يبدو أن لعنة الولاية الثانية في نادي الزمالك للمديرين الفنيين لفريق الكرة، باتت شبح مخيف لكل مدرب عمل من قبل بالقلعة البيضاء. فبعد أسماء مثل رود كرول وهنري ميشيل وجايمي باتشيكو، جاء الدور على باتريس كارتيرون ليتجرع مرارتها. عندما تم فسخ عقده بالتراضي مع مجلس الإدارة قبل ساعات قليلة من الآن، على خلفية الهزيمة الأخيرة أمام الوداد المغربي بنتيجة 3/1 في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا.

كارتيرون الذي قاد الفارس الأبيض للقب الدوري الممتاز بعد غياب 6 سنوات كاملة بالموسم الماضي. خاض خلال الموسم الجاري 14 مباراة منها 9 بالدوري و5 بدوري أبطال أفريقيا، حقق الفوز في 8 منهم وتعادل 3 مرات وخسر بمثلها. لم تشفع له نجاحاته بالبقاء أكثر من ذلك بميت عقبة. لاسيما بعد عودة مرتضى منصور رئيسًا من جديد للنادي وهو ليس على وفاق معه وحدثت كثير الأزمات بينهما ما أدى لهروبه بالولاية الأولى.

وقام رئيس الزمالك بتعيين أسامه نبيه مدربًا مؤقتًا للفريق، حتى يتم التعاقد مع مدرب أجنبي جديد خلال الأيام القليلة القادمة. حيث سيقود نبيه الفريق في مباراة فيوتشر مساء اليوم الأربعاء بالدوري العام. ثم مباراة الجونة القادمة والتي سيشاهدها من المدرجات المدرب الجديد. قبل أن يدير هو لقاء الوداد المصيري ببطولة أفريقيا بالقاهرة من على مقاعد البدلاء.

معايير اختيار المدرب الجديد

الفريق الأبيض يحتاج إلى مدير فني على دراية كبيرة بالكرة المصرية، حيث سيكون من الصعب تواجد مدرب جديد على الدوري المصري. بالتزامن مع ارتباط الزمالك بمواجهات مصيرية وصعبة في دوري أبطال أفريقيا، كما أن وضع الفريق الأبيض ببطولة الدوري لا يتحمل خسارة نقاط جديدة.

 

أسامة نبيه المدير الفني المؤقت مطالب ببذل جهد كبير ليس فقط على المستوى الفني ولكن من الناحية المعنوية والنفسية. من أجل تصحيح مسار الفارس الأبيض ووضع الفريق على الطريق الصحيح. وعلاج العديد من الأخطاء الفنية الكارثية التي ارتكبها كارتيرون قبل رحيله.

مثل مشاركة عبد الله جمعة في الظهير الأيمن، ويوسف أوباما في المركز رقم 8 بوسط الملعب. كما يحتاج إلى إعادة سيف الجزيري إلى مستواه الفني المميز، بالإضافة إلى علاج أخطاء الدفاع في التغطية والرقابة.

ويبقى السؤال الذي يشغل جمهور نادي الزمالك بالوقت الحالي، من سيقود الفريق الأبيض خلفًا لكارتيرون؟ وسط سيل الترشيحات ما بين الحقيقي والمزيف وما هو مُصدر للإعلام. ينصب التركيز فقط داخل الإدارة على 4 أسماء بعينها بينها مدربين قادت الفريق من قبل وأخرى أول مرة لها. وهو ما نستعرضه بالنقاط الآتية.

جروس مرة أخرى

عاد اسم المدرب السويسري كريستيان جروس للارتباط بنادي الزمالك من جديد. بعدما رحل عن فريق ميت عقبة في شهر مايو لعام 2019 بعد خلافات مع إدارة النادي وتحديدًا الرئيس مرتضى منصور. اختيار جروس وموافقته على العودة بكافة الصلاحيات الفنية دون تدخل في عمله. مع حل أزمة راتبه المرتفع ستكون نقلة نوعية لفريق الكرة، لما يمتلكه المدرب من سيرة ذاتية عملاقة وسجل مشرف من الألقاب والإنجازات في أوروبا والمنطقة العربية والزمالك نفسه من قبل.

