أسكن قريبا من الطريق الدائري بالقاهرة، وتلك لعنة لن يقدرها إلا من ولد في الريف مثلي، وعاش طفولته بين الأشجار والطيور والحيوانات الأليفة، مثلي، ويعيش الآن -مضطرا- على بعد أمتار قليلة من آلاف السيارات والشاحنات، التي تمر قريبا من رأسه، تصب غبارها في رئتيه، وضجيجها في أذنيه.

لا أخفيكم أنني منذ سنوات أعاني من حساسية في الجيوب الأنفية، وطنين شبه دائم في أذني، ولأني لا أتعجل لقاء الأطباء أو الذهاب إلى المستشفيات، وأفضل، في المقابل، أن أعود من حين لآخر إلى قريتي، إلى بيتي هناك، وإلى الشجرة التي ولدت جوارها، لألتمس، ولو لساعات، بعض الهدوء.

لكن في هذه المرة، يبدو أنني لم أكن محظوظا، فعندما وصلت إلى هناك، بعد أكثر من ساعتين من القيادة على الطرق، وجدت جنازة وعرسا، ولأني أومن أن مشاركة الناس أحزانهم وأفراحهم واجبة، كان على أن أستمع إلى ربع من القرآن، تلاه قاريء طويل قوي البنيان قليل الموهبة، وفي طريق عودتي جلست لنصف الساعة في الفرح لأستمع مضطرا إلى ما تيسر من أغاني المهرجانات.

أخيرا، عدت إلى البيت، أتحين الوقت لأن أنفرد بنفسي، أخذت حماما دافئا، تناولت عشاء خفيفا، أعددت قهوتي كما أحب، وجلست أفكر في ترتيب أيامي الثلاثة التي سأمضيها هنا- في هدوء- بعيدا عن العاصمة. لكن على الرغم من أن الساعة تجاوزت الثالثة فجرا، إلا أن الطنين في أذني لم يتوقف، ولا تزال أصداء أصوات السيارات والقاريء وأغاني المهرجانات تتردد أصداؤها في أذني، فكيف النجاة من هذا الضجيج الذي لا يحتمل؟ وإلى أين أهرب من هذه الضوضاء التي لم تعد تفارقني؟

بحكم دراستي وعملي في الفيزياء أعلم أن الأصوات موجات من الطاقة، وأن الطاقة لا تفني ولا تخلق من العدم، وبلغة الفيزياء: الصوت ميكانيكية طولية، تنتشر في الهواء على هيئة تغيرات دورية في الضغط، يزيد الصوت الضغط في مناطق، ويقلل منه في مناطق اخرى، والمسافة بين منطقتين متتاليتين متماثلتين في الضغط، هي ما يسمى طول الموجة. وهذه التغيرات الدورية، في الضغط تحدث كل فترة زمنية معينة، وعدد الدورات الكاملة في الثانية الواحدة، هو ما يعرف بتردد الموجة، ويقاس بوحدة تسمى “هرتز”. أما شدة الموجات وهي إحدى الطرق التي تستخدم لتصنيف الموجات عموما، والموجات الصوتية خصوصا، فتعرف بأنها الطاقة التي تنقلها الموجة عبر مساحة متر مربع كل ثانية، وتقاس بوحدة القياس: واط لكل متر مربع.

طبلة الأذن البشرية السليمة غشاء رقيق جدا متوسط سمكه في حدود 0.1 مليمتر، وقطرها يتراوح بين 8- 10 مليمتر، وتعمل الأذن ككاشف ممتاز لمدى واسع من الموجات التي يتراوح ترددها بين 20 هرتز- 20000 هرتز. هذا المدي من الموجات، هو ما يسمى الموجات الصوتية المسموعة، أما الموجات التي يقل ترددها عن 20 هرتز فتسمى  موجات تحت-المسموعة، والموجات التي يزيد ترددها على 20000 هرتز، فتسمى الموجات فوق المسموعة، أو فوق الصوتية.

