في نشرة “سد النهضة” يرصد “مصر 360” آخر تطورات الملف في أسبوع. أبرزها تصريح وزير الري بأن عدم تبادل إثيوبيا بيانات سد النهضة “أمر مثير للقلق”. وقد كشف حقيقة المزاعم بوجود نهر يجري تحت منطقة السد.
وزير الري: عدم تبادل إثيوبيا لبيانات سد النهضة “أمر مثير للقلق”
قال وزير الري والموارد المائية محمد عبد العاطي، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” أمس الخميس. إن عدم تبادل إثيوبيا لبيانات سد النهضة “أمر مثير للقلق”. وفق ما ذكره على هامش زيارته للجناح المصري في إكسبو دبي 2020. قال: “تلقينا المستوى الأول الخاص بسد النهضة، لكن لم نحصل على المستوى الثاني من التصميمات”.
وأضاف وزير الموارد المائية: “في الأول كانت هناك بعض الملاحظات والتعديلات المطلوبة لتحقيق الأمان في السد وتسوية المشكلات الموجودة فيه. طالما لم نحصل على المستوى الثاني من التصميمات، سنعتبر أن التعديلات المطلوبة لم تحدث”.
وذكر عبد العاطي أن مصر عرضت أن تقوم بإجراء التعديلات على حسابها مثل الفتحات في السد. وقد أوضح أنه قد يكون هناك مشكلة في السد. كما أنه لا يمكن الجزم بأن المشكلة قد حلت أم لا على أرض الواقع. بينما لفت إلى أنه من المفترض أن يكون تبادل بيانات بين الدولتين، أي مصر وإثيوبيا، بشأن السد، لكن لا يحدث حاليًا.
وشدد على أهمية تبادل البيانات حتى تستطيع دول المصب أخذ احتياطات مبكرة، والتغلب على أي مشكلات قد تظهر. وقال إن مصدر قلق مصر الحالي هو عدم الوصول إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد بين الدول الثلاث. وهو ما يمكن أن يحدث خللا في إدارة مياه النهر.
وأوضح أنه يمكن أن ينتج عن هذا الخلل مشاكل تؤثر على دولتي المصب وحتى دولة المنبع، أي إثيوبيا. كما أن مماطلة أديس أبابا في محادثات سد النهضة ليست في مصلحة أحد، فالمفاوضات هي الحل لكل مشكلات التي قد تظهر في السد وتؤثر على دول المنبع والمصب.
وزير الري الأسبق: ضياع الوقت ليس من مصلحة مصر
كذلك شدد وزير الري الأسبق محمد نصر علام على أهمية التقارب مع إثيوبيا بشكل أو بآخر في ملف سد النهضة. وطالب بتوجيه رسائل حول رؤية مصر لتحريك الموقف. وقال عبر فضائية “الحدث اليوم” مساء الاثنين، إن ضياع الوقت ليس من مصلحة مصر.
وأضاف أن تحرك الموقف قبل احتمال تعلية الممر الأوسط والاستعداد للملء الثالث لسد النهضة يأتي في صالح الحكومة الإثيوبية. مضيفًا أن أي نزاع بالملف سيشعل المنطقة بالكامل.
وأشار وزير الري الأسبق إلى أهمية بدء الحكومة المصرية في توجيه رسائل واضحة إلى الحكومة الإثيوبية. وكذا الحديث معها حتى تتكون الحكومة السودانية، وتعود المفاوضات إلى مسارها الطبيعي بين الدول الثلاث. بما يشمل الاتفاق على بعض النقاط الأساسية مع الجانب الإثيوبي. فيما نفى إمكانية بناء الذات مع اندلاع حروب وصراعات دون أسباب منطقية واضحة.
ولفت علام إلى صعوبة بدء تفاوض في المنطقة حول “سد النهضة” في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة. وأضاف: السودان يعاني من وضع داخلي صعب ولا يمكن أن يشارك في عمل تفاوضي. كما أن الأوضاع الإثيوبية الداخلية ممزقة للغاية، وعشرات الآلاف يعيشون في مجاعات ولا تصل إليهم الإغاثة.
آبي أحمد يدعو مصر والسودان لتغيير خطابهما بشأن سد النهضة
دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس الخميس، مصر والسودان لتغيير خطابهما بشأن سد النهضة وتعزيز خطاب بناء السلام. وقال في بيان له نشره عبر صفحته الرسمية على “تويتر“، إن “إثيوبيا لديها طموح لبناء اقتصاد حديث قائم على الزراعة والتصنيع والصناعة. وهي ملتزمة بتطوير البنية التحتية الاجتماعية مع جودة التعليم والأنظمة الصحية وتوفير المياه النظيفة لشعبها”.
وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أن “الكهرباء هي بنية تحتية أساسية تفتقر إليها إثيوبيا وأكثر من 53٪ من مواطنيها. أو حوالي 60 مليون شخص لا يستطيعون الوصول إليها. بدون الكهرباء ما من دولة تمكنت من هزيمة الفقر، وتحقيق النمو الشامل، وتأمين حياة كريمة لمواطنيها، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة”.
وأضاف: “لهذا السبب تعتقد إثيوبيا أن مياه النيل يمكن تطويرها بشكل معقول ومنصف لصالح جميع شعوب الدول المتشاطئة، دون التسبب في ضرر كبير. يعد سد النهضة مثالا جيدا على مبدأ التعاون. تم بناء السد من خلال المساهمة الجادة لجميع مواطني إثيوبيا ويحمل فوائد متعددة لدولتي المصب، السودان ومصر، وكذلك منطقة شرق إفريقيا بشكل عام”.
