تزايدت حالات الانتحار في مصر بشكل واضح خلال السنوات الماضية. وتزايدت وتيرتها لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية. لذلك رصدت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان حالات الانتحار في الربع الأخير من 2021 “أكتوبر-نوفمبر-ديسمبر”.
وقال شريف هلالي -المدير التنفيذي للمؤسسة- إن هذا التقرير الذي تم رصده من خلال التناول الصحفي للظاهرة إعلاميا يغطي حالات الانتحار في 3 أشهر. وذلك من أكتوبر إلى ديسمبر 2021. حيث رصد 93 حالة خلال هذه الفترة. وهذا الرقم يسجل تناقصا بالمقارنة بالعدد المسجل في الشهور الثلاثة السابقة (يوليو- أغسطس- سبتمبر) والذي بلغ 98 حالة.
وأضاف أن شهر نوفمبر جاء الأعلى في هذه الفترة بـ39 حالة بنسبة 41.93 %. يليه أكتوبر بـ30 حالة بنسبة 32.25%. ثم ديسمبر بمعدل 24 حالة بنسبة 25.8%.
الانتحار والتصنيف الجغرافي
ووفقا للتصنيف الجغرافي جاءت الجيزة في المركز الأول بمعدل 23 حالة بنسبة 24.73%. وذلك بمعدل يقترب من 8 حالات شهريا. وفي المركز التالي بفارق كبير تأتي القاهرة والغربية بمعدل 7 حالات بنسبة 10.2%. ثم المركز الثالث محافظات “الشرقية-الفيوم-سوهاج” بـ6 حالات بنسبة 7.52%.
والإسكندرية والمنوفية والمنيا الرابع بمعدل 5 حالات بنسبة 5.37%. ثم القليوبية الخامس بـ4 حالات بنسبة 4.3%. وفي المركز السادس محافظتا البحيرة وأسوان بمعدل 3 حالات لكل منهما بنسبة 3.22%. ثم (الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ وأسيوط وقنا) بمعدل حالتي انتحار بنسبة 2.15 %. يليها في الترتيب الأخير 3 محافظات بمعدل حالة واحدة في كل منها وهي محافظات (بني سويف والبحر الأحمر والوادي الجديد) بنسبة 1.07%.
من ناحية أخرى تصدرت محافظة الفيوم وسوهاج الوجه القبلي بـ6 حالات لكل منها. تليها المنيا بـ5 حالات ثم أسوان بـ3 حالات.
وأوضح التقرير أن محافظات القاهرة الكبرى تأتي في الترتيب الأول بـ34 حالة انتحار بنسبة 36.55%. ثم محافظات الوجه البحري شاملة الإسكندرية بـ32 حالة بنسبة 43.4%. يليها ثالثا محافظات الوجه القبلي شاملة الفيوم والبحر الأحمر والوادي الجديد بـ27 حالة بنسبة 29.03%.
وشهدت تلك الفترة أيضا 11 محاولة كان أعلاها في أكتوبر بـ7 محاولات. وبذلك يكون النصف الثاني من عام 2021 (من يوليوـ ديسمبر) شهد 191 حالة انتحار.
محاولات انتحار وتصنيف نوعي
رصد التقرير أن معدل انتحار الذكور أعلى من الإناث بـ65 حالة بنسبة تقارب 69.89%. بينما بلغت حالات الإناث 28 حالة انتحار بنسبة 30.1%. وكان أعلى معدل للذكور في ديسمبر بنسبة 87.5%. يليه نوفمبر بنسبة 1.64% ثم أكتوبر بنسبة 63.33%. فيما جاء أعلى معدل للإناث في أكتوبر بنسبة 36.6% ثم نوفمبر بنسبة 35.89% يليه ديسمبر بنسبة 12.5%.
