تحت عنوان “العنف أثناء الولادة الدول ذات النظم الصحية المتطورة.. الولايات المتحدة الأمريكية- كندا- إيطاليا”. أصدرت وحدة الدراسات والبحوث بملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، تقريرًا جديدًا. يضم شهادات الكثير من السيدات تعرضن لتعديات أثناء عملية الولادة.
وسبق أن أصدرت وحدة البحوث والدراسات بملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان العام الماضي. تقريراً مماثلاً يرصد انتهاكات حقوق المرأة وبشكل خاص “عنف التوليد” في مناطق النزاع المسلح. حيث إن هذه الظاهرة تنتشر بشكل مكثف في هذه الأماكن نتيجة تدهور أنظمة الرعاية الصحية.
ويستعرض التقرير الحالي ما رصده الملتقى من عنف أثناء الولادة يطال أيضا نساء الدول المتقدمة. ويحوى التقرير شهادات الكثير من السيدات الجريئات اللاتي أفصحن عن التعديات التي تعرضن لها أثناء عملية الولادة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإيطاليا. واللاجئات من بلدان مختلفة اللاتي يعشن على حدود بلدان أجنبية يتعرضون أيضاً لعنف التوليد.
كشف تقرير “حالات العنف أثناء الولادة في الدول المتقدمة” تأثيره العنف الواقع على النساء أثناء الولادة على معدل وفيات الأمهات بالدول الأجنبية. حيث تتعرض له العديد من النساء حول العالم.
إحصاءات وبيانات
كما رصد التقرير عدد من الإحصائيات حول حالات العنف أثناء الولادة في (الولايات المتحدة- كندا- إيطاليا). حيث تزداد الحالة الطبية للنساء في الولايات المتحدة سوءًا ففي عام 2015، احتلت الولايات المتحدة المرتبة 27 في العالم في معدل وفيات الرضع. والمرتبة 46 في معدل وفيات الأمهات.
والغالبية العظمى من النساء اللاتي يلدن في المستشفيات الأميركية يغادرن المستشفى ويبلغّن عن انخفاض مستوى الرضا عن الولادة في المستشفيات الأمريكية. وتشير واحدة من كل خمس نساء إلى ما يسمى صدمة ما بعد الولادة.
أما في كندا، لا يُعترف بالعنف التوليدي كمفهوم وكذلك غير معروف على نطاق واسع في كندا. إلا أن الكثير من النساء ذكرن أنهن تعرضن لسوء معاملة كبيرة أثناء الولادة.
وفي إيطاليا، عانت مليون أم (بنسبة 21% من الأمهات) من مختلف درجات العنف التوليدي في تجربتها الأولى في الولادة. وصدمت 6% من النساء في السنوات الماضية صدمة قاسية للغاية بحيث جعلهن يتخلين عن إنجاب المزيد من الأطفال. وهو الخيار الذي يؤدي إلى عد ولادة 20.000 تقريبًا طفل كل عام.
وبينما يتوقع أن تكون الولادة أكثر الأحداث إثارة في حياة المرأة. تؤكد 4 أمهات من كل 10 أمهات أنهن تعرضن لممارسات تقوض كرامتهن وسلامتهن الشخصية.
وأكد التقرير على ضرورة زيادة الوعي بشأن مفهوم العنف التوليدي. والحاجة إلى جمع مزيد من المعلومات عنه والاستماع لضحايا العنف التوليدي ومساعدتهم. فيما شدد التقرير أيضًا على أهمية دور منظمة الصحة العالمية في التوعية حول هذا المفهوم.
ممارسات عنيفة
وصفت منظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوقية ما تتعرض له النساء من انتهاكات أثناء الولادة عنفا ضد المرأة، ينتج عنه امتناعهن عن البحث عن الرعاية الطبية قبل الولادة. ودعا مسؤولون إلى الوقف الفوري لسوء المعاملة والعنف الممارس ضد النساء أثناء الولادة حتى لا يلحق الضرر بحياتهن.
وتمثلت الممارسات العنيفة التي تتعرض لها النساء في غرف الولادة في الإساءة أثناء المخاض والإهمال والاعتداء الجسدي وعدم احترام الحامل. كمل يلجأ أطباء القطاع الخاص أحيانا إلى الولادة القيصرية لأنها تدر كثيرا من الأموال ولكنها تحرم النساء من الولادة الطبيعية.
وأثبتت الدراسات التي قامت بها منظمة الصحة العالمية لدى بحثها في احتمالات حدوث مثل هذه الممارسات أنها مشكلة عالمية، وأن النساء يعانين من إساءة أو معاملة مهينة أو إهمال أثناء ولادتهن في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.
وأشارت إلى أن هذه العلاقة المسيئة بين النساء وطاقم العناية الصحية تخلق ترددا في طلب المساعدة الطبية أثناء الولادة، لأن النساء يكنّ ضعيفات ولا يقدرن على حماية أنفسهن، وتكون نتيجة هذه الإساءات سيئة على الطفل والأم.
رأت المنظمة أن ممارسات مراكز الرعاية الصحية ساهمت في الاعتداء الجسدي. مثل الحرمان من مسكنات الألم وعدم الاحترام والإهانة وانعدام الخصوصية وعدم التوعية بالحقوق والتعقيم الإجباري. ورفض المنشأة الطبية إيداع الحالة والإهمال أثناء الولادة وعمليات طبية لاإرادية وطرد النساء من المؤسسة الطبية بسبب عدم قدرتهن على دفع التكاليف.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الإهمال أثناء الولادة يؤدي إلى عواقب وخيمة تصل إلى تهديد الحياة وتحتاج لتدخل طبي.