تجمهر المئات من عمال شركة يونيفرسال للأجهزة الكهربائية بالسادس من أكتوبر/تشرين الأول، صباح اليوم الثلاثاء، أمام مقر الشركة. بعد ورود أنباء عن انتحار أحد العمال تفيد بإلقاء نفسه أمام سيارة على الطريق الإقليمي. فيما فرقت قوات الأمن المركزي العمال بالقنابل المسيلة للدموع. بحسب العمال.
يقول أحد العمال الذين تحدثوا لـ”مصر 360″، إن زميلهم ويدعى عاصم عفيفي، أرسل إلى عدد من زملائه رسالة بالأمس كتب فيها: “سامحوني أنا عليا ديون كتير ومش عارف أعمل إيه ومش عارف أصرف على العيال.. سامحوني أنا هنتحر”.
يضيف العامل: “ظن العمال أن رسالة زميلهم، مجرد لحظة ضيق، وحاولوا تهدئته. لكننا فوجئنا صباح، اليوم الثلاثاء، بشخص يتصل من هاتف زميلنا. ليبلغنا أنا صاحب الهاتف ألقى بنفسه من أعلى الطريق الإقليمي أمام إحدى السيارات، وأنه فارق الحياة”.
تجمع مئات العمال بمجرد سماع الخبر أمام مقر الشركة بالسادس من أكتوبر/ تشرين الأول. صباح اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على مصرع زميلهم، وبعد نصف ساعة فوجئوا بسيارات الأمن المركزي تحاصرهم. وألقت عليهم القنايل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم. بحسب ما ذكره أحدهم.
ويضيف العامل أن عددًا كبيرًا من العمال أصيبوا بحالات اختناق جراء الغاز الذي ألقي عليهم. فيما نقلت سيارات الإسعاف عدد من العمال إلى أحد المستشفيات القريبة.
وتُظهر الصور التي حصل موقع “مصر 360” عليها، فوارغ القنابل المسيلة للدموع التي ألقيت على العمال. وصور العمال وهم يفرون من الغاز، كما تُظهر سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين.
ويذكر أحد العمال أنا زميلهم الذي لقى مصرعه منتحرًا، عانى خلال الأشهر الماضية من ضائقة مالية كبيرة بسبب تأخر الرواتب منذ أشهر. حيث تراكمت عليه ديون كبيرة، عجز عن سدادها، كما عجز عن سد احتياجات أطفاله الثلاثة.
يشير العامل إلى أن هذا هو وضع المئات من العمال الذين يعانون من تأخر الرواتب بشكل مستمر. كما يعانون من تأخر الحوافز وبدل طبيعة العمل منذ ثلاثة سنوات.
بداية الأزمة
وتعود أزمة عمال يونيفرسال إلى عام 2019، عندما امتنعت الإدارة عن صرف مرتبات عمال الشركة. وكان يبلغ عددهم حينها 5700 عامل. حيث نظم العمال في 2019 إضرابًا عن العمل، احتجاجًا على تأخر الرواتب ما دعا وزارة القوى العاملة للتدخل، فالتزمت بدفع نصف الرواتب المتأخرة لمدة 6 أشهر. على أن يدفع صاحب الشركة النصف الآخر. كما حصل صاحب الشركة على قرض بنحو 240 مليون جنيه لشراء الخامات وتشغيل الشركة التي ادعى أنها متعثرة، بكافة طاقتها. بحسب ما قاله العمال لـ “مصر360” في تقرير سابق.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2021 توصل عمال الشركو إلى اتفاق مع الإدارة. بعد 20 يومًا من الإضراب عن العمل، عبر جلسة مفاوضة جماعية. التزمت الإدارة بصرف الرواتب والحوافز المتأخرة للعمال على دفعات بجدول زمني حدده محضر الاتفاق. وهو ما لم يتم تنفيذه.
بعد تنصل الإدارة لما تم الاتفاق عليه من جدولة الرواتب والحوافز المتأخرة. عاود نحو 3 آلاف عامل الإضراب في شهر ديسمبر/كانون الأول، والذي استمر عشرة أيام، قبل أن يضطر العمال لكسر إضرابهم. بعدما حاصرتهم الإدارة بالامتناع عن إرسال الأتوبيسات التي تقل العمال من محافظاتهم إلى أماكن عملهم، كما وجهت لقياداتهم تهديدات بالفصل.
مشكلة تأخر الرواتب والتي تفاقمت في الشهور الأخيرة. أدت إلى تدهور الظروف المعيشية للعمال، وسببت مشكلات كبيرة في حياتهم.
ويؤكد العمال أن الكثيرين منهم لم يستطيعوا دفع فواتير الكهرباء. ما أدى إلى رفع شركة الكهرباء العدادات الخاصة بمنازلهم. كما عانى العمال من سد احتياجات أسرهم.
فيما وقعت حالات طلاق كثيرة بين العمال وزوجاتهم بسبب مشكلة تأخر الرواتب.
كما أن حالة انتحار زميلهم، لم تكن الأولى، فقد وقعت قبل ذلك حالتي انتحار. ولكن تم إسعاف صاحبيها وإنقاذهما.
ممارسات الإدارة
وقال شعبان خليفة، رئيس نقابة القطاع الخاص، في تصريحات صحفية. إن إضراب عمال مصنع الأفران، يأتي بعد انتحار أحد العمال بسبب امتناع الإدارة عن صرف مستحقاتهم، وفقًا لمزاعم العمال.
وأضاف: “لم يتبين بعد التأكد من انتحار العامل ونحن في انتظار تحقيقات النيابة وتقرير الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة”.
وطالب رئيس نقابة القطاع الخاص، المهندس خالد الفقي رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية. بسرعة التحرك بدوره ورفع مذكرة للنائب العام يشرح فيها ملابسات الأمر منذ عام 2019 وحتى الأن. وعدم التزام صاحب العمل باتفاقية القوى العاملة لسداد مستحقات العاملين.
كما طالب شعبان خليفة رئيس نقابة القطاع الخاص، المهندس خالد الفقي، برفع دعوى مباشرة أمام المحكمة العمالية. يطالب فيها صاحب العمل بصرف أجور العاملين في مواعيدها والتزامه بالاتفاقية. قائلا: “ما يحدث يأتي في إطار خطة ممنهجة لتسريح العمال”.