تشهد ساحة الصراع الميدانية في سوريا تغيرات عديدة فيما يتعلق بأهداف الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة هناك. أو فيما يتعلق بنفوذ كل دولة. وهو الأمر الذي يتسم بالديناميكية الكبيرة استنادًا على مسارين. أولهما: يرتكز على خريطة التفاعلات بينها داخل الجغرافية السورية. وثانيهما: يتمثل في الثقل النسبي لكل دولة ومدى قدرتها على تحقيق مصالحها على حساب الأطراف الأخرى.

وضمن هذا السياق تعرضت إيران لتراجعات كبيرة في جنوب سوريا بعد الاتفاق الروسي الإسرائيلي على إبعاد القوات الايرانية والجماعات المسلحة التابعة لها عن الحدود مع إسرائيل مسافة 85 كم. وتحديدًا في منطقة الجولان. وهو ما أدى إلى إحداث تغيرات في موازين القوى داخل سوريا بصورة عامة وفي هذه المنطقة على وجه التحديد. ولعل هذه التطورات دفعت إيران إلى محاولة الانتشار مجددًا في مناطق أخرى مثل مناطق الشمال السوري التي ستساعدها على ضمان استمرار وجودها الميداني. ومن جانب آخر الابتعاد عن معارضة كل من روسيا وإسرائيل من هذا الانتشار.

أولًا: أهداف ومحددات التحول الإيراني

كان للانسحاب الأمريكي من مناطق شمال شرق سوريا في أكتوبر 2019 عظيم الأثر على اتجاه إيران بمساعدة روسيا إلى إعادة الانتشار في هذه المناطق التي تمثل مسرح عمليات التحالف الدولي وتركيا. وبعيدًا عن التباينات في العلاقات الروسية-الإيرانية فيما يخص الوجود العسكري الإيراني بالقرب من الحدود مع إسرائيل فإن موسكو تعتمد بصورة كبيرة على الوجود الإيراني في هذه المناطق للحفاظ على استمرارية نفوذها.

وفي المقابل تستفيد إيران استراتيجيًا وماليًا من علاقتها مع روسيا في مواجهة تركيا التي تنتشر في هذه المناطق بالفعل. وعلى الرغم من هذه التفاهمات التي يمكن وصفها بالمؤقتة فإن إيران تدرك حدود وجودها ونفوذها في ظل الرغبة الروسية لتعزيز نفوذها في مختلف الأراضي السورية وإقصاء الأطراف الأخرى. ومن ضمنها إيران.

أهداف إيران لمواجهة التغيرات:

تستغل إيران الصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي يتعرض لها المواطنون في هذه المناطق. وتقوم بتقديم المساعدات لهم ضمن استراتيجية إيران لاختراق المكونات السنية والنسيج الاجتماعي لهؤلاء المواطنين. بالإضافة إلى الترويج لنسختها من الإسلام الشيعي في المناطق السنية. ويمكن الإشارة هنا إلى انضمام أكثر من 10000 سوري إلى المليشيات المدعومة من إيران وروسيا في منطقة دير الزور في السنوات الأخيرة. إلى جانب العديد من المقاتلين الأجانب الشيعة المنتشرين هناك. ومن ثم فإن انضمام عناصر جديدة يمنح إيران قوة محلية بالوكالة يبلغ تعدادها نحو 25000 عنصر يتركز معظمهم غرب نهر الفرات.

  1. تسعى إيران إلى تحييد الضغوط عليها من جانب روسيا وإسرائيل والقوى الغربية. وإن كانت ستواجه بعض التوترات في علاقاتها مع تركيا في ظل إمكانية التصعيد العسكري بين مليشيات إيران والجماعات “الجهادية” المرتبطة بتركيا. وهو ما سينعكس سلبًا على الأكراد باعتبارهم الخاسر الأكبر من تحول منطقة نفوذهم إلى ساحة للتنافس الإقليمي.
  2. تتمثل الأهداف الإيرانية الرئيسية من التحول ناحية الشمال السوري في الاحتفاظ بموقع عسكري ضد إسرائيل بعد أن تم إبعادها عن منطقة الجولان. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه التطورات لم تغير من حسابات طهران طويلة المدى والمتعلقة بتعزيز وجودها وانتشارها داخل سوريا بسبب إدراكها أن التوجهات الروسية والغربية والإسرائيلية وحتى توجهات النظام السوري ذاته لا تتوافق مع أهدافها. وهو ما دفعها إلى الدخول من زاوية أخرى في خريطة التفاعلات المتغيرة. ويؤشر على ذلك أن إيران بدأت منذ مارس 2021 العمل على كسب ولاء مليشيات الدفاع الوطني المنتشرة في حي طي بمدينة القامشلي ومحافظة الحسكة. من خلال تمويلها وإعادة ترتيب صفوفها ودعمها ماديًا وعسكريًا. لتكون قادرة على حماية مناطق نفوذها ضمن أهداف السياسة الإيرانية في المنطقة.

