باتت “رباعيات موسيماني” هي السمة الأبرز لنتائج النادي الأهلي بالفترة الأخيرة. ولاسيما بعد الفوز على الهلال السعودي بطل آسيا في كأس العالم للأندية قبل 10 أيام برباعية نظيفة والفوز بالميدالية البرونزية للمونديال. ثم الفوز بالأمس برباعية نظيفة أخرى على فريق مصر المقاصة بالجولة العاشرة من الدوري المصري الممتاز. وكان بينهما تعادل سلبي خارج الديار أمام الهلال السوداني في ضربة البداية لدور المجموعات من دوري أبطال أفريقيا.
ولم يكن الفوز وحده هو المكسب الأبرز للمارد الأحمر من اكتساح ممثل محافظ الفيوم بالدوري نادي مصر المقاصة. بل شملت تلك المباراة عدة مكاسب أخرى متنوعة ما بين فنية ومعنوية وبدنية كذلك. لاسيما قبل تحدي صن داونز الصعب المقبل بالجولة الثانية من دور المجموعات للتشامبيونز ليج الأفريقي. نستعرض أبرزها في النقاط الآتية.
ميكي.. الملك الموزمبيقي
بعد فترة طويلة من عدم التأقلم وتقديم مستوى متواضع مع لعب دقائق قليلة منذ انتقاله الصيف الماضي للنادي الأهلي. بدأ الجميع يطالب بتسريح الجناح الموزمبيقي القصير لويس ميكيسوني عن الفريق الأحمر. لعدم تقديمه الإضافة منذ قدومه للفريق على عكس المحترف الآخر الجنوب أفريقي بيرسي تاو الذي توهج بشدة مع الفريق وأحرز 5 أهداف بالدوري العام.
ومع خروج أنباء عن رغبة بيتسو موسيماني في إعارته بالصيف المقبل لعدم تأقلمه مع الفريق وطريقة لعبه وفلسفته حتى قبل أسبوع مضى من الآن. خرج المارد من القمقم كما يقال، وقدم ميكي كما يلقب من جماهير الأهلي مباراة ولا أروع أمام المقاصة. بعد مشاركته أساسيًا وكان نجمها الأول وأحرز هدفين في ظرف 15 دقيقة فقط من انطلاقة المباراة.
وكان أخطر نجوم الأهلي على الإطلاق أمام الفريق الفيومي، ليغير الصورة عنه تمامًا ويقلبها 180 درجة. ويثبت للجميع أنه من طينة الكبار ويقدم أوراق اعتماده كاملة للجماهير الحمراء التي احتفت به كثيرًا عبر مواقع التواصل المختلفة ونال جائزة رجل المباراة الأول.
إراحة القوام الأساسي وعودة الشناوي
عقب توهج ميكي الذي كان أكبر مكاسب الأحمر من لقاء المقاصة. يأتي الدور على عودة حارس العرين الأول لمنتخب مصر والأهلي محمد الشناوي في العودة مرة أخرى بعد إصابته الطويلة مع منتخب مصر ببطولة أمم أفريقيا الماضية. ليكون أحد أبرز مكاسب هذا اللقاء حيث عاد لعرينه ونال إحساس المباريات من جديد بعد أكثر من شهر غيابًا بسبب الإصابة. وظهر بمستوى مطمئن وحالة جيدة رغم ندرة فرصة المقاصة على شباكه طوال اللقاء.
بالإضافة لذلك المكسب، يعد إراحة النجوم الأساسية الأخرى بعد إرهاق رحلة مونديال الأندية ثم مباراة الهلال بدوري الأبطال. من الغنائم المهمة كذلك بتلك المباراة وعلى رأسهم علي معلول ومحمد عبد المنعم وأيمن أشرف ومحمد هاني وطاهر محمد وأحمد عبد القادر وعمرو السولية. الذي لعب شوط واحد فقط، ليكون الجميع في حالة بدنية وفنية رائعة بالمباراة الأهم أمام صن داونز بعد أيام قليلة بدوري الأبطال.
نجوم الأهلي الواعدة
بخلاف ما سبق من مكاسب عظيمة للشياطين الحمر من تلك المباراة الكبيرة. هناك منافع أخرى تتمثل في ظهور عناصر واعدة ونجوم شباب بمستوى جيد للغاية يطمئن الجميع على مستقبل النادي في بعض المراكز. حيث وضع موسيماني ثقته في كريم فؤاد كظهير أيمن على الرغم من المستوى المميز الذي ظهر عليه محمد هاني في كأس العالم للأندية. وبالفعل قدم الظهير الأيمن المنتقل حديثًا للأهلي مستوى جيد.
ويحاول موسيماني تعويض إصابة أكرم توفيق بتجهيز أكثر من بديل له في الجانب الأيمن. فبعد مستوى محمد هاني الجيد الذي ظهر عليه جاء الدور على كريم فؤاد الذي قام بصناعة فرصتين محققتين للتسجيل. مما جعله مفتاح لعب واضح للأهلي على مدار المباراة إضافة إلى استعادة الكرة 6 مرات على مدار المباراة.
كما حصل زياد طارق على فرصة جديدة ولأول مرة في بطولة الدوري المصري بعد ظهوره بشكل رائع في بطولة كأس الرابطة. ليحصل على ثقة المدرب الجنوب إفريقي، الذي دفع به في الدقيقة 80 لينجح في تسجيل الهدف الرابع بشكل مميز في الدقيقة 86 ليكافئ مدربه على ثقته به. ويمثل له دفعة معنوية جديدة للاعب الشاب للدخول في قوام الأهلي تدريجيًا. والاعتماد عليه في المستقبل القريب ليفوز المارد الأحمر بلاعب صاعد لديه من القدرات ما يستطيع أن يفيده.
الأهلي يتربع على صدارة الدوري
تحقيق الفوز والعودة إلى صدارة جدول الترتيب هو مكسب ثمين كذلك من هذه المباراة. لما تمثله من دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهة صن داونز المقبلة في دوري أبطال أفريقيا. حيث يستمر أبناء الجزيرة على صدارة جدول الدوري قبل الانتقال للمنافسات الأفريقية. وهو ما يعطي ثقة للاعبين محليًا أيضًا ووضع الضغط على الملاحقين.
كما ظهر الأهلي بمستوى مميز للغاية خلال الـ90 دقيقة أمام المقاصة. سواء على مستوى الاستحواذ أو صناعة الفرص بالإضافة إلى تسجيل عدد كبير من الأهداف. وهي الرباعية الثانية له هذا الموسم في الدوري المصري بعد انتصاره على الإسماعيلي.