علها شعلة الضوء الكبرى في تاريخ مصر الحديث. ذلك لأنها كانت ثورة شعبية بامتياز، مليونية بالحضور، عبقرية برسمها شرعية هذا الشعب وسلطته التي لطالما فقدها لسنوات طوال، لم يكن فيها مخيرًا حاكمًا.
“مصر 360” قرر أن يتناول ذكرى يناير الحادية عشرة، بطريقة تتجاوز الوقوف بالزمن عند حدود العام 2011، فتواصل مع اثنين من أبرز الرموز الشابة، التي شاركت وساهمت في صناعة هذا الحدث وحركته. وقد قدما مقالين مختلفين أجابا بهما على السؤال: هل انهزمت وانتهت ثورة يناير؟!
أحمد ماهر يكتب: ماذا تبقى من “يناير” بعد 11 عامًا؟
أحمد ماهر وشادي الغزالي حرب قدما -في مقالتيهما- تحليلاً مهمًا لواقع الثورة في هذه اللحظة الراهنة. بينما استشرفا مستقبل هذا الحراك، وقدما طرحًا لما يريا أن يناير بحاجة إليه كي تحقق أهدافها التي انتفض من أجلها ملايين المصريين.
طرح كلاهما تساؤلات عن ما آلت إليه الأوضاع وما كان يجب أن تسير عليه خطى الثورة.. هل كنا في مسار أكثر تشددًا في حين كان ينبغي أن نختار أوسط البدائل؟ وهل أخطأنا عندما كنا نصر على الفوز بمعركة صفرية. بينما كان الصوت الأعلى هو المعيار للحكم على الأمور؟ وهل لايزال بعضنا يعتبر أن السياسة خيانة للثورة، ويضع مصطلح السياسة مضادًا لفكرة الثورة؟ وهل البحث عن حلول وسط وتجنب إراقة الدماء يعتبر جريمة كما قال بعضنا في 2011؟
أسئلة مشروعة حاول الغزالي وماهر الإجابة عليها في بحثهما عن طريق بديل لهذا الإحباط الذي وقع جيل يناير فريسة له. إذ يجب علينا -كما يرى كلاهما- محاولة فهم الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الواقع الراهن. محاولة لتلمس هل الأمل لا يزال موجودًا، وهل يناير ما تزال حية.. قوية وملهمة!
مقالتان هما التعبير الدقيق عن خبرة 11 عامًا لثورة يناير، وما جرى وما يمكن أن يحدث. وقد تناول ماهر والغزالي تفاصيل الواقع الذي عاشته الثورة طوال السنوات الماضية. لكنهما اتفقا تقريبًا على حقيقة أن الثورات لا تنهزم “بالضربة القاضية”، مثلما أن انتصار الثورات لا يكون بالضربة القاضية أيضًا. بل “بالنقاط”، وبمقدار ما تغيره في الوعي العام، وفي قدرة “أهل الثورة” على بناء تنظيمات سياسية جادة وملهمة ومتواصلة مع الشارع ومع المواطن البسيط.
شادي الغزالي حرب يكتب: 25 يناير.. ما كان وما يجب أن يكون!