لطالما كانت مواجهة منتخبي مصر والمغرب قمة في الإثارة والمتعة والحماس الكروي بلا أدنى مجال للشك. ورغم التفوق الكبير لأسود الأطلس على الفراعنة في المواجهات المباشرة و”علو كعبهم” بلغة كرة القدم على أبناء النيل. إلا أن اللقاءات بينهما كانت دائمًا سجالاً وبها تحدٍ كبير والكثير من التشويق والإمتاع الكروي. لما يشمله الفريقان عبر العصور من نجوم ومواهب استثنائية في عالم الساحرة المستديرة.
ويتجدد اللقاء مرة أخرى مساء اليوم “الخامسة بتوقيت القاهرة” في ربع نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2021 المقامة حاليًا في الكاميرون. في مواجهة عربية خالصة ولكنها بنكهة عالمية نظرًا لوجود أفضل لاعبي العالم بين صفوف المنتخبين. اللذين يسعيان لبلوغ المربع الذهبي للبطولة واستكمال مشوارهما بها حتى النهاية، في انتظار مواجهة عاصفة أمام الكاميرون أصحاب الأرض بنصف النهائي.
وفي الوقت الذي يطمح فيه منتخب مصر صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الأمم الإفريقية برصيد 7 ألقاب. للصعود للدور قبل النهائي للمرة الثانية في النسخ الثلاثة الأخيرة للمسابقة، فإن المنتخب المغربي بطل المسابقة عام 1976. يحلم بالتواجد في هذا الدور للمرة الأولى منذ 18 عامًا، حيث لم يبلغ هذا الدور منذ أن صعد للنهائي لآخر مرة بنسخة المسابقة عام 2004 التي أقيمت في تونس.
أداء متصاعد لمصر
بعد تأهله غير المقنع للأدوار الإقصائية في البطولة، عقب نيله المركز الثاني بترتيب المجموعة الرابعة بفوزه الباهت 1/ صفر على منتخبي غينيا بيساو والسودان. وخسارته بالنتيجة ذاتها أمام المنتخب النيجيري في مرحلة المجموعات، ظهر المنتخب المصري بشكل مغاير تماماً منتخب مصر بدور الـ16 أمام كوت ديفوار. بعدما قدم أفضل لقاءاته في المسابقة ليأتي صعوده لدور الثمانية بركلات الترجيح عن جدارة واستحقاق.
فيما يعاني المنتخب القومي من غياب حارس المرمى المتألق محمد الشناوي الذي أصيب بشد في العضلة الخلفية خلال لقاء كوت ديفوار. كما تحوم الشكوك بشأن مشاركة لاعب الوسط حمدي فتحي في اللقاء. لإصابته بإجهاد في العضلة الضامة في المواجهة نفسها، لكن باقي عناصر الفريق تبدو جاهزة تمامًا لمواجهة المغرب. بعدما جاءت نتائج الاختبارات التي أجراها اللاعبون لفيروس كورونا سلبية.
ويزين نجم ليفربول الانجليزي وهداف البريميرليج وأحد أفضل 3 لاعبين في العالم محمد صلاح، قائمة منتخب الفراعنة في كأس أمم إفريقيا. ويسعى “سوبر مو” الذي يتصدر حاليًا قائمة هدافي الدوري الإنجليزي بـ16 هدفًا. إلى دخول سجل هدافي بطولة الأمم الأفريقية أيضًا، حيث سجل 4 أهداف في نسختين من كأس أمم إفريقيا. وزيادة غلته أمام أسود الأطلس ومن ثم قيادة مصر إلى نصف النهائي.
كيروش يلتقط أنفاسه ويحظى بالثقة مجددًا
واجه البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري الكثير من الانتقادات، منذ توليه مسؤولية الفريق في سبتمبر الماضي. رغم نجاح الفراعنة في بلوغ المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم في قطر هذا العام.
وزاد حدته مع خسارة نيجيريا الأولى بالبطولة ثم الأداء المتوسط أمام غينيا بيساو والسودان. ولكنه التقط أنفاسه وحظي بثقة الأغلبية من جديد عقب أدائه الرائع أمام كوت ديفوار. بعدما لعب وحضر بشكل رائع وأدار اللقاء بنجاح كبير حتى فاز الفريق وصعد لدور الثمانية.
ويأمل كيروش في تكرار التفوق في لقاءاته مع منتخب المغرب للمباراة الثالثة على التوالي. بعدما سبق أن تغلب عليه 3/ 1 بدور المجموعات لنسخة المسابقة التي أقيمت بمالي عام 2002 عندما كان مدربًا لمنتخب جنوب إفريقيا. ليحرمه من التأهل لدور الثمانية آنذاك.
وواصل كيروش تفوقه على منتخب المغرب، بعدما قاد منتخب إيران للتغلب عليه 1/ صفر بالدور الأول في كأس العالم الأخيرة بروسيا قبل 4 أعوام. ليهدي الإيرانيين ثاني انتصار في تاريخهم بالمونديال.
أداء مغربي مستقر
في المقابل، كان أداء المنتخب المغربي أكثر استقرارًا في البطولة من نظيره المصري. حيث تصدر ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، بفوزه 1/صفر على غانا و2/ صفر على جزر القمر. فيما تعادل 2/ 2 مع منتخب الجابون في ختام لقاءاته بدور المجموعات.
وفي دور الـ16، أفلت منتخب المغرب من مفاجآت نظيره المالاوي، بعدما قلب تأخره صفر/ 1 في مطلع اللقاء. لفوز ثمين 2/ 1، ليعوض إخفاقه في النسخة الماضية للمسابقة التي أقيمت بمصر عام 2019. عندما عجز عن بلوغ دور الثمانية.
الانتقادات التي تعرض لها مدرب المنتخب المصري واجهها أيضًا البوسني وحيد خليلودزيتش مدرب المنتخب المغربي. رغم النتائج الرائعة التي حققها مع منتخب أسود الأطلس، ولم تكن تلك الانتقادات بسبب سوء إدارته للمباريات. ولكن بسبب استبعاده للثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي نجمي تشيلسي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي من البطولة الحالية لأسباب تأديبية. لكن فريقه كان عند حسن الظن بعدما واصل نتائجه الجيدة في المسابقة.
ويغيب عن أسود الأطلس الحارس منير المحمدي وسفيان الكرواني، بعدما جاءت نتيجة اختبارهما إيجابية لفيروس كورونا. فيما تعافى فيصل فجر من إصابته بالعدوى، والتي تسببت في غيابه عن لقاء مالاوي.
تفوق تاريخي للمغرب
يمتلك منتخب المغرب تفوقًا كاسحًا على نظيره المصري في تاريخ لقاءاتهما المباشرة والتي بلغت 29 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي. حيث حقق 14 انتصارًا ليصبح المنتخب الأكثر فوزًا على منتخب مصر في تاريخ منافسي الفراعنة. مقابل 12 تعادلاً، فيما اكتفى المصريون بتحقيق 3 انتصارات فقط.
كما يتفوق منتخب المغرب على المنتخب المصري في تاريخ لقاءات الفريقين بأمم إفريقيا. بعدما حقق 3 انتصارات مقابل فوزين لمصر، فيما خيم التعادل على لقاء وحيد.
رقم استثنائي لمنتخب مصر
يحتفظ الفراعنة برقم استثنائي ضد نظيره المغرب بأمم إفريقيا، حيث تمثل مواجهة مصر في الأدوار الإقصائية من البطولة “عقدة” للمنتخب المغربي. إذ أن المنتخبين التقيا مرتين فقط في أدوار خروج المغلوب بالمسابقة عامي 1986 و2017. وتفوق المصريون في المرتين.
وفي نسخة المسابقة عام 1986 التي استضافتها مصر، تأهل منتخب الفراعنة للمباراة النهائية بالفوز 1/ صفر على المنتخب المغربي بالدور قبل النهائي. قبل أن يواصل تفوقه في الأدوار الإقصائية بصعوده للمربع الذهبي بنسخة 2017 بالفوز بالنتيجة ذاتها. حيث كان هذا الانتصار حينها هو الأول للمصريين على المغاربة منذ 31 عامًا.
يذكر أن الفائز من تلك المواجهة التي تجرى بملعب “أحمد أهيدجو” في العاصمة الكاميرونية ياوندي. سوف يلتقي في الدور قبل النهائي مع أسود الكاميرون أصحاب الأرض والجماهير في مواجهة تبدو نارية مع كل الدعم الذي تحظى به الكاميرون. في ظل وجود صامويل إيتو رئيسًا لاتحاد الكرة هناك وكل ما يفعله من ضغط على كافة الأصعدة ليفوز منتخب بلاده باللقب تحت قيادته للاتحاد كما فعل عندما كان لاعبًا.