فاجأ النجم عبدالله السعيد صانع ألعاب الإسماعيلي والأهلي وبيراميدز الحالي ونجم منتخب مصر الجميع بقرار اعتزاله اللعب الدولي أول أمس السبت.

وكان “السعيد” في الفترة التالية لاعتزال محمد أبو تريكة خليفته الأبرز في الفترة من 2013 حتى 2019 بشكل فعلي و2021 بشكل نهائي.

بعد مسيرة طويلة في الملاعب المصرية والمنتخبات الوطنية بكافة الأعمار. فرغم أنه قرار منطقي لكنه غير منتظر على الإطلاق على الأقل قبل مباراتي الحسم لمونديال قطر 2022 والحدث العالمي نفسه نهاية العام الحالي.

وكون السعيد في حسابات المدرب البرتغالي كارلوس كيروش لمنتخب مصر وفضله على نجم الأهلي محمد مجدي أفشة. وضمه لقائمة الفراعنة في بطولة الأمم الأفريقية 2021 الأخيرة بالكاميرون. وشارك في مباراتين بدور المجموعات بالفعل.

وكان منتظرًا استدعائه لمواجهتي السنغال الحاسمتين يومي 24 و29 مارس/آذار المقبل. ومن ثم لعب كأس العالم في حال الصعود وتكون بطولته الختامية. إلا أنه قرر تعليق حذائه الآن عقب إحباط خسارة نهائي الكان أمام السنغال. لتكون الفضية الثانية له بتاريخه الدولي عقب بطولة 2017 بالجابون التي كان أحد أبرز نجومها.

السعيد الذي شارك في 55 مباراة دولية مع الفراعنة، سجل خلالها 6 أهداف وصنع 10. ولم يحصد أي لقب رفقة المنتخب رغم الوصافة مرتين بكأس الأمم. لكن يظل الإنجاز الأبرز له على المستوى الدولي هو التأهل لكأس العالم 2018 بروسيا. بجانب ألقاب عديدة مع كافة الأندية التي لعب لها. ولذلك نستعرض في النقاط الآتية لماذا قام السعيد بخطوة اعتزاله الدولي في هذا التوقيت.

تقدم في العمر وبطء في الأداء

بلا شك يعد تقدمه في العمر أحد أبرز العوامل التي دفعته للاعتزال الدولي، حيث بلغ من العمر 36 عامًا. بعد مسيرة طويلة مع الإسماعيلي ثم الأهلي وبيراميدز على مستوى الأندية. كان أبرزها بالنسبة له مع الفريق الأحمر، من حيث البطولات والإنجازات.

كما أنه بدا واضحًا تأثر السعيد على المستوى البدني خلال المباريات بسبب عامل السن وتقلص قدراته البدنية والبطء الواضح في أدائه. حتى في مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال ثم بالكان، في الوقت الذي يحتاج فيه المدير الفني للفراعنة لعناصر مختلفة على مستوى المجهود البدني خلال المباريات. لمواجهة المستويات العالية بدنيًا وفنيًا من منتخبات القارة السمراء القوية للغاية.

كيروش وإلغاء صانع اللعب في المنتخب

منذ قدوم البرتغالي كيروش لمنتخب مصر وقام بتغيير طريقة اللعب الخاصة بالمنتخب والتكتيك الخاص به تمامًا. وبدأ الاعتماد على طريقة لعب 4-3-3 التي لا يوجد بها مكانًا للاعب رقم 10 أو صانع اللعب الكلاسيكي مثل السعيد تمامًا. ما صعب المهمة بشكل كبير عليه بعدما فقد مركزه المفضل الذي لطالما لعب وتألق من خلاله.

شارك السعيد مع كيروش في بعض المباريات لكن المردود البدني للاعب لم يكن على المستوى المطلوب. حيث اختلفت مهام مركزه كمحور وسط ناحية اليسار عن مركزه المفضل كصانع ألعاب.

ومع ارتفاع مستوى المنافسات بكأس الأمم الأفريقية بالكاميرون الأخيرة وفي مواجهات الفرق الكبرى. مثل كوت ديفوار والمغرب والكاميرون والسنغال خرج السعيد من الحسابات تمامًا.

وشارك السعيد خلال منافسات كأس الأمم في مباراتين فقط بدور المجموعات، واستبدل في المواجهتين. بعدما شارك 58 دقيقة أمام غينيا بيساو و57 دقيقة أمام السودان وغاب عن باقي البطولة.

سطوع نجوم بارزة في مركز السعيد

البداية كانت مع تراجع مستوى السعيد في بيراميدز، في الوقت الذي ارتفع فيه مستوى محمد مجدي أفشة مع الأهلي. وبات أحد أبرز نجوم المنتخب المصري، ورغم أنه كان أحد أبرز لاعبي الأهلي المفضلين لحسام البدري. لكن الوضع تغير بعد توليه تدريب منتخب مصر.

وكان البدري دومًا ينتهج خطة اللعب 4-2-3-1، وهو الأمر الذي يجعله بحاجة دومًا لصانع ألعاب رقم 10 بشكله التقليدي مثل السعيد. لكن مع تألق أفشة تسلل للتشكيل الأساسي رويدًا رويدًا ما أبعد النجم الكبير عن الحسابات في تصفيات كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم.

وهو ما أوصل له جانبًا نفسيًا غير معتاد وثقة أقل في قدراته، ومنحه إشارات بأن وقته قد حان للاعتزال دوليًا. لسطوع نجوم أخرى في مركزه، ما تأكد بشكل أكبر مع تعيين كيروش مدربًا وإلغائه دور اللاعب رقم 10 من الأساس واستبعد أفشة نفسه. لصالح نجوم أخرى مثل حمدي فتحي وعمرو السولية ومحمد النني في الوسط وبدلاء لهم مثل مهند لاشين وإمام عاشور وحتى محمود تريزيجيه الذي يلعب كجناح في الأساس.

كل هذه المتغيرات التي بدأت منذ عصر البدري وتلاشت تمامًا مع كيروش أعطت للسعيد الضوء الأخضر لاتخاذ قراره حاليًا. وعدم الانتظار لأكثر من ذلك على مستوى اللعب الدولي والاكتفاء باللعب رفقة فريقه بيراميدز بالبطولات المحلية والقارية حتى إشعار آخر ينهي به مسيرته الكروية تمامًا في الملاعب.