آبي أحمد يبرر موقف بلاده من السد مجددًا
وأضاف: “يأتي حجم كبير من المسطح المائي لنيل النيل، يصل إلى حوالي 85٪ من مرتفعات إثيوبيا. كمورد عابر للحدود، تمر هذه المياه عبر إثيوبيا والسودان ومصر. يأتي الجانب الإثيوبي من روافد أنهار أباي وبارو وتيكيزي بينما يأتي 15٪ من نهر النيل من دول أخرى على منابع النيل. سد النهضة الإثيوبي الكبير قيد الإنشاء بالقرب من الحدود مع السودان، حيث تنضم جميع روافد نهر آبي إلى الجذع الرئيسي للنهر. وهذا يجعل الموقع مثاليا لتحقيق أقصى قدر من توليد الكهرباء”.
وأكد على أن بلاده “تهدف في بناء سد النهضة إلى تمكين وظيفة التنظيم بحيث يكون توليد الكهرباء من البنية التحتية موحدا على مدار العام. وهذا يعني أن سد النهضة لا يستهلك الماء باعتباره سدا للطاقة الكهرومائية. بدلا من ذلك، يستمر الماء في التدفق في اتجاه مجرى النهر دون انقطاع”.
وقال: “غالبا ما تكون الفوائد التي تعود على بلدان المصب غير مروية. في السودان، على سبيل المثال، يوفر سد النهضة حماية كافية ضد الفيضانات المدمرة وآثار نقص المياه أثناء فترات الجفاف. سيساعد البنية التحتية للمياه السودانية على التشغيل على النحو الأمثل حيث تتلقى تدفقا منظما”.
وتابع: “هذا يعني أنه يمكن توليد المزيد من الكهرباء من البنية التحتية الحالية ويمكن أن تتدفق المياه الكافية والمنتظمة في مجرى النهر على مدار العام لتمكين إمدادات المياه الموثوقة للناس والزراعة والبيئة. كما يجلب سد النهضة المزيد من الطاقة للأنظمة المترابطة بالفعل في السودان وإثيوبيا بالإضافة إلى الآخرين”.
وأشار آبي إلى أن مصر “تستفيد أيضا من الحفاظ على المياه عند سد النهضة بدلا من إهدار مليارات الأمتار المكعبة من المياه للتبخر وفي سهول الفيضانات. حيث يساعد سد النهضة أيضا على منع الانسكاب المستقبلي الذي يطل على سد أسوان”.
خبير جيولوجي: بحيرة سد النهضة ستغمر كثير من المناطق التعدينية
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير المياه، حقيقة ما أثير في الفترة الأخيرة عن أن هناك تسريب أسفل السد عن طريق الرصد بالأقمار الصناعية لنهر جوفي من أسفل سد النهضة.
وقال “شراقي”، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”: “منطقة سد النهضة مكونة من صخور صلبة كثيرة التشققات نتيجة وجود الأخدود الأفريقي الذي يقسم إثيوبيا نصفين. ويصعب تتبع المياه الجوفية بالأقمار الصناعية التى ترصد شكل سطح الأرض، أما باطن الأرض فيوجد أجهزة جيوفيزيائية. لذلك باستخدام الطرق الجاذبية والمغناطيسية والكهربية في حالة المياه الجوفية وغالبًا يتم ذلك من خلال دراسات حقلية لمزيد من دقة البيانات”.
وأوضح: “صخور صلبة تعنى نارية أو متحولة وليس بالضرورة أن تكون قوية، للتفرقة عن الصخور الرسوبية الرخوة. تشغل الصخور البركانية البازلتية التي تشكل البراكين معظم الأراضي التي تقع في أحواض نهر النيل داخل إثيوبيا، وتقع أعلى صخور صلبة (نارية ومتحولة) وقليل من الصخور الرخوة (الرسوبية) مثل الحجر الرملي”.
شراقي: الهضبة الإثيوبية كثيرة المشاكل الجيولوجية
وأشار “شراقي” إلى أن منطقة السد منخفضة بالنسبة للهضبة الإثيوبية. وهي عبارة عن صخور متحولة صلبة. إلا أنها متشققة وتعاني كثير من التحلل بواسطة المحاليل الساخنة التي كونت بعض المعادن الاقتصادية مثل الذهب. ولذلك بحيرة سد النهضة ستغمر كثير من المناطق التعدينية.
وأضاف: التشققات أحد أسباب التاخير في الانتهاء من سد النهضة حيث يتم حقنها بالخرسانة، وتسرب المياه من خلال التشققات في منطقة بحيرة سد النهضة متوقع أن يكون مرتفعًا. لكن لم يتم قياسه إلى الآن. والتسرب هنا ليس من تحت جسم السد فقط. لكن خلال التشققات في الصخور المحيطة ببحيرة السد. ومقرر أن تصل مساحتها إلى حوالى 2000 كم2. وليس معنى ذلك أن هناك نهرًا تحت سد النهضة أو كهوف.
كما لفت إلى أن الكهوف لا تتكون إلا في صخور جيرية تتحلل بفعل المياه الجوفية كما هو الحال في وادي سنور (بني سويف) وكهف هيرقل بطنجة (المملكة المغربية). وما هو موجود في منطقة السد هو كثير من التشققات والفوالق التي يمكن أن تؤثر على سلامة السد. خاصة بعدما يمتلئ بسعته الكاملة 74 مليار م3.
وتابع: الهضبة الإثيوبية كثيرة المشاكل الجيولوجية بما فيها منطقة سد النهضة. والسد معرض لكثير من المخاطر خاصة بعد الملء. لكن ليس معنى ذلك أن نجري خلف أي ادعاء غير علمي يضعف من مصداقيتنا حتى ولو كان على هوانا، بل نتبع ما يصدر من خبراء متخصصين ليس لهم غرض سياسي”.