يعاني نادي يوفنتوس الإيطالي كثيرًا هذا الموسم على مستوى الأداء والنتائج. وذلك عقب كبوة الموسم الماضي وعدم التتويج بلقبه التاسع على التوالي في الدوري الإيطالي في وجود النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو. ورغم تعيين المدرب المخضرم ماسيمليانو أليجري بداية من الموسم الحالي وتعزيز الصفوف بميركاتو ضخم وصفقات باهظة ونجوم لامعة فإن معاناة الفريق أصبحت مستمرة حاليا.

ورغم أن أزمات السيدة العجوز تبدو أوضح فيما يخص الدوري المحلي وموقعه على جدول الترتيب المتأخر بالمركز الرابع. وهو البعيد كل البعد عن طموحات إدارة وجماهير البيانكونيري. بعدما احتكر البطولات المحلية كافة طوال 8 سنوات متتالية. لكنه ناجح بشكل كبير على مستوى الكأس المحلي والقاري. حيث وصل لنصف نهائي كأس إيطاليا وتنتظره مواجهة أمام فيورنتينا. وكذلك في دوري أبطال أوروبا يلعب ذهاب الدور ثمن النهائي مساء الثلاثاء أمام فياريال الإسباني وتبدو حظوظه أكبر في الصعود لربع نهائي البطولة العريقة.

بداية سيئة وأحلام كبيرة

تتوجه كتيبة المدرب أليجري إلى إسبانيا وهي الفريق الإيطالي الوحيد الذي يملك أملا واقعيًا في بلوغ ربع النهائي. وذلك بعد خسارة إنتر على ملعبه أمام ليفربول الإنجليزي صفر-2 الأسبوع الماضي. لكن فريق مدينة تورينو الأشهر يدخل المباراة في فورمة غير مستقرة. حيث أبدت جماهيره عدم رضاها عن النتائج والعروض في الآونة الاخيرة.

كان يوفنتوس استهل الموسم بطريقة سيئة جدًا. لا سيما في ظل عودة هدافه البرتغالي رونالدو إلى مانشستر يونايتد. قبل أن يبدأ بالارتقاء في سلم الترتيب في الدوري المحلي.

معاناة يوفنتوس الإيطالي
معاناة يوفنتوس الإيطالي

وحده الجار تورينو سجل عددًا أقل منه بالأهداف في النصف الأول من الترتيب. وهو يحتل المركز العاشر. علمًا بأنه خاض معظم مباريات هذا الموسم في غياب هدافه أندريا بيلوتي. الذي عاد قبل فترة إلى الملاعب وانتزع التعادل لفريقه في مرمى يوفنتوس.

ومنذ تعرضه لخسارتين تواليًا أواخر نوفمبر الماضي أمام تشيلسي حامل اللقب في دوري الأبطال وضد أتالانتا. لم يخسر يوفنتوس إلا في مسابقة كأس السوبر أمام إنتر 1-2 بعد التمديد. في سلسلة من 12 مباراة متتالية بالدوري المحلي. وهو ما حسن الترتيب بشكل كبير بعد أن وصل للمركز السابع المخزي لعشاق اليوفي.

صفقات باهظة وتجديد دماء

ضرب يوفنتوس بقوة في سوق الانتقالات الشتوية الشهر الماضي. وذلك عندما حصل على خدمات الهداف الصربي المتألق دوسان فلاهوفيتش من فيورنتينا بـ75 مليون يورو. ولاعب الوسط السويسري دنيس زكريا من مونشنجلادباخ الألماني مقابل 15 مليون يورو. لكن الصفقتين لم تعطيا الدفعة المعنوية المرجوة للنادي خلال الفترة السابقة.

وصل فلاهوفيتش وسط ضجة إعلامية كبيرة مقابل صفقة عملاقة ماليًا في الشتاء غير معتادة. ثم لحق به زكريا بعدها بثلاثة أيام. وشارك المهاجم الصربي مباشرة بعد انتقاله في خط المقدمة بجانب المهاجمين الإسباني ألفارو موراتا والأرجنتيني باولو ديبالا. وضرب بقوة إذ احتاج إلى 12 دقيقة فقط لافتتاح رصيده في صفوف فريقه الجديد بتسجيله في مرمى فيرونا. لكنه عانى كثيرًا في المباريات الثلاث التالية. حيث فشل في ترك بصمة ضد أتالانتا واحتاج فريقه إلى هدف في الوقت القاتل من الظهير البرازيلي دانيلو لانتزاع التعادل 2-2.

في المقابل خضع لرقابة لصيقة في مباراة الديربي ضد تورينو ولم يقدم الشيء الكثير. ما أجبر أليجري على استبداله قبل ربع ساعة من نهاية المباراة.

وقال أليجري عن ذلك: “اعتاد أن يلعب مباراة واحدة في الأسبوع مع فيورنتينا، أما الآن فإنه يلعب مباراة كل ثلاثة أيام. إنه جزء من عملية التطوير. ويتعيّن عليه أن يتأقلم مع خوض مباراة كل 3 أيام وأن يقوم بذلك عبر الاعتماد على فنياته وليس على بنيته الجسدية”.

فبالرغم من توسم جماهير النادي خيرًا بالتعاقد مع فلاهوفيتش، معتبرين أنه يستطيع أن يكون إضافة للفريق بعدما سجل 38 هدفًا في 26 مباراة مع الفيولا. لكنه عانى من قلة تسجيل الأهداف. حتى قبل إصابة الجناح فيديريكو كييزا في الرباط الصليبي وابتعاده لفترة طويلة عن الملاعب.

أما السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح حاليا هو هل يستطيع أليجري استخراج أفضل ما لدى مجموعته الموهوبة المعززة بفلاهوفيتش المرشح لانتزاع لقب هداف الدوري المحلي؟ أم ستستمر المعاناة لنهاية الموسم؟

الإجابة ستكون عبر الاستمرار في دوري الأبطال حتى أدوار متقدمة وانتزاع بطاقة التأهل للمسابقة القارية الموسم المقبل بمركز مؤهل لذلك بين الثلاثة الكبار بالدوري. وبكل تأكيد الفوز بكأس إيطاليا وأي نتائج غير ذلك سيكون موسمًا للنسيان مخيبًا هو الآخر مثل سلفه الماضي.