ويجرب ويستكشف النجوم المصرية.

فمن غير المعقول أن محمد صلاح -نجم العالم في مركزه كجناح أيمن- إشراكه كرأس حربة صريح. ومن غير المعقول اللعب بالمهاجم الصريح “مصطفى محمد” كجناح مثلما بدأ مواجهته أمام نيجيريا. كذلك أشرك كيروش محمود تريزيجيه في مركز لاعب الوسط وهو بالأساس جناح وعائد من إصابة طويلة ويفتقد حساسية اللعب. وعلى المستوى البدني فهو أقل كثيرًا من لاعبين آخرين جاهزين في هذا المركز مثل عبدالله السعيد. والذي فضله كيروش على محمد مجدي أفشة -صانع ألعاب الأهلي.

وبعد إصابة أكرم توفيق بالشوط الأول أقحم كيروش محمد عبد المنعم -الذي يلعب كقلب دفاع- ليلعب به في مركز الظهير الأيمن. ليخلط كل الأمور ببعضها ويشرك أكثر من نصف الفريق في غير مراكزهم ليظهر الفراعنة بهذا الشكل العشوائي.

تشكيل المنتخب بلا هدف

تشكيل سيئ وخاطئ بكل ما تحمله الكلمة من معنى جعلنا لا نسدد كرة وحيدة على حارس نيجيريا. فضلا عن أننا لم نلعب كرة قدم أساسا. ولولا الحظ وتألق “الشناوي” لخرجت نيجيريا فائزة من الشوط الأول بـ3 و4 أهداف وصارت فضيحة كروية لمنتخب مصر.

في غياب هجوم المنتخب
في غياب هجوم المنتخب

بناء على ذلك فهذا المدرب لا يستحق منصب الإدارة الفنية لمنتخبنا الوطني على الإطلاق. واستمرار وجوده سيدمر المنتخب وسمعة الكرة المصرية ستصبح على المحك بكل تأكيد.

إدارة غائبة للشوط الثاني

فشل وكارثية المدرب البرتغالي ظهرت أكثر مع بداية الشوط الثاني بتغييرات غير مفهومة أسهمت في عدم رجوعنا للمباراة. وكأنه يدرب ويريح الفريق المنافس. حيث أخرج أحمد فتوح الظهير الأيسر الهجومي وأشرك أيمن أشرف صاحب البصمة الدفاعية. وإن كان فتوح قد لعب مصابا يكون السؤال هنا لكيروش: لماذا أشركت فتوح وهو يعاني ونخسر لاعبا مهما؟

ثم جاء إشراك زيزو بدلا من تريزيجيه ثم رمضان صبحي بدلاً من مصطفى محمد. فيما ترك مرموش الغائب لآخر اللقاء.

التغيير الوحيد الإيجابي لكيروش كان نزول أحمد سيد زيزو الذي أحدث الفارق كليًا ومعروف عنه لعبه لكرات عرضية مميزة. بينما حتى هذا التغيير تم إفساد فاعليته من قبل المدير الفني بإخراجه المهاجم الرئيسي المميز في العرضيات وضربات الرأس –مصطفى محمد- كأنه يفعل الشيء ونقيضه في اللحظة ذاتها. ليحبط كل محاولاتنا ويحبط اللاعبين في الملعب والجماهير خلف الشاشات.

لم يشرك كيروش المهاجم الأساسي بقائمة المنتخب -محمد شريف- إلا في الدقيقة 90 بعدما انتهت المباراة. فيما كان يحتاج إليه مبكرا قدر الإمكان.

قرارات كيروش الفنية صارت ضد المنتخب بدلا من أن تكون عونا للعودة لأجواء اللقاء والبطولة.

أغلب نجوم المنتخب: خارج الخدمة

قائد منتخب الفراعنة في التوهان
قائد منتخب الفراعنة في التوهان

بارتفاع درجة الحرارة وظروف الطقس والملعب وعدم مواءمة الأجواء للاعبين، بالإضافة لغياب الوعي الكروي عن كيروش، فلم يكن كافيًا للاعبين كل ذلك. بل ظهر أغلبهم دون مستواه لتزداد أزمتنا خاصة في الشوط الأول الكارثي ثم الثاني حين احتجنا إلى العودة في النتيجة لكي ننقذ ما يمكن إنقاذه.

لاعبون كثر ظهروا دون مستواهم. فيما كان على رأسهم محمد صلاح هداف البريميرليج. بينما لم يكن ذلك ذنب اللاعب. إذ إنه بقرار كيروش إشراكه في خارج مركزه الرئيسي طوال المباراة فقد قوته وفاعليته. كذلك اللاعب محمد النني الذي قدم مباراة أخرى سيئة تدل على ضعف مستواه وتوضح لماذا يريد فريقه أرسنال التخلص منه سريعا. فضلا عن باقي خط الدفاع والوسط والهجوم الذين تنافسوا جميعا في الظهور بحالة مزرية -باستثناء الشناوي- الذي تصدى لأكثر من هدف محقق. ولولاه لكانت النتيجة تضاعفت ووصلت لشكل مهين لا يستحقه تاريخ الكرة المصرية.