وإذا أردنا تصنيف مدى الموجات المسموعة على أساس شدتها، نقول أن الأذن البشرية السليمة تشعر بالموجات التي تتراوح شدتها بين 1 من مليون مليون- إلى 1 واط لكل متر مربع. وكما تلاحظون، فهذا المدى من الشدة، أو من الترددات، هو مدى واسع جدا، وإحدى الطرق الذكية لاختصار هذا المدى من الموجات الصوتية، هو ما يسمى مستوى الصوت. ويعرف مستوي الصوت بأنه مقياس لوغاريتمي (أو تصغير للأساس 10) للشدة النسبية للصوت، مضروبا في الرقم 10. ويقاس مستوى الصوت بوحدة تسمى: ديسيبل. وهنا، يبدو أن المعادلات الرياضية ضرورية، لحساب مستوى الصوت تستخدم هذه المعادلة:

مستوى الصوت= 10 log  Imax/ I

حيث Imax هي الشدة القصوى للموجات الصوتية، وتعادل 1 واط لكل متر مربع، أما I فهي شدة الصوت المراد حساب مستواه. وعلى أساس مستوى الصوت يكون مدى الأصوات المسموعة، الذي يمكن أن تسمعه الأذن البشرية السليمة، بين صفر ديسيبل، ويسمى عتبة الاستماع، و120 ديسيبل، ويسمى عتبة الألم.

يختلف مستوى الصوت بحس اختلاف المسافة بين المصدر والمستمع، تقل شدة الصوت، وبالتالي مستواه، كلما كانت المسافة بين مصدر الصوت والمستمع أكبر، وإليك بعض الأمثلة على مستوى الصوت الناتج عن مصادر مختلفة. صوت حفيف الأشجار 10 ديسيبل، الحوار الهامس بين اثنين 20 ديسيبل، المحادثة العادية على بعد 3 أمتار، أو صوت الراديو أو التليفزيون في المنزل 40 -50  ديسيبل، صوت محرك السيارة 50- 60 ديسبل، بحسب المسافة، عتبة الإنزعاج 70 ديسيبل،  وتعادل حركة المرور في الشوارع المزدحمة، صوت الشنيور 80، ماكينات المصانع 90، ومكبرات الصوت 100، وموسيقى الروك 110، ومحرك الطائرة عند الإقلاع على بعد 100 قدم يصل إلى 130 ديسيبل.

الآثار البيئية والصحية للضوضاء العامة (Community Noise) أو ما يعرف بضوضاء المجتمع، أو الضوضاء الداخلية، أو الضوضاء السكنية، تمييزا لها عن الضوضاء في المصانع والمناطق الصناعية، موثقة إلى درجة كبيرة. بعض الناس أكثر عرضة من غيرهم لفقدان السمع الناجم عن الضوضاء، ومن المعروف ان الاستعداد الوراثي والحالات الصحية المزمنة مثل السكري، تزيد من مخاطر الإصابة بفقدان السمع الناجم عن الضوضاء.

بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، يؤدي التعرض للضوضاءء العالية على مدى فترة زمنية إلى إجهاد الخلايا الحسية في الأذن، ويسفر ذلك عن فقدان السمع المؤقت أو الطنين، وعندما تعود الخلايا الحسية إلى حالتها الطبيعية يتحسن السمع، لكن عندما تكون الأصوات عالية جدا، أو يحدث التعرض بانتظام، أو لفترة ممتدة، قد يحدث ضرر دائم، ينتج عنه فقدان السمع الذي لا يمكن شفاؤه.

التعرض المستمر يؤدي إلى فقدان السمع التدريجي، ويتأثر نطاق الترددات العالية ( أي الأصوات ذات النبرة العالية) أولا، ويؤثر في نهاية المطاف في القدرة على فهم الكلام، ويترك أثرا سلبيا على نوعية حياة الفرد، وعلى النمو الاجتماعي والتعليمي والقدرة على العمل. توجد فروق بين الأفراد في حساسية الأذن للترددات المختلفة، وبحسب ورقة علمية منشورة في الدورية الطبية الهندية لطب المجتمع (Indian J Community Med) في 2014، تنخفض حساسية الأذن للترددات العالية، مع التقدم في العمر والتعرض للضوضاء. وهناك أدلة مؤكدة على أن معظم من يفقدون السمع أو يصابون بالصمم، لا يولدون كذلك، بل يحدث لهم ذلك خلال مراحل مختلفة من حياتهم.

إلى جانب مخاطر فقدان السمع، يتعرض الأطفال والبالغون الذين يعيشون في بيئات صاخبة إلى زيادة الضغوط النفسية والقلق. وفي حالة صغار الأطفال، يعوق فقدان السمع الناجم عن الضوضاء القدرة على تعلم الكلام، وتعتبر حالات الإعاقة التعليمية والقلق وأنماط السلوك التي تهدف إلى لفت الانتباه، أيضا من ضمن النتائج الشائعة لفقدان السمع.

