تصنيع حالة غير مبررة من الخوف على الدين أنتجت حالةً مضادة لها هي الخوف غير المبرر من الدين، الخوف على الدين هو جوهر المشروع السياسي للإخوان، هذا الخوف المصنوع أقنع جماهير غفيرة لقبول فكرة الإخوان، هذا الخوف المصنوع ضمن للإخوان الانفراد بمساحات اجتماعية واسعة لا ينافسهم فيها ولا ينازعهم عليها إلا من خرج منهم أو من خرج عليهم من جماعات لاحقة تنافسوا جميعا في دق نواقيس الخطر تحذر من الخطر القائم أو القادم على الإسلام والمسلمين، هذا الخوف المصنوع خلق، ومازال يخلق، حالة غير عقلانية من التجييش العاطفي والشحن الانفعالي والتحميس الزائد عن الحد في معركة افتراضية وفي جهاد مُتخيل بين الإسلام وأعدائه وبين المسلمين ومن يتربصون بهم الشر والمكيدة. هذا الهلع المصطنع على الدين لايختلف عن الهلع المصطنع على الوطنية والخوف على الوطن الذي تتبناه الديكتاتوريات الحاكمة. فكلاهما -الهلع على الدين والهلع على الوطن- تكتيكات سياسية تستهدف حشد الأنصار وكبت المعارضين في لعبة أوسع هي الصراع على الحكم والسلطة.

********

أصل الخطر موجود، كان ولا يزال، فمنذ خروج الأوربيين من عزلتهم داخل قارتهم، من نهاية القرن الخامس عشر وبواكير القرن السادس عشر، منذ ذلك التاريخ ونحن -مثل غيرنا من غير الأوربيين- نتعرض للغزو والاستعمار والسلب والنهب والهيمنة والسيطرة والتبشير والتنصير بل والاستئصال الكامل في بعض الأحيان، لم يترك الأوروبيون شرقا ولا غربا ولا شمالا ولا جنوبا، ولم يتركوا مسلما ولا مسيحيا ولا وثنيا على حاله، فقد وصل أذاهم كل شبر في الكون وكل شعب وكل ثقافة فلم يسلم من شرهم قريب ولا بعيد. لم يكن الإسلام ولم يكن المسلمون استثناءً، إنما كانوا مثل غيرهم، بما في ذلك حضارات عريقة مثل الصين والهند، في مرمى نيران الأوربيين، الذين عاثوا في العالم كله غزوا ونهبا وتبشيرا وتنصيرا، وفيما يختص بالتبشير والتنصير لم يفلت منهم أحد، ففي مصر -على سبيل المثال- كان التبشير يبدأ بالأقباط أنفسهم بقصد تحويلهم عن مذهبهم إلى مذاهب أخرى. لذلك وقفت الكنيسة القبطية -مثل غيرهامن مكونات الأمة المصرية- في وجه التبشير الأوروبي بكل قوة وصلابة، كان التنصير بين فقراء المسلمين، وكان التبشير بين فقراء القبط، وكلاهما كان من طفح الغزو المدني الأوروبي لمصر في الربع الثالث من القرن التاسع عشر، وقد اكتمل بالغزو العسكري في الربع الأخير منه، علما بأن المستعمر الإنجليزي نفسه كانت تسيطر عليه عقلية التاجر بالدرجة الأولى فكانت تعنيه مصالح الامبراطورية أكثر مما يهمه التبشير والتنصير، بخلاف القوة الأمريكية البازغة فهي كانت الرقم الأصعب في إرساليات التبشير الإنجيلي بين الأقباط في الصعيد والتنصير بين فقراء المسلمين في الوجه البحري. وقد نجحوا بالفعل في تحويل بعض الأقباط عن مذهبهم، وتذكر المصادر أنهم في عشرين عاما نجحوا في تنصير خمسة وسبعين من فقراء وجهلة المسلمين.

