بالتزامن مع انطلاق فعاليات مهرجان الأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش الإمارتية بمعرض أكسبو دبي. رجحت مصادر مطلعة أن يغيب الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر عن حضور حفل افتتاح «البيت الإبراهيمي». الذي من المفترض أن تنظمه دولة الإمارات العربية خلال هذا العام.

ويقضي الطيب فترة إجازة بمسقط رأسه بقرية القرنة غرب الأقصر منذ أيام. بحسب المصادر التي أشارت إلى أن الشيخ بحث مع عدد من مستشاريه والمقربين منه تداعيات مشاركته في افتتاح مشروع «البيت الإبراهيمي». بجزيرة السعديات بالعاصة الإمارتية أبوظبي. وذلك بعد أن تأكد حضور شخصيات إسرائيلية رسمية وغير رسمية حفل الافتتاح.

وفي فبراير عام 2019، وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في أبوظبي وثيقة الأخوة الإنسانية. وبعدها بشهور تم الإعلان عن تأسيس مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية» الذي يضم مسجدا يحمل اسم الإمام الطيب. وكنيسة تحمل اسم البابا فرانسيس الثاني، ومعبد يهودي باسم الطبيب والفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون. وأشار محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي. حينها إلى أن المشروع يأتي تخليدا لذكرى زيارة الإمام والبابا. وتعبيرا عن «حالة التأخي الإنساني الذي يعيشه المجتمع الإماراتي».

وبعد الإعلان عن المشروع بشهور وقعت الإمارات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي «اتفاقات إبراهام» برعاية أمريكية. وكُشف النقاب لاحقا عن أن تأسيس «البيت الإبراهيمي» كان أحد محاور المحادثات. التي سبقت توقيع اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب بالولايات المتحدة.

وتسعى الإمارات من خلال تأسيس «بيت العائلة الإبراهيمية» إلى تدشين مرحلة جديدة في الشرق الأوسط. من خلال تفتيت ما تبقى من هوية عربية إسلامية، ودمج إسرائيل عضويا في المنطقة العربية. عبر تمييع الهوية الدينية لشعوب المنطقة. فلا يكون الدمج سياسي فقط. بل ديني ومجتمعي، بسحب دراسة أجرها باحثون بمركز الفكر الخليجي. وترصد الداراسة ما تقول أنه خطط إماراتية لتمكين الاندماج الإسرائيلي في المنطقة.

ومن المتوقع أن يرث «بيت العائلة الإبراهيمية» مهام اللجنة العليا للإخوة الإنسانية التي سينتهي دورها عمليا بعد افتتاح المشروع المنتظر.

المصادر التي تحدثت مع «مصر 360» أشارت إلى أن شيخ الأزهر نُصح من مقربين له بالغياب عن افتتاح «البيت الإبراهيمي». حتى لا يتورط بأي شكل من الأشكال في لقاء شخصيات إسرائيلية وهو ما سيتم تفسيره باعتباره تطبيع مباشر مع دولة الاحتلال التي طالما هاجمها الطيب.

ويبحث الطيب حاليا إيفاد ممثل عنه لحضور الافتتاح، وتقول المصادر أن الشيخ يفاضل بين شخصيتين لتلك المهمة. الأول هو الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر والذي يشارك حاليا في فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الأخوة الإنسانية بإماراة دبي.

وفي حال اعتذار الضويني، كما يتوقع البعض حيث إن الرجل لا يريد أن يتورط في فخ التبطيع من بوابة المشاركة. كممثل للإمام الأكبر في فعالية يحضرها صهاينة. سيكون البديل الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر ورئيس اجتماعات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للدورة الحالية. والذي يشارك أيضا في النسخة الثانية من مهرجان الأخوة بدبي. وبحسب ذات المصادر فإن المحرصاوي سيكون خيار أفضل فهو بالفعل عضو باللجنة المنظمة.

ويلتقي المحرصاوي بصفته رئيس اجتماعات لجنة الأخوة الإنسانية هذا العام. بحاخام الجالية اليهودية في الإمارات إيلي عبادي والذي يرتب لزيارة وفد ديني إسرائيلي إلى أبوظبي برئاسة حاخام إسرائيل الأكبر لليهود الشرقيين يتسحاق يوسيف. والحاخام الأكبر لليهود الغربيين دافيد لاو، ومن المتوقع بحسب ما أشارت مصادر أن يلتقي الوفد الديني الإسرائيلي بأعضاء اللجنة العليا للإخوة الإنسانية. وعلى رأسهم المحرصاوي والمستشار محمد عبد السلام أمين عام اللجنة. على أن يتم تنظيم زيارة للوفد وأعضاء اللجنة إلى «البيت الإبراهيمي».

ويتعرض شيخ الأزهر إلى ضغوط من مسئولين إمارتيين لإقناعه بالمشاركة في حفل الافتتاح المرتقب. ويبذل مستشاره السابق محمد عبد السلام أمين عام لجنة الأخوة الإنسانية جهودا كبيرة لإقناع الشيخ بالمشاركة بشخصه. في المقابل تلقى الطيب نصائح ودعوات من داخل الأزهر ومن بعض مؤسسات الدولة الرسمية بعدم الحضور. «حضور الطيب سيعرض شعبيته وسمعته وسمعة الأزهر إلى هزة قوية». ودفعت تلك النصائح والمطالبات الطيب إلى إعادة النظر والتريث والبحث عن بدائل منها إيفاد ممثل عنه.

وتتلكأ أبو ظبي في الإعلان عن موعد افتتاح «البيت الإبراهيمي» حتى يصلها رد أخير من شيخ الأزهر حول مشاركته. وكان من المنتظر أن يُعلن مسؤولوا لجنة الأخوة الإنسانية عن موعد الافتتاح خلال فعاليات مهرجان الإخوة الإنسانية المقامة حاليا في دبي. بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن الإعلان عن الموعد قد يتأخر، فغياب الطيب عن الافتتاح يمثل ضربة كبيرة للمشروع.