أثار بنك المشرق الإماراتي، الذي يملك فروعًا في قطر والبحرين ومصر والكويت ودول أخرى. الجدل بعد الكشف عن تعاونه مع شركة “ثيتاراي” الإسرائيلية في أداة مراقبة المعاملات المصرفية التي طورتها الشركة للكشف عن الجرائم المالية.
المشرق هو أقدم بنك مملوك للقطاع الخاص في الإمارات وتأسس عام 1967 تحت اسم بنك عمان. وكان أول بنك بالإمارات يقوم بتركيب أجهزة صرف النقود من أجهزة الصراف الآلي. وأول من أصدر بطاقات الخصم والائتمان وأول من قدم القروض الاستهلاكية.
شركة “ثيتاراي” تأسست عام 2013 من قبل علماء رياضيات وصناعة التكنولوجيا الفائقة. تقول الشركة إنهم عالميين، وتحت إدارة مارك جازيت. الذي شغل مارك منصب المدير العام لشركة Nice Track، النشطة في تقديم حلولاً مجالات أمن المعلومات والإنترنت. كما شغل منصب رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي لشركة SkyVision. وهي مزود عالمي لخدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
غرامات 100 مليون
جاءت تلك الخطوة بعدما دفع بنك المشرق الإماراتي غرامات قدرها 100 مليون دولار. لقيامه بتحويلات تزيد قيمتها عن 4 مليارات دولار من السودان. في خرق للعقوبات التي فرضتها واشنطن، وكشف التحقيق الأمريكي حينها عن أن البنك طلب من موظفيه عدم ملء بعض الحقول. في رسائل الدفع المرسلة بين البنوك لإخفاء العنصر السوداني المحظور من هذه التعاملات. بحسب هيئة الخدمات المالية.
طالبت العقوبات التي فرضتها واشنطن عام 1997 المؤسسات المالية العاملة في الولايات المتحدة بالامتناع عن التعامل مع السودان. ووفقًا لوزارة الخزانة الأميركية “قام فرع المشرق في لندن بتسديد 1760 دفعة صادرة عن مؤسسات مالية في الولايات المتحدة”. وبذلك أجرى المشرق لندن تحويلات بالدولار من بنوك سودانية خارج الولايات المتحدة. وعبر مؤسسات مالية أميركية لم تتمكن من تحديد مصدر الأموال ومنع هذه العمليات طبقًا للعقوبات الحالية.
عقوبات أمريكية وراء قرار الاستعانة بالشركة الإسرائيلية
سبق أن فرضت هيئة الخدمات المالية الأمريكية غرامة قدرها 40 مليون دولار على “المشرق” عام 2018. لعدم إبداء يقظة كافية حيال القوانين الأمريكية المتعلقة بتبييض الأموال. ويعتقد البنك بأن تكنولوجيا شركة “ثيتاراي”، تسمح للمصارف بشكل فعال بإحباط مخاطر الجرائم المالية في الفضاء.
حثت الإمارات بنوكها في الفترة الأخيرة على زيادة إجراءات مكافحة غسل الأموال. بعدما واجهت خطر إدراجها في قائمة مجموعة العمل المالي الدولية للبلدان الخاضعة لمزيد من الرقابة. بسبب قصور مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. والتهديد بإضافتها لـ”القائمة الرمادية”، بحسب قناة الحرة الأمريكية.
القائمة الرمادية، هي أحد تصنيفين تستخدمهما الهيئة الحكومية الدولية ومقرها باريس للدول التي فيها “أوجه قصور استراتيجية” في محاربة تبييض الأموال. وفقا لما نقله التقرير عن أشخاص مطلعين والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لأن المناقشات سرية.
أول عميل إماراتي
قالت شركة “ثيتاراي” الإسرائيلية، إن “بنك المشرق” كان أول عميل إماراتي لها. وستعمل على تغيير طريقة استفادة المؤسسات المالية ومقدمي خدمات الدفع من البيانات. باستخدام حل SaaS لرصد المعاملات قائم على الذكاء الاصطناعي. بجانب حلول متطورة لتحديد الجرائم المالية، بما في ذلك غسيل الأموال والاحتيال وتمويل الإرهاب.
