يبدو أن العلاقة ما بين الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني للزمالك وإدارة النادي برئاسة مرتضى منصور تحديدًا. تشهد دائمًا شد وجذب وعدم تفاهم واضح للجميع، فبعد الولاية الأولى وكل ما حدث بها من أزمات. والنهاية المؤسفة لها بهروب الفرنسي نحو التعاون السعودي، شاءت الأقدار أن تتكرر علاقة العمل بينهما ثانيًا. رغم أن عودة كارتيرون للزمالك لم تكن في وجود مرتضى لإيقافه قبل أن يعود بحكم المحكمة ثم فوزه بانتخابات النادي لأربعة سنوات قادمة.

ورغم أن كارتيرون يتعمد ويصر على أخطاء فنية واضحة رغبة منه في إقالته من قبل المجلس الذي ليس على وفاق معه. وذلك من أجل تفادي دفع الشرط الجزائي بالعقد، ما يعرض الفريق لخسائر فنية وعلى مستوى النتائج بشكل يضر بمصالحه بشكل بالغ. لاسيما وعلى مستوى الحفاظ على لقبه بالدوري الممتاز وآماله في بطولة دوري أبطال أفريقيا بالنسخة الحالية.

وخسر الزمالك مساء الثلاثاء أمام سموحة بهدفين دون رد في الدوري المصري. وقبل ذلك فقد أول نقطتين في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بالتعادل أمام ضيفه بيترو أتلتيكو بالقاهرة. لتخرج بعض الأصوات داخل وخارج القلعة البيضاء للمطالبة برحيله عن منصبه من منصبه. ولكن هناك موانع تقف أمام هذه الرغبات وتغلغل يد الإدارة لاتخاذ قرار الإطاحة به من منصبه. بتدريب الفارس الأبيض بالوقت الحالي، نستعرض أهمها بالنقاط الآتية.

الأزمة الحقيقة.. شرط جزائي كبير

وضع باتريس كارتيرون المدير الفني للزمالك، شرطًا جزائيًا في عقده مع القلعة البيضاء. حال رحيله بقرار من المجلس الأبيض، حيث كان قد وقع عقدًا مع الزمالك يمتد لموسمين بخلاف الموسم الحالي. ينص على حصوله على راتب شهري يقدر بـ 150 ألف دولار، وشرط جزائي بقيمة شهرين حال إقالته.

ويواجه الزمالك صعوبة في اتخاذ قرار برحيل كارتيرون، لأن الأبيض سيكون مجبرًا على دفع 300 ألف دولار قيمة الشرط الجزائي للمدير الفني. في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها النادي مما يضعه في موقف محرج وصعب للغاية. يجعله يتأنى في هذا القرار لأبعد مدى ممكن أو حتى يصل الزمالك لطريق مسدود في النتائج على مستوى البطولتين الأكبر الدوري ودوري أبطال أفريقيا.

والأمر نفسه عند كارتيرون فهو يلعب بذكاء شديد لإجبار الإدارة على إقالته ومن ثم الرحيل دون أن يتحمل الشرط الجزائي مثلما فعل في المرة الأولى. حيث تكفل حينها نادي التعاون السعودي بقيمة الشرط الجزائي. وهو ما ليس متوفرًا هذه المرة لذلك يبحث عن الإقالة من خلال عدم إدارة المباريات بالكفاءة اللازمة كما هو معتاد منه بالفترات السابقة.

أزمة كل نسخة من دوري أبطال أفريقيا

يدرك مجلس إدارة الزمالك برئاسة مرتضى منصور صعوبة قرار إقالة كارتيرون في هذا التوقيت. خاصة بعد مرور جولة فقط من دور المجموعات لدوري الأبطال. كما أنه مقبل على مواجهة اليوم أمام ساجرادا إسبيرانسا الأنجولي بأنجولا. وإذا ما حدث بها نتيجة أخرى غير جيدة ستعقد الأمور تمامًا. خاصة وأنه مقبل على مواجهة أقوى وأصعب في البطولة نفسها أمام الوداد في 25 فبراير الجاري. ويرفض مسؤولو النادي رحيل الجهاز الفني بالوقت الحالي مما قد يؤثر على مشوار الفريق في البطولة التي يحلم برفع كأسها بعد غياب طويل.

كذلك يريد مجلس مرتضى التعلم من أخطاء الماضي، وحدوث نفس الأزمة مع الزمالك بالسنوات الماضية. لاسيما بعد إقالة باتشيكو والإتيان بكارتيرون نفسه قبل عام من الآن. وما حدث من خروج الفريق من دور المجموعات بشكل مخزي بعد ذلك لصالح الترجي التونسي ومولودية الجزائر آنذاك. فلا يتحمل المجلس إقالته ثانية وتكرار نفس الخطأ مما يؤثر على الفريق وحظوظه في البطولة. التي يأمل جماهيره بكل الإصرار على الفوز بلقبها بعد كل المحاولات الفاشلة السابقة.

عدم توافر بديل مناسب بالوقت الحالي

العقبة الثالثة والمهمة أمام عدم اتخاذ إدارة الزمالك قرارًا بإقالة كارتيرون بخلاف النقطتين السابقتين. هو عدم توافر المدرب المناسب للنادي في هذه الفترة الحرجة الحالية. سواء من المدربين المحليين لإنشغال أكثرهم كفاءة بالعمل مع أندية أخرى. أو على مستوى الأجانب بعدما حرق مرتضى منصور أغلبهم سابقًا مع الزمالك دون جدوى.

فلا يوجد مدرب أجنبي حالي صاحب سيرة ذاتية كبيرة متوفر لتدريب الزمالك. إلا ولا يرغب في العمل مع منصور ثانية بعدما فعل كل شيء سلبي تجاههم. وعلى رأسهم جيسوالدو فيريرا وكريستيان جروس وهما يتقاضيان راتب سنوي ضخم لا يقدر الزمالك على تحمله حاليًا بنفس الوقت بخلاف الأزمات معهما. ليبقى جيمي باتشيكو المدرب البرتغالي الذي جاء به من قبل مرتضى بعد هروب كارتيرون المرشح المتاح الحالي للفريق. وهو لا يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير لتواضع مستواه كمدرب وعدم تحقيقه لنجاحات واضحة رفقة فريق ميت عقبة.

فيما رشح حسام البدري مدرب الأهلي ومنتخب مصر السابق بالآونة الأخيرة لتدريب الزمالك. وهو اختيار غير منطقي ولن يقبل به الجمهور وربما الإدارة كذلك والمدرب نفسه لاعتبارات كثيرة. ما يجعل ترشيحه غريبًا ولا أساس له من الصحة سوى فرقعة إعلامية لا أكثر. بينما ينشغل أبناء الزمالك من المدربين بأندية أخرى مثل خالد جلال مع البنك الأهلي وميدو في عمله الإعلامي وكذلك حسام حسن مع الاتحاد السكندري، وكلهم عملوا من قبل مع مرتضى ولم تكن المحصلة إيجابية بين الطرفين وللنادي الأبيض العريق.