********

تسرب الاستعمار المدني منه والعسكري وتسلل التبشير سواء بين الأقباط أو المسلمين في ظل الانحطاط المزدوج: الانحطاط الأعلى في الدولة العثمانية صاحبة الولاية على مصر، ثم الانحطاط الأدنى لحكام مصر من ورثة محمد علي وخلفائه وسلالته، ففي ظل هذا المزدوج الحاكم انهارت المناعة السياسية والعسكرية ووقعت البلاد فريسة للاوروبيين غزاةً ولصوصا ومبشرين ومنصرين.

لكن بقيت المناعة الثقافية والفكرية والحضارية الكامنة في تكوين المصريين سواء الأقباط منهم أو المسلمين، هذه المناعة كانت ومازالت حائط السد تفعل فعلها وتؤدي دورها -بصورة طبيعية- دون صخب ولا ضجيج. وقد عبرت هذه المناعة عن نفسها في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر ووصلت ذروتها في الثورة العرابية وفي اجتهادات فقهاء كبار مثل الإمام محمد عبده، ثم تبلورت في عدد من الأحزاب السياسية والجمعيات الدينية والشخصيات الإصلاحية لاحصر لها في مطالع القرن العشرين بلغت ذروتها مع ثورة 1919م التي جمعت في إطارها الأقباط والمسلمين ووحدتهم في مواجهة الاستعمار، كما توحدوا أول مرة عندما التقي أقباط مصر مع الفاتحين العرب في مواجهة بيزنطة الأوروبية المسيحية التي كانت تحكم مصر وكانت تضطهد الأقباط وكان الأقباط يسطرون في واجهتها صفحات شريفة من تاريخهم وتاريخ مصر معهم.

العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين هي -بكل معيار- فترة من أخصب وأزهى فترات التاريخ المصري على وجه الإجمال، حركة وطنية ناضجة تنشد الاستقلال، جامعة حديثة، صحافة حديثة، حركة نشر وترجمة، نخبة غير مسبوقة ولا ملحوقة في مستوى تعليمها وثقافتها وكفاءتها، طبقة وسطى متعلمة ومتطورة، ذلك كله يترجم نفسه في واحدة من أعظم ثورات الشرق ضد أعتى أمبراطوريات الأرض، ثم دستور حديث، ثم تجربة ديمقراطية وليدة، هذه فترة أنجبت فيها مصر حشدا من العبقريات لم تنجب مثلهم فيما سبق أو فيما لحق، في الفقه والدين، في الحكم والسياسة، في الموسيقي والفن، في الفلسفة والفكر، في الأدب والرواية والشعر، في القانون والقضاء والتشريع والمحاماة، في التصنيع والاقتصاد والمالية والتجارة، في المسرح والصحافة، كانت حقبة التفوق بلا منازع لها من حقب خلت أو أتبعت. كان الاحتكاك بالاستعمار وحضارته تحديا عظيما استفز أعصاب المصريين واستثار هممهم ونشط عزائمهم فاستخرج من عبقريتهم أروع ما فيها.

****

في ظل هذه الفترة العبقرية ظهرت جماعة الإخوان، وبدل أن تدرك ذلك، وبدل أن تعترف بذلك، وبدل أن تجعل نفسها جزءا من هذا المناخ العبقري، فإنها ذهبت تسجل لنفسها شهادة ميلاد خارج سياق الواقع، ومن ثم صنعت لنفسها نسبا خارج سياق التاريخ، ومن الميلاد والنسب وضعت نفسها -بإرادتها- خارج سياق الحركة الوطنية المصرية، هي ابنة هذه الفترة الزاهرة، لكنها اختارت الانقلاب عليها، وتحصنت بالعزلة عنها، ثم بالاستعلاء عليها، فلم تعترف بفضل لمن سبقها، ولا أقامت وزنا لمن عاصرها، سلبت الاعتراف من الجميع، وتورعت أن تنسب فضلا لأحد، فهي -على نقيض الحقيقة- ترى أن الفترة كانت مظلمة، قد خلت من الأنوار والمصابيح، وعز فيها الرجال والمصلحون، حتى ظهر نور الإخوان فبدد الظلام وأضاء الطريق وهدى الضالين وأرشد الحيارى.