ويؤدي التعرض المزمن للضوضاء في الفصول الدراسية إلى إعاقة الآداء الدراسي في مجالات مثل القدرة على القراءة والفهم والذاكرة القصيرة المدى والطويلة المدى. ويحصل الأطفال الذين يتعرضون لبيئات تعليمية صاخبة، في المتوسط، على درجات أقل في التقييمات التي تستند إلى اختبارات موحدة. ومن حسن الحظ، أنه يمكن منع ما يقرب من 60% من فقدان السمع في الأطفال، من خلال تدابير مثل التحصين ضد الحصبة الألمانية والتهاب السحايا، وتحسين الرعاية الصحية للأمهات والمواليد الجدد والفحص والعلاج المبكر.

يسهم تعرض الشباب للضوضاء في فقدان السمع المرتبط بالسن، فقد يؤدي عدم حماية السمع أثناء الأنشطة الصاخبة مثل مشاهدة مباريات كرة القدم أو الاستماع إلى الموسيقى في فترة المراهقة، إلى فقدان السمع وصعوبات كبيرة في التواصل في المراحل التالية من العمر. وقد يكون الاستماع إلى الأجهزة المزودة بسماعات الأذن غير مأمونة أيضا لأسباب أخرى، فاستخدامها أثناء المشي أو القيادة أو ركوب الدراجات، على سبيل المثال، يحد من الإدراك السمعي، ويزيد من احتمالات التعرض لحوادث الطرق.

بحسب تقرير “اجعل الإستماع مأمونا” الصادر عن منظمة الصحة العالمية في 2015 تشير تقديرات المنظمة إلى أن 1.1 مليار من الشباب في العالم قد يكونون معرضين لفقدان السمع بسبب ممارسات الاستماع غير المأمونة المرتبطة بوسائل الاستماع الحديثة والهواتف الذكية ومشغلات الإم. بي. 3 و 4 ومكبرات الصوت والحفلات الصاخبة. وبحسب التقرير، يعاني أكثر من 43 مليون شخص تتراواح أعمارهم بين 12 و 35 عاما من فقدان السمع المسبب للعجز، وأن حوالي نصف الشباب الذين تتراواح أعمارهم بين 12 و 35 عاما يتعرضون إلى مستويات غير مأمونة من الصوت باستخدام أجهزة الاستماع الشخصية مثل مشغلات الإم بي ثري والهواتف الذكية.

ويشير تحليل مركز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض ومسح الصحة الوطنية، إلى أنه في الفترة بين 1994-2006، زاد معدل انتشار فقدان السمع بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12-19 عاما زيادة كبيرة من 3.5% إلى 5.3% ، ويتوقع أن تستمر هذه الزيادة حيث أن عدد الأشخاص الذين يستمعون باستخدام سماعات الرأس زاد بنسبة 75% خلال الفترة بين 1990-2005. ومن حسن الحظ، أن التحكم في الضوضاء واتباع وسائل الاستماع الآمن والاهتمام بنظافة الأذنين يمكن أن يحافظ على السمع عند الشباب، وأن تقلل من احتمال فقدان السمع.

بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، يعتمد على بيانات عام 2018، يوجد أكثر من مليار شخص معاق في العالم، 20% منهم يعانون صعوبات كبرى في حياتهم اليومية، ويبلغ عدد من يعانون من فقدان السمع والصمم المعوق 466 مليون شخص، من بينهم 242 مليون من الذكور، و 190 مليون من الإناث. هذا العدد يمثل حوالي 6% من عدد سكان العالم، ويعادل تقريبا عدد سكان دول الاتحاد الأوربي. معظم هؤلاء هم البالغين، فمن بينهم 34 مليون طفل بنسبة 7%. ومن حيث الجنس، يوجد 242 مليون من الذكور، و 190 مليون من الإناث.

ويشير تقرير للمنظمة إلى أن ما يقرب من 2.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم – أو 1 من كل 4 أشخاص – سيعيشون مع درجة معينة من فقدان السمع بحلول منتصف القرن، وأن حوالي 700 مليون منهم سيحتاجون إلى الحصول على رعاية صحية للأذن والأجهزة المساعدة وأعادة التأهيل. وتتوقع المنظمة أن واحد من كل ثلاثة، من الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما يتأثر بفقدان السمع، ويتوقع أن يزيد عدد من سيفقدون السمع إلى 630 مليون عام 2030، وأن يصل إلى 900 مليون على الأقل بحلول منتصف القرن.