صراع النفوذ بين طهران وواشنطن

بالإضافة إلى ذلك فإن استئناف تدريب المليشيات يعكس عودة صراع النفوذ بين إيران والولايات المتحدة بعد أن تراجعت مليشيات إيران في الجولان. وهو ما يعزز من نفوذ طهران ويدفعها إلى امتلاك أوراق المساومة في هذه المنطقة الاستراتيجية التي توجد فيها القوات العسكرية الأمريكية.

  1. تهدف إيران إلى تعزيز قدراتها على تهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق الشمال السوري. وهو ما ظهر في 11 يوليو 2021 بعد قيام المليشيات التابعة لإيران باستهداف الوجود الأمريكي في حقل العمر النفطي في منطقة دير الزور. التي تعتبرها إيران ذات أهمية كبيرة استراتيجيًا. وهو ما يعكس التصميم الإيراني على رغبتها في تعزيز نفوذها المحلي في مواجهة الضغوط الأمريكية في ملفات أخرى بعيدًا عن مسار التفاعلات في سوريا.

وضمن السياق ذاته تحاول إيران استنساخ تجربة “حزب الله” اللبناني والعراقي ومنظمة بدر ونقلها إلى سوريا تمهيدًا للدفع بهم للتأثير في مجريات العمليات السياسية ودمجهم في النظام السياسي. وتأتي هذه التوجهات في ظل السياسة الروسية والإسرائيلية والأمريكية الهادفة إلى تقويض الانتشار الإيراني في سوريا. وهو ما دفع إيران للتحول من كونها دولة وظيفية تخضع للمساومات بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل إلى دولة مؤثرة تمتلك من القدرة ما يمكنها من حماية أهدافها.

صراع إيران وقوات سوريا الديمقراطية

وفي إطار مواجهة الضغوط المتصاعدة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. ترفض إيران الانسحاب من سوريا. بل تعتزم تعزيز موقعها في الشمال السوري. حيث تحاول إنشاء واقع جديد من خلال تطويق المنطقة الواقعة في شرق نهر الفرات الخاضعة حاليًا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

  1. لم تقتصر أهداف إيران على المساعدة العسكرية أو الدعم السياسي. بل اتجهت لتعزيز وجودها الميداني في مناطق الشمال السوري نحو الاعتماد على سياسات متنوعة. مثل استغلال المنازل المهجورة في مناطق البوكمال والميادين. بجانب استمالة شيوخ القبائل وتقديم المحفزات الاقتصادية من عائدات تهريب الأسلحة والمخدرات على حدود السورية العراقية. بالإضافة إلى ذلك عملت على توطين المليشيات التابعة لها مثل مليشيا لواء “الفاطميون” ولواء “الباقر”. كما جلبت العديد من العائلات الشيعية من باكستان وأفغانستان لتوطينهم في سوريا. وبجانب ذلك تدريب العناصر المحلية التابعة لها. حيث استأنف “حزب الله” اللبناني تدريب المليشيات المحلية التابعة للنظام السوري في مدينة القامشلي شمالي شرقي سوريا ضمن أهدافها الخاصة بإضعاف الوجود المحلي لقوات سوريا الديمقراطية -التابعة للأكراد- وتعزيز ارتكازها الميداني.
  2. تتمسك إيران بصورة كبيرة باستمرار وبقاء “الأسد” ونظامه السياسي في حكم سوريا. ولا تريد تغييره من خلال الترتيبات المستقبلية التي ترعاها روسيا. حيث إن هناك إمكانية للتخلي عنه في حال استجابة المعارضة السورية لمسارها السياسي. وفي سبيل مواجهة إيران لروسيا التي باتت تتحكم في المسار السياسي لسوريا شرعت إيران نحو تعزيز نفوذها الميداني لوضع نفسها في خريطة التفاعلات ذات الصلة بالأوضاع السورية بما يحقق أهدافها.

إيران واستمرار الأسد في حكم سوريا

كما تأتي هذه الدوافع في ظل المخاوف الإيرانية المتنامية من أن سقوط “الأسد” ونظامه من شأنه أن يقضي على خط إمداد رئيسي تقدم إيران من خلاله الأسلحة إلى “حزب الله” لتأمين جسر بري استراتيجي من الأراضي الإيرانية وصولًا إلى لبنان. يمكن من خلاله تقليل اعتمادها على الرحلات الجوية إلى دمشق أو بيروت في إمداد “حزب الله” بالمساعدات.