ففي المجال الديني وحده، نشأت قبل الإخوان العديد من الجمعيات الدينية سواء قبل الحرب العالمية 1914- 1918م أو بعدها، فقبل الحرب نشأت: جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، جمعية العروة الوثقى الإسلامية، جمعية المواساة الإسلامية، وكان لها فروع في الاسكندرية وطنطا والسويس.

ثم بعد الحرب، وفي العشرينيات من القرن ال20، يرصد المستشار طارق البشري في ص 465 من كتابه “المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية” عشرين جمعية دينية إسلامية رئيسية لها مراكز رئيسية في القاهرة ثم لها فروع في عواصم المحافظات، من هذه الجمعيات: جمعية التقوى، جمعية الهداية الإسلامية، جمعية إحياء السنة المحمدية، جمعية المسلم العامل، جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جمعية أنصار السنة، جمعية الإخاء الإسلامي، جمعية المحافظة على القرآن الكريم، جمعية الرابطة الإسلامية، جمعية المساعي الخيرية، جمعية السنيين نسبة إلى السنة النبوية المشرفة، وقد أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي. ثم جمعية الشبان المسلمين وقد كان مؤسس الإخوان عضوا فيها.

صحيح أن جماعة الإخوان ليست تكرارا لأي جمعية دينية سابقة عليها في مجال الدعوة الدينية، وصحيح كذلك أنها ليست تكرارا لأي حزب أو حركة سياسية وطنية سابقة عليها أو متزامنة معها، لكن الصحيح كذلك أن جماعة الإخوان كان يستحيل وجودها لولا ما سبقها وعاصرها من جمعيات دينية وحركات وطنية، ثم كان يستحيل وجودها لولا ذاك المناخ العبقري الذي صنعته وأنجزته أجيال من المصريين في مواجهة الفرنسيين والانجليز والترك وأسرة محمد علي.

لقد اختارت جماعة الإخوان أن تكون مجهولة النسب الواقعي، إلا أن تكون منسوبة إلى المعجزات والكرامات الإلهية، باعتبار أن مؤسس الجماعة ممن يبتعثهم الله على رأس كل قرن من الزمان ليجدد للأمة أمر دينها، وهذه المعجزة والكرامة المقبولة لدى جمهرة الإخوان قديما وحديثا.

******

بعيدا عن فشل الإخوان المتكرر في السياسة وإخفاقهم في تحالفاتهم السياسية، إلا أن هذا لا ينفي مساهماتهم غير المنكورة في خدمة القضايا الدينية والوطنية والاجتماعية، هذه المساهمات مهدت لهم سبل الانتشار في كل مدينة وقرية وحي وشارع وبيت، فهم -بعد الوفد وسعد زغلول ومصطفى النحاس- تقريبا دخلوا كل بيت، بمعنى صار لهم في كل بيت عضو منتم لهم أو متعاطف معهم أو مخاصم لهم أو كاره لسيرتهم من أساسها.

لكن تبقى الخطيئتان الكبيرتان:

1- الأولى، تضخيم الخطر على الدين وتحويله إلى صنعة في حد ذاتها، والحاجة الوجودية الملحة لاستمرار هذا الخطر، كمبرر لوجود الإخوان واستمرارهم، وإذا لم يوجد الخطر يتم اختلاقه، إذا لم يكن خطرا من الخارج تم اختلاق خطر من الداخل، وإذا لم يأت الخطر من أعداء الإسلام تم اختلاق خطر من المسلمين أنفسهم واتهامهم بالتفريط في دينهم والخروج عن أوامره ونواهيه، واذا اختلفوا اليوم مع حكام كانوا حلفاءهم بالأمس ذهبوا يتهمون الحكام بالعداء للإسلام، حدث ذلك مع فاروق وناصر والسادات ومبارك والسيسي.