وسائل انتحار
وعن وسيلة الانتحار كشف التقرير استخدام 12 وسيلة للانتحار خلال فترة التقرير. وجاءت أعلى الوسائل “الشنق” بـ38 تكرارا بنسبة 40.86%. وكان أعلاها في نوفمبر بـ15 حالة. ثم أكتوبر بـ13 حالة ثم ديسمبر بـ10 حالات. يليها استخدام وسيلة تناول قرص سام أو كيماوي أو قرص غلة بـ21 تكرارا بنسبة 22.58%.
وجاء في المركز الثالث القفز من أماكن عليا سواء (منازل أو مولات) بمعدل 19 حالة بنسبة 20.43%. يليه القفز في مياه النيل وفروعه بمعدل 5 حالات بنسبة 5.37%. وأخيرا استخدام (إطلاق المنتحر النار على نفسه -ذبح نفسه- قطع الشرايين- إشعال النار) بحالة واحدة لكل منها بنسبة 1.02%.
ومن واقع رصد وسيلة الانتحار الأكثر لدى الرجال والإناث كانت الوسيلة المفضلة للذكور هي الشنق بمعدل 31 حالة بنسبة 81.57% من إجمالي حالات هذه الوسيلة. يليها القفز في مياه النيل أو أحد فروعه بمعدل 4 حالات بنسبة 75%. ثم القفز من أماكن عليا بمعدل 11 حالة بنسبة 55%. ثم تناول قرص غلة أو قرص سام بمعدل 11 حالة بنسبة 52.38%.
بينما كانت الوسيلة المفضلة للإناث هي القفز من مكان عال بمعدل 9 حالات بنسبة 45%. يليه تناول قرص سام بـ9 حالات بنسبة 42. 85%. ثم الشنق بمعدل 7 حالات بنسبة 18.42%.
التصنيف المهني
من منظور التصنيف المهني رصد التقرير أعلى معدل بالانتحار لدى ربات المنازل بـ11 حالة بنسبة 11.82%. حيث تبادلت المراكز مع فئة الطلاب. ما يؤشر على تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على هذه الفئة. وفي المركز الثاني جاءت فئة الطلاب بـ10 حالات انتحار بنسبة 10.75%. وجاء أغلبها من طلاب في المرحلة الجامعية بمعدل 8 حالات.
وفي المركز الثالث جاءت فئة العامل بمعدل 9 حالات بنسبة 9.67%، وفي الترتيب الرابع تأتي نسبة تصنيف العاطلون، ولا يعمل بمعدل 8 حالات بنسبة 12.24% بنسبة 8.6%، وتأتي تصنيفات أخرى مثل الموظف، المهندس بحالتين لكل منها بنسبة 2.15%، يليها في الترتيب الأخير التصنيفات التالية (تاجر، صاحب محل أحذية، تاجر مواد مخدرة، مزارع، خباز) بمعدل حالة انتحار بنسبة 1.07%، كما يرصد التقرير وجود 45 حالة لم يتم معرفة تصنيفهم المهني خلال هذه الفترة لغياب المعلومات.
التصنيف العمري
ولفت التقرير، عن التصنيف العمري، جاءت أعلى معدلات الانتحار لدى المرحلة العمرية من 21 ـ 30 عاما بمعدل 32 حالة بنسبة 34.4%، وهو استمرار لذات الظاهرة في الربع الأول والثاني والثالث من العام، يليها المرحلة العمرية (19-20) عاما بـ16 حالة بنسبة 17.2%، وفي الترتيب الثالث تأتي المرحلة العمرية من (31 ـ 40 عاما) بمعدل 12 حالة بنسبة 12.9%، يليها الشريحة العمرية (41ـ50 عاما) بمعدل 10 حالات بنسبة 10.75%، ثم مرحلة الطفولة وهي التي تنتهى عند الـ18 عاما بمعدل 7 حالات بنسبة 7.52%، وفي الترتيب الأخير الشريحة من (51 ـ 60) بـ 4 حالات بنسبة 4.3%.