  1. في مايو 2021 بدأت إيران مرحلة جديدة لتعزيز وجودها في مختلف القطاعات الحيوية في مدينة حلب شمال سوريا. وسرعان ما بدأت ملامح الأهداف الإيرانية بالظهور مع افتتاح قنصلية ومكتب اقتصادي ملحق بها في مدينة حلب. كما عملت على تنفيذ بعض المشاريع الأساسية في المواقع الدينية الشيعية تمهيدًا لإقامة طويلة داخل حلب وريفها.

وهناك تطور آخر يشير إلى هدف إيران المتمثل في إقامة وجود متعدد الأجيال في سوريا بعد إصدار قرار فتح قسم اللغة الفارسية في العديد من المؤسسات التعليمية. بما في ذلك جامعة دمشق وجامعة البعث وجامعة حمص وجامعة تشرين في اللاذقية. بالإضافة إلى ذلك وقعت جامعة حلب والمركز الأكاديمي الإيراني للتربية والثقافة والبحوث مذكرة تفاهم لتطوير التعاون المشترك بين الجانبين للسنوات الخمس المقبلة قابلة للتجديد بحضور عميد جامعة حلب والقنصل الإيراني.

الجدير ذكره أن مدينة حلب تمثل المنفذ الاقتصادي لإيران باعتبارها العاصمة الاقتصادية لسوريا. حيث تستغل إيران الظروف المعيشية السيئة للسوريين الموجودين هناك نتيجة الحرب من أجل نشر المذهب الشيعي. بما يؤهلها لتكون قاعدة لعمليات قادمة تضمن لإيران استمرار وجودها.

ثانيًا: معوقات الوجود الإيراني في شمال سوريا

تواجه إيران مجموعة تحديات. بعضها يتعلق بأطراف إقليمية ودولية المنخرطة في أزمة سوريا. وبعضها الآخر يتعلق بالداخل السوري وخريطة التفاعلات بين المكونات المحلية هناك على النحو الآتي:

  1. رغم أن إيران وروسيا يتفقان على ضرورة تقويض سيطرة الحركات الإسلامية السنية باعتبارها “تهديدات محتملة” على الأمن القومي للبلدين. يمكن أن يمتد تأثيرها لجوارها الجغرافي في آسيا الوسطى والقوقاز وحوض بحر قزوين. فإن روسيا لديها مخاوف حول تعزيز النفوذ الإيراني استنادًا على المكونات المحلية بهذه المناطق لما لها من أهمية في تصاعد التوترات مع القوات الأمريكية التي تتمركز في مدينة القامشلي. ويمكن الإشارة هنا إلى أن تصاعد التوترات بين روسيا وإيران أسهم في دفع روسيا لإرسال تعزيزات عسكرية لمطار القامشلي الدولي لإبعاد القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها.
  2. تتأثر العلاقات بين موسكو وطهران سلبًا وإيجابًا بحجم الضغوط التي تمارسها واشنطن على الجانبين أو على الإيرانيين خصوصا. وهذا كان واضحًا منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 والعودة لسياسة الضغط القصوى عبر العقوبات. وهو ما قد يدفع روسيا للضغط على إيران في إطار إدارة قضاياها مع واشنطن.
  3. يمثل التصعيد الإيراني الإسرائيلي عائقا أمام المساعي الروسية للتوصل إلى تسوية نهائية للأزمة السورية والشروع في استكمال مسار اللجنة الدستورية الذي يبدو أن طهران غير متحمسة له. بالإضافة لتنفيذ مبادرات وجهود إعادة الإعمار. ما يتطلب استقرار الأوضاع الداخلية. ومن ثم ترغب روسيا في فرض قواعد جديدة للتحرك في سوريا تقوم على تهدئة التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل عبر وقف الاستهداف الإسرائيلي لمواقع تمركز القوات الإيرانية. ما سيدفع روسيا نحو إخراجهم بصورة كاملة.
  4. يوجد توافق بين تركيا وإيران على ضرورة مواجهة الأكراد في مناطق تمركزهم داخل شمال سوريا. ولكن في ظل التوجه الإيراني نحو الانتقال الميداني لهذه المناطق التي تنشط بها تركيا والجماعات المسلحة التابعة لها. سيكون هناك توترات متصاعدة بينهما. خاصة أن إيران اتجهت نحو الاعتماد على العناصر المحلية كما تفعل تركيا في تحركاتها. ما يعزز فرص المواجهة العسكرية بين عناصرهما.