2 – الثانية تضخيم ذات الإخوان، وتضخيم إحساسهم بقوتهم ورسالتهم وتفردهم في الطهارة والنقاء والإخلاص، هذا التضخيم هم يحبونه ويصنعونه، رغم أنه يخيف غيرهم منهم ويصنع لهم عداوات هم في غنى عنها، خذا مثالا على ذلك: في السبعينيات اشتهرت ظاهرتان: أقباط المهجر، والتنظيم الدولي للإخوان. أقباط المهجر حقيقة واقعية منظمة في كنائس قبطية مصرية وجاليات قبطية مصرية ظلت على خلاف مع الدولة المصرية طوال عهدي السادات ومبارك ثم تحالفت مع الدولة بعد ثورة 30 يونيو 2013م في مواجهة خطر الإخوان، وكانوا -الكنائس والجاليات سندا فعالا يدعم نظام ما بعد 30 يونيو بجدارة وكفاءة. أما التنظيم الدولي للإخوان فهو وهم كبير لا يختلف في قليل أو كثير عن جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، هذا الوهم تعرف كافة أجهزة الاستخبارات العربية أنه كيان هش لا قيمة له ولا وزن ولا خطر، تماما مثلما يعرف الإخوان -أقصد القيادة- ذلك، لكن الذي يحدث أن أجهزة الاستخبارات تضخم هذا الوهم المسمى التنظيم الدولي للإخوان كمبرر لضربهم وكسر شوكتهم، والعجيب أن الإخوان بدل أن يوضحوا الصورة الحقيقية فإنهم تعجبهم أساطير قوة وخطورة التنظيم الدولي، تعجبهم وترضي غرورهم ويسكتون عن الأكذوبة من باب الصيت ولا الغنى وحب النفخة الكدابة.

بهذه الروح، روح الخطر على دين، وروح تضخيم الذات، خاض الإخوان معارك السياسة بعد ثورة 25 يناير 2011م.  صحيح أنهم خاضوها معارك انتخابية سياسية، وصحيح أن غيرهم كان يديرها ويشرف عليها، وصحيح أنهم لعبوا بقواعد اللعبة في إطار الدستور والقانون، وصحيح أنهم لم يصدر عنهم خطأ مادي جسيم يسجل ضدهم، كل ذلك صحيح، لكنها صحة الشكل لا صحة المضمون، كان الشكل سياسيا لكن كان المضمون قتاليا، كانت روح الفتح وروح الغزو وروح الجهاد وروح القتال وروح المخاصمة والمبارزة هي مضمون ومحتوى وجوهر النشاط السياسي للإخوان حين اكتسحوا -عن جدارة تصويتية- البرلمان بمجلسيه ثم الرئاسة ذاتها فدانت لهم البلد بكاملها. هذه الروح أكسبتهم من أصوات الناخبين ما يكفي لإعلان فوزهم الانتخابي، لكن ذلك لم يكن كافيا ليمنحهم شهادة الرضا والاطمئنان من عموم المصريين.

********

في ص 383 ومابعدها يكتب مؤرخ الإخوان الأستاذ محمود عبدالحليم في الجزء الأول من موسوعته “الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ”:

– بحلول عام 1944 كانت الدعوة -يقصد دعوة الإخوان- قد وصلت إلى أوج الذيوع والانتشار، فلم يعد مكان في مصر يخلو من شُعبة، كما أصبجت الجامعة والأزهر قلعتين من قلاع الدعوة، وصار للدعوة وجود في كل بلد عربي، كما صارات البلدان الإسلامية الأخرى تعتبر الإخوان قيادة لها… صار الإخوان في مصر أعلى صوت شعبي، وصار لهم أقوى نفوذ على مستوى الأمة بأسرها، بفضل التكتيك بعيد المدى الذي حصن به الأستاذ المرشد خطوات الدعوة حيال الجبهات المختلفة الحاكمة.