وقال التقرير إن تلك المؤشرات تشير إلى ظاهرة خطيرة ينبغي السعي إلى معالجتها وهي المتوسط السني الصغير لدى حالات الانتحار في المرحلة العمرية حتى 30 عاما حيث بلغت حالات الانتحار لدى هذه الشريحة 55 حالة انتحار بنسبة 59.13%، وتصل إلى 67 حالة انتحار في حالة إضافة الشريحة العمرية (31 ـ 40) بنسبة 72.04% أي ما يزيد على ثلثي الحالات في فترة التقرير.
كما يظهر التقرير تزايد الميل للانتحار لكبار السن ومن تعدوا مرحلة الشباب وهما الشريحتانن من (41 ـ 60) بمعدل 14 حالة. كما يرصد التقرير 12 حالة لم يتبين التصنيف العمري لها.
الحالة الاجتماعية
فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية، رصد التقرير أعلى معدلات الانتحار لدى غير المتزوجين بـ 46 حالة بنسبة 49.46%. ما يشير إلى غلبة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية على غير العائلين لأبناء أو لم يبدؤوا حياتهم الأسرية بعد، وهو مؤشر خطير بتصاعد معدلات الانتحار لدى هذه الفئة، يليها المتزوجون/ات بـ 29 حالة بنسبة 31.18%، وهو ما يشير إلى تزايد الأعباء النفسية والاقتصادية على هذه الفئة أيضا. فضلا عن حالة لمرتبط عاطفيا وفشل في إتمام زواجه لأسباب مادية، ويرصد التقرير 17 حالة غير معروف حالتها الاجتماعية.
أسباب الانتحار
كانت الأزمة النفسية التي يمر بها المنتحر أعلى الأسباب التي تقف وراء ظاهرة الانتحار بمعدل 48 حالة انتحار بنسبة 51.61%، وهو معدل أعلى ضعف العدد الذي شهده الربع الثالث من العام الذي شهد 23 حالة.
ورصد التقرير في المركز الثاني جاءت الخلافات الزوجية بمعدل 12 حالة بنسبة 12.9%، يليها الخلافات العائلية بين المنتحر وأسرته بـ8 حالات بنسبة 8.6%، وجاءت أسباب خاصة بالمرض النفسي في المركز الرابع بمعدل 6 حالات بنسبة 6.45%، وفي المركز الخامس جاءت الأسباب الخاصة برفض ارتباط أو زواج المنتحر والضائقة المالية كسبب للانتحار بمعدل 4 حالات بنسبة 4.3%.
وفي المركز السادس جاء سبب الحزن على وفاة أحد أفراد العائلة بـ3 حالات بنسبة 3.22%، يليها في الترتيب التالي ترك العمل بحالتين بنسبة 2.15 %. وفي الترتيب الأخير تأتي أسباب أخرى منها (الرسوب الدراسي، الإصابة بالكورونا، الانتحار أثناء هروب من الشرطة، منع المنتحرة من بث فيديوهات على التيك توك، تعرض المنتحرة للابتزاز، معايرة المنتحرة بالفقر) بمعدل حالة واحدة لكل منها بنسبة 1.07%.
ويسجل التقرير ورود عدد من الحالات في أعقاب جريمة قتل عائلي في هذه الفترة بمعدل 3 حالات خلال فترة التقرير.
محاولات الانتحار
شهدت نفس الفترة التقرير 11 محاولة وهي أقل من معدل حالات الانتحار في الربع الثالث من العام التي بلغت فيه 23 محاولة. حيث كان أعلى معدل في أكتوبر بـ 7 محاولات بنسبة 63.63%، ثم ديسمبر بـ 3 محاولات بنسبة 27.27%، ثم شهر نوفمبر محاولة واحدة بنسبة 9%.
كان أعلى هذه المحاولات في محافظة الجيزة بـ5 محاولات خلال هذه الفترة بنسبة 45.45%، يليها محافظات (القاهرة، البحيرة، الفيوم، سوهاج، أسوان ، البحر الأحمر) بمعدل محاولة لكل محافظة وجاءت هذه المحاولات بمعدل 5 محاولات للذكور، و6 للإناث.