(SaaS) يقوم على أساس تطوير برمجيات تطبيقية سحابية وحفظها وتوفير تحديثات تلقائية للبرمجيات وإتاحتها للعملاء عبر الإنترنت. على أساس نظام الدفع بالتقسيط، ويقوم مزود خدمة السحابة العامة بإدارة كل الأجهزة والبرمجيات التقليدية. بما في ذلك البرمجيات الوسيطة والبرمجيات التطبيقية والأمان ونشر حلول الأعمال وتوسيعها وترقيتها بسرعة أكبر من الحفاظ على الأنظمة والبرمجيات المحلية.
الحوسبة السحابية تعني توفير موارد تقنية المعلومات حسب الطلب عبر الإنترنت مع تسعير التكلفة حسب الاستخدام. فبدلاً من شراء مراكز البيانات والخوادم المادية وامتلاكها والاحتفاظ بها. ويمكن الوصول والاستفادة من الخدمات التكنولوجية. مثل إمكانات الحوسبة، والتخزين، وقواعد البيانات. بأسلوب يعتمد على احتياجاته من خلال جهة موفرة للخدمات السحابية.
الشركة الإسرائيلية تقول إن لديها خبرة في البيانات الضخمة وعلوم خوارزمية والعثور على الحالات الشاذة. وتحسين عمليات مراقبة المعاملات للمدفوعات عبر الحدود والمدفوعات المحلية وتلبية الامتثال التنظيمي لمكافحة غسل الأموال. مع تقليل المخاطر وتنمية الأعمال عالية القيمة.
كفاءات في الأنظمة الاستخبارية
يعتبر البروفيسور أمير أفربوخ، المؤسس المشارك في ثيتاراي أحد واجهاتها التسويقية. فهو خبير مشهور عالميًا في التحليل التوافقي التطبيقي والحاسبي، ومعالجة البيانات الضخمة وتحليلها. والموجات، ومعالجة الإشارات والصور والحوسبة العلمية في جامعة تل أبيب.
ومن كوادر الشركة شاي دوفيف، نائب أول للرئيس للحسابات الاستراتيجية المتخصص في الأمن السيبراني. وتحليلات البيانات الكبيرة، وأنظمةSIGINT / COMINT الاستخباراتية، والأمن الداخلي (HLS).
أنظمة SIGINT/COMINT تنتمي إلى ذكاء الإشارات هو مجموعة فرعية من إدارة جمع المعلومات الاستخباراتية. تتضمن شقين SIGINT هو جمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق اعتراض إشارات الاتصالات التقليدية واستخبارات الاتصالات COMINT. وهي المعلومات من الإشارات الالكترونية، بمعنى أخر ذكاء الإشارات يتضمن فك تشفير الرسائل ودمج المعلومات مرة أخرى.
جاء الكشف عن التعاون بين بنك المشرق والشركة الإسرائيلية بالتزامن مع صدور العدد الرابع من نشرة “المنارة” الإخبارية. للإعلان عن جهود الإمارات لمكافحة الجرائم المالية وزيادة وعي القطاعين العام والخاص في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
في النشرة يقول حامد الزعابي، مدير عام المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب: “بهذه المناسبة أن بلاده تتطلع في عام 2022 لتسريع قدراتها في الكشف عن عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والتحقيق فيها وفهمها”.
وتضع الولايات المتحدة الإمارات على قائمة نطاق “رئيسي لغسيل الأموال”. لكن الزغابي قال في تصريح سابق لـ”بلومبرج”. إن الإمارات تلتزم باتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة الجرائم المالية. ودخلنا في شراكة مع متخصصين من ذوي المهارات العالية والخبرة. ولديهم سجل حافل في تلبية أفضل الممارسات والمعايير الدولية”.