– من النماذج الفردية التي خطبت ود الدعوة -يقصد ود الإخوان- وكانت ملفتة للنظر ومثيرة للاستغراب الأستاذ عباس العقاد، يتقرب إلى الدعوة، ويمد يده إليها، ويطلب لقاء المرشد، ويرسل إليه إجلاله واحترامه، وأنه يرى فيه أعظم شخصية لمصلح، وأن هذه الدعوة -يقصد دعوة الإخوان- هي الأمل الوحيد الذي يجب أن تكرس له كل الجهود حتى تنقذ البلاد من الاستعمار الخارجي والداخلي.

– من أراد أن يرى الشعب كله بجميع طوائفه وطبقاته ومثقفيه وتجاره وصناعه وفلاحيه وعماله ورجاله ونسائه فليس أمامه إلا منصة واحدة إذا وقف عليها وتطلع من فوقها رأى هذا الشعب من منصة حديث الثلاثاء (خطاب أسبوعي كان يلقيه المرشد المؤسس).

– كما تطورت محاضرة الثلاثاء، كذلك تطورت جوالة الإخوان المسلمين حتى صارت جندا كثيفا يفرح لرؤيته قلب كل مؤمن، ويحترق غيظا وكمدا قلب كل متكبر حقود. فكل جوال منهم نذر نفسه أن يكون فداءً للمجتمع، ويعتبر انخراطه في سلك الجوالة طريق الإعداد ليوم الجهاد. ولو أنك شاهدت عرضا لجوالة الإخوان المسلمين وهي تخترق شوارع القاهرة في شجاعة ونظام لأحسست بالفخر والاعتزاز أن أصبح للحق والفضيلة حماة أشداء وجنود أوفياء. إن الفساد والفجور والشر كان كان يتوارى خوفا وفزعا من هذه القوة التي علموا أنها من وراء الحق والفضيلة، ولم يعد أحد ممن كانوا يجاهرون بالزذيلة يستطيع أن يرفع رأسه، بل إن كثيرا من هؤلاء أقلعوا عن الشر وتابوا، واتخذوا أماكنهم في صفوف هذه الجحافل. ثم يورد مؤرخ الإخوان عددا من آيات القرآن المجيد تصور الإخوان مكان النبي صلى الله عليه وسلم وتصور المواطنين المصريين في أماكن المشركين والكافرين فمنهم من يقبل الدين ومنهم من يصد عنه.

– ثم يقول: كان في قلب كل شرير ومجرم -يقصد بعض المواطنين المصريين- رهبة لا تفارقه من أنه إذا لم يكف عن شره فإن بطش هذه القوة -يقصد قوة الإخوان- سيصل إليه في يوم من الأيام.

أكتفي بهذا القدر من مؤرخ الإخوان، للدلالة على الروح العميقة للإخوان: روح الاستعراض وتضخيم الذات، ثم روح تضخيم الخطر على الدين كمبرر للوجود.

********

بين ديكتاتورية الحكام وفاشية الإخوان يتعثر المستقبل وترتبك خطاه.

واكتفي هنا بحكمة قرأتها للمستشار طارق البشري في ص 478 من كتابه “المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية” وهو يصف ويحلل دور المرشد المؤسس فضيلة الشيخ حسن البنا في التاريخ، فقد كان أمامه خيار المستقبل، مثلما كان أمامه خيار العودة للماضي، لكنه اختار أن يكون هو وجماعته الضخمة رهائن للماضي لا طلائع للمستقبل.

يقول البشري عن الشيخ حسن البنا: “بدل أن يتقدم باحثا منقبا، جفل إلى الوراء رافضا “ومازال أتباعه يجفلون إلى الوراء رافضين ومرفوضين.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.