 

كما أنه يتمتع بشخصية قوية ولا يجامل النجوم ويرفع شعار الانضباط والالتزام داخل الفريق قبل الموهبة. وهو ما يحتاجه الزمالك تحديدًا بالفترة الحالية لأن الفريق يبدو مفككًا لأقصى درجة فنيًا وانضباطيًا ثم تكتيكيًا وخططيًا وبدنيًا. لذلك في حالة نجاح المفاوضات معه كونه أحد أبرز المرشحين فعليًا لتدريب النادي خلفاً لكارتيرون ستكون بمثابة ضربة معلم من الإدارة لصالح تصحيح مسار فريق الكرة.

كما أن الزمالك عرف طريق العودة للبطولات الأفريقية تحت قيادة المدرب السويسري. بعد تتويجه ببطولة الكونفدرالية لأول مرة في تاريخه عقب فوزه على نهضة بركان المغربي بركلات الترجيح بنتيجة 5-3. مما يجعله فال حسن لمستقبل النادي والخروج من أزمته القارية الحالية بدوري الأبطال.

باتشيكو رايح جاي!

أصبح البرتغالي جايمي باتشيكو مرشحًا لتولي تدريب الزمالك للمرة الثالثة، بعدما كان قد قاد الفريق مرتين حيث كانت المرة الأولى في أواخر 2014. لكنه قرر الهروب من النادي دون أسباب واضحة، ثم عاد لتولي تدريب الفريق في عام 2021. إلا أنه رحل مجددًا في مارس الماضي بعد سلسلة من النتائج السلبية في دوري أبطال إفريقيا.

وتبقى علاقته الجيدة بمجلس مرتضى منصور ونجله أمير مرتضى المشرف العام على فريق الكرة. أكبر داعم لعودته مرة ثالثة لتدريب الزمالك لأنه على دراية كاملة بالفريق ويساعده على النجاح سريعًا بالفترة الضيقة الحالية. وقد تكون مفارقة طريفة كونه أتى بعد رحيل كارتيرون بالمرة الأولى ويخلفه أيضًا في أقل من عام ونصف مجددًا.

كوبر خيار مطروح

يعتبر كوبر الاسم الأفضل لتولي قيادة الزمالك من المدربين الذين لم يدربوه من قبل. حيث يعتبر المدرب الأرجنتيني المخضرم قريب من المشهد والأحداث في الكرة المصرية. كما أن عمله مع أسامة نبيه بمنتخب مصر لفترة طويلة من قبل وتفاهمه معه سوف يسهل من مهمته.

كما أن ارتباطه بمنتخب الكونغو سينتهي قريبًا بعد المباراتين الفاصلتين بتصفيات كأس العالم أخر الشهر الحالي. وهو سيواجه المغرب مما يجعل فرصته في الصعود شبه مستحيلة ومن ثم الرحيل عن المنتخب ويتاح مجانًا للأبيض.

وربما يدرب الفريق الفترة الحالية ثم يرحل للكونغو لمدة أسبوع وقت المباراتين ويعود للزمالك متفرغًا لبقية عقده. أو يستقيل من الأساس قبل مواجهتي المغرب لأنهما شبه محسومتين لأسود الأطلس الذي لن يفرط في فرصة الصعود لمونديال قطر بأي شكل.

مدرب مجهول الهوية

كشفت بعض المصادر الخارجية من نادي الزمالك عن وجود مفاجأة في اسم المدرب الجديد، ففي الغالب لأول مرة يعمل بالنادي وبمصر من الأساس. ومدرب لديه سيرة ذاتية كبيرة وشخصية قوية، لكن يتم الكتمان حول هويته بالوقت الحالي لحين إنهاء المفاوضات معه بالفعل وإتمام التعاقد بشكل رسمي.

كما أن هناك تسريبات حول وجود مدرب إسباني شهير تقوم الإدارة بالتفاوض معه، هناك من يقول إنه خوان جاريدو مدرب الأهلي السابق والملم بكل تفاصيل الكرة المصرية والأفريقية. كونه فاز بلقب الكونفدرالية مع المارد الأحمر من قبل، وبالتالي ربما ينجح مع الزمالك كما أنه يلعب كرة قدم هجومية تروق لجماهير الأبيض كثيرًا. وربما يكون مدرب آخر غيره ويعلن عنه بالقريب العاجل.