مواجهة إيرانية تركية

من ناحية أخرى فإن العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في مناطق الشمال السوري ستؤدي إلى توسيع ميدان الاشتباك مع القوات الإيرانية وحلفائها من العناصر المحلية. وهو ما يمكن أن يعزز من فرص المواجهة بينهما. وعلى الرغم من ذلك فمن المحتمل أن تدخل إيران في مفاوضات لضمان عدم انجرارها إلى حرب مع تركيا العضو في الناتو. مع بقاء القتال مقتصرًا إلى حد كبير على إدلب.

  1. ساعدت إيران الرئيس بشار الأسد في بداية الثورة السورية وقدمت مختلف سبل الدعم منذ 2012 مثل الاستشارات العسكرية والمعدات القتالية والمقاتلين والمساعدات الاقتصادية ضمن أهدافها الخاصة بالحفاظ على استمراره في السلطة. على الجانب الآخر وبعد تنامي فرص التسوية السياسية للأزمة في سوريا يحاول “الأسد” فرض سيطرته وسيادته على الدولة قبل اندلاع الحرب الأهلية حتى على الدول التي ساعدته مثل إيران. وهو ما يمكن النظر إليه باعتباره عدم رغبة “الأسد” في الوجود الإيراني داخل سوريا. ويؤشر على ذلك أنه منذ عام 2018 يحاول النظام السوري بناء جيشه من جديد بعد أن كانت القوات الإيرانية تتحرك داخل سوريا باعتبار أنهم من يمثلون القوات العسكرية للجيش السوري. بجانب ذلك فإن إيران تمثل عبئا على النظام السوري في ظل التوترات المتصاعدة مع واشنطن وتل أبيب وموسكو فيما يتعلق باستمرار وجدها واستخدامها الأراضي السورية في نقل المعدات القتالية إلى لبنان.
  2. هناك اختلاف في توجهات روسيا تجاه تنامي النفوذ الإيراني في سوريا. فبعد أن كانت موسكو تعتمد خلال السنوات الأولى من تدخلها في الأزمة السورية على النفوذ الأمني والعسكري الإيراني. تغير هذا الأمر مع اتجاه روسيا نحو بناء مؤسسة عسكرية سورية وطنية بعيدًا عن الحالة المليشياوية التي أوجدتها إيران في إدارة نفوذها. وهو ما يتطلب تفكيك الفصائل المحلية التابعة لها مثل قوات الدفاع الوطني. ومن ثم انحسار عمل هذه المليشيات وخروجها والاتجاه نحو إحلال القوات العسكرية النظامية وتعزيز سيطرتها على جميع الأراضي السورية.

إيران والتفاعلات الإقليمية في سوريا

في الختام يمكن القول إن الوجود الإيراني في سوريا يرتبط بصورة كبيرة بالتفاعلات الإقليمية والدولية أكثر ما يرتبط بالأهداف الإيرانية بتعزيز نطاق نفوذها الإقليمي. وهو ما يفرض عليها قيودًا كثيرة في ظل تنامي الدول المنخرطة في الأزمة. وهو ما يمكن أن يحول دون إمكانية تعزيز نفوذها.

ووفق هذه التغيرات تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في الداخل السوري بمختلف قطاعاته ومجالاته مع إبداء مرونة كبيرة للتفاهمات التي تفرزها المواءمات بين الدول الكبرى. وهو ما يدفعها إلى التحرك في خطوط متوازية لمعالجة حالة الاقصاء التي تتعرض لها باعتبارها أحد الدول المنخرطة في التفاعلات داخل الأزمة السورية منذ اندلاعها. كما تسعى إيران إلى التنويع في أدواتها لتأسيس نفوذ إقليمي مستدام يراعي مصالحها من خلال الاتجاه نحو إيجاد مكونات وولاءات محلية يمكن من خلالها الحفاظ على ديمومة هذا النفوذ. كما فعلت في اليمن ولبنان والعراق. حيث تحاول استنساخ تجربتها في سوريا.

من ناحية أخرى تدرك إيران حدود وهامش المناورة المسموح به داخل التفاعلات بين الدول المنخرطة في الأزمة السورية. خاصة الجانب الروسي الذي أصبح يمتلك الكثير من الأوراق القادرة على تغيير مسارات الأوضاع الداخلية والخارجية ذات الصلة بالأوضاع السورية وانعكاسات ذلك على نفوذها وخريطة انتشارها. وعلى العكس من ذلك فإن النفوذ الإيراني مثالا في اليمن ولبنان والعراق يمثل تعبيرًا مباشرًا عن المصالح الإيرانية التي تتحرك بصورة أكثر حرية في التأثير على خريطة التفاعلات الداخلية والخارجية ذات الصلة بهذه الدول. فهي مؤثرة أكثر كونها متأثرة وصانعة سياسات أكثر من كونها منفذة لها.