في مصر، فقد نشرت صحيفة “الوطن” اليومية في 28 ديسمبر 2020، تقريرا تحت عنوان “خريطة ذوي الإعاقة في مصر…أكثر من ثلث السكان ذوي احتياجات خاصة”، قالت فيه- نقلا عن تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- أن إجمالي عدد المواطنين ذوي الإعاقة في محافظات مصر بلغ 20 مليونا و 278 ألفا، و 35. لم تورد الصحيفة أعداد المصابين بفقدان السمع. وذكرت الصحيفة أن القاهرة تحتل المرتبة الأولى بين المحافظات من حيث عدد ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدد 237400 مواطن، منهم 128600 من الذكور، و 108300 من الإناث.

بعد عام، وفي 6 ديسمبر 2021، نشرت صحيفة “الدستور” المصرية تقريرا تحت عنوان “الإحصاء: نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر 10.5 %”. وقالت الصحيفة في تقريرها أنه وفقا لآخر تعداد أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2017، بلغت أعداد ذوي الإعاقة 8 مليون و636 ألفا. منهم 6 مليون و608 ألفا لديهم صعوبة بسيطة، و منهم مليون و636 ألفا لديهم صعوبة كبيرة، ومنهم 390900 لديهم صعوبة مطلقة”.

وبحسب الصحيفة، فإن صعوبة المشي وصعود السلالم، كانت أكثر الإعاقات بعدد مليون و 97 ألفا، ثم صعوبة رعاية النفس وعددهم 548200، ثم صعوبة الفهم والتواصل مع الآخرين وعددهم 493600، ثم صعوبة السمع وعددهم 458900، وصعوبة الرؤية وعددهم 439200، ثم صعوبة التذكر والتركيز وعددهم 434700.

وبغض النظر عن الاختلاف الواضح والكبير، بين أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في عامي 2020 و 2021، (من 20 مليون في الأولى، إلى 8 مليون في الأخيرة)، والذي لا نملك له تفسيرا، إلا أن ما يهمنا في هذا السياق، هو أن حوالي نصف مليون مواطن -على الأقل-يعانون فقدان السمع أو الصمم، ومثلهم يعانون من صعوبات في الفهم والتواصل مع الآخرين، ومثلهم يعانون من صعوبات في التذكر والتركيز، ومجموعهم يقترب من مليون ونصف المليون مواطن!

قائمة الأمراض التي تسببها الضوضاء لا تقتصر على فقدان السمع الجزئي أو الكلي، تؤدي الضوضاء العالية إلى ارتفاع ضغط الدم، وتؤدي إلى اضطرابات في  النوم، تؤثر على الذاكرة والتعلم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وفي أول ديسمبر الماضي نشرت جامعة هارفارد ورقة علمية تؤكد أن التلوث الضوضائي يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.

للحد من الآثار الضارة للضوضاء، وضعت منظمة الصحة العالمية في عام 1999 أدلة إسترشادية لمستويات الضوضاء البيئية القصوى المسموح بها في الأماكن المختلفة، وفي نفس العام وضعت دول الاتحاد الأوربي قائمة أدلة استرشادية خاصة بها، وفي عام 2018 على ضوء التطورات ونتائج البحوث الأخيرة حدث الاتحاد الاوربي من الحدود القصوى للتعرض للضوضاء البيئية. ويمكن مراجعة إرشادات منظمة الصحة العالمية للحدود القصوى للضوضاء البيئية تفصيلا عبر الرابط: التالي.

بحسب الجدول رقم (1) صفحة (16) من قائمة الإرشادات، لا يجب أن تتجاوز الضوضاء في الأماكن الخارجية المفتوحة 55 ديسيبل على حساب أساس 16 ساعة، وفي داخل البيوت لا يجب أن تزيد على 35 ديسيبل، وفي غرف النوم عن 30 ديسيبل. خارج غرف النوم لا يجب أن تزيد على 45 ديسيبل على أساس 8 ساعات . في الفصول الدراسية ودور الحضانة لا يجب أن تزيد الضوضاء على 35 ديسيبل خلال ساعات الدراسة.

أما في غرف نوم الأطفال قبل سن الدراسة فلا يجب أن تتجاوز الضوضاء 30 ديسيبل. في حوش المدرسة أثناء اللعب لا يجب أن تتجاوز الضوضاء حد ال 55 ديسيبل. أما في المستشفيات وغرف الرعاية الصحية فالحد الأقصى المسموح هو 30 ديسيبل. وللمناطق الصناعية والتجارية حدود أخرى مختلفة.

المعايير المصرية لمستويات الضوضاء القصوى المسموح بها واردة في الجدول رقم (2) من الملحق رقم (7) من اللائحة التنفيذية لقانون البيئة رقم (4) لسنة 1994 وتعديلاته، تنص على تقسيم اليوم إلى ثلاث فترات: الصباح ويبدأ من 7 صباحا حتى 6 مساