ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2022، يخوض جون دانيال أستاذ اللغة اليونانية بكلية اللاهوت الإنجيلية، تجربة جديدة على القارئ المصري. إذ يقدم رسائل بولس الرسول مترجمة من اليونانية إلى العامية المصرية. وذلك ضمن مشروع طموح لترجمة العهد الجديد بدأه ببولس، على حد قوله.

يرى دانيال إن الترجمة إلى العامية ليست خيارًا. بل ملاذًا وحيدًا للناطقين باللغة العربية في ظل ما وصفه بازدواج اللغة أي الكتابة بالفصحى والحديث بالعامية. ما أثر بشكل كبير على عملية التعليم والتعلم. وهو يؤكد أن محاولته تلك ليست الأولى في ترجمة العهد الجديد إلى اللهجات العربية المحلية. فقد سبقه إليها مترجم آخر سارع بترجمة الإنجيل إلى اللهجة المغربية. وكذلك في لبنان حيث محاولة لترجمته باللهجة اللبنانية، مع كتابته بحروف لاتينية أي فرانكو آراب.

ليست المحاولة الأولى.. عن إنجيل العامية اليونانية

ويكشف دانيال المتخصص في اللغة اليونانية إن الإنجيل كتب بالعامية اليونانية أي “vernacular Greek”. حتى إن ترجمات الإنجيل الأولى كانت باللهجات الشعبية مثل السريانية البسيطة المسماة بالبشيطا. بينما عملت حركة الإصلاح الديني على التحرر من سلطة اللاتينية وعلاقتها بالنصوص المقدسة. كما حاولت تقديم ترجمات باللغات الأوروبية. مؤكدًا أن الهدف من الترجمة هو إيصال الرسالة للمتلقي.

مترجم رسائل بولس الرسول يشير إلى أن اليونانيين عملوا على ترجمة الكتاب المقدس إلى لغة يونانية أبسط. وهي محاولة أيضًا قامت بها الكنيسة الأرثوذكسية عن طريق الأب ڤامڤاس في القرن التاسع عشر. وبعدها بأكثر من عشرين عاما عملوا على ترجمة أكثر تبسيطًا. لافتًا إلى محاولة أخرى لترجمة الإنجيل إلى العامية المصرية. وقد حملت اسم “الخبر الطيب بتاع يسوع المسيح”.

التحدي الأكبر -وفقًا لدانيال- هو الوقوف على مستوى لغة عامية بسيطة وليست مبتذلة.
التحدي الأكبر -وفقًا لدانيال- هو الوقوف على مستوى لغة عامية بسيطة وليست مبتذلة.

يعدد دانيال بعض الأسباب التي أدت إلى اقتصار شهرة ترجمة الإنجيل التي تحمل اسم “الخبر الطيب بتاع يسوع المسيح” على الأوساط الأكاديمية. ويرى أن أحد أهم الأسباب أن المترجم نفسه كان بريطانيًا ينتمي للاحتلال الإنجليزي. وكذلك، فإن وقتها الوعي بالعامية المصرية لم يكن كبيرًا مع قلة عدد المتعلمين القادرين على القراءة ونقل المعرفة إلى الأميين.

ويؤمن دانيال بأن نظريات الترجمة تغيرت حتى أن الترجمة الحرفية أصبحت معيبة. ومن ثم فإن المترجم المحترف هو الذي يستطيع نقل الحمل الثقافي من لغة المصدر إلى اللغة الهدف. ذلك دون الاكتفاء بالترجمة الحرفية التي تجتزأ المعنى. ويضيف: العصر الهيلينستي أي زمن كتابة العهد الجديد ترك أرثًا مكتوبًا كبيرًا. حتى إننا نكتشف كل يوم مخطوطات جديدة تضيف للمعنى ونصل بها إلى أبعاد أخرى في فهم النصوص.

تحديات أمام ترجمة العهد الجديد العامية

وعن التحديات التي واجهته في الترجمة إلى اللهجة المصرية، يقول دانيال: التحديات كثيرة. لكن هناك مميزات أيضًا مثل اتساع المعاني في اللهجة المصرية واستخدام أسماء الفاعل مثل (رايح، عايز) جعلها قريبة لليونانية. ولكن التحدي الأكبر -وفقًا لدانيال- هو الوقوف على مستوى لغة عامية بسيطة وليست مبتذلة. بالإضافة إلى تحدي قواعد الإملاء مع وجود خلافات بين المفسرين في بعض الآيات، جعلت الترجمة ليست عملية سهلة. يقول: حاولت تعويض ذلك بفكرة الحواشي في النصوص حيث أضع عدة احتمالات للترجمة

نماذج من ترجمات جون دانيال العامية المصرية لرسائل بولس

فالله اللي قال إنه من قلب الضلمة هينور، هو نفسه بالنور بتاع معرفة مجد الله الموجود في وش يسوع المسيح بينور في قلوبنا.

7النور ده كنز محطوط في زِلَع طين، عشان يفضل فيض القوة اللي فينا من الله ومش مننا. 8فلمّا نحزن لأي سبب ما نتقهرش، ولمّا نتلخبط ما نيأسش. 9ولمّا حد يتضطهدنا ما نحسش إننا وحدنا، ولمّا نتلطش على وشنا ما نتكسرش، 10ولمّا نشيل موت يسوع في جسمنا حياته  هتظهر  في جسمنا.2كو 4: 6-10

وتعالوا أورّيكم  بقى اللي أحسن  من كل ده. 13 أنا لو عارف لغات البشر والملايكة وما عنديش حب فأنا بقيت مجرد شيء مزعج زي صوت نحاس بيخبط في بعضه أو ناقوس بيرِن  من غير نغمة. 2ولو كنت بتنبأ وعارف كل الأسرار وعندي كل المعرفة، ولو عندي كل الإيمان اللي ينقل الجبال، لكن ما عنديش حب فأنا ولا حاجة. 3ولو وزّعت كل ما اللي أملكه، ولو سلّمت جسمي عشان أبيّن فخر، وما عنديش حب. فده كله ما لوش لازمة.

4الحب هو طولة البال والإحسان، الحب ما بيغيرش، الحب ما بيغضبش بسرعة وما بيخلنيش اتنفخ على التانيين. 5الحب ما بيخليش أخلاقي بطّالة ولا بيدوّر  على مصلحته، ولا بيخليني متأفإف ولا بيخليني أحط الشر في حسباني.

6الحب ما بيفرحش بالظلم لكن بيفرح بالحق. 7الحب دايمًا بيخلينا نستحمل، دايمًا بيخلينا نؤمن، ودايمًا بيخلينا عندنا أمل، دايمًا بيخلينا نعافر.1كو 12: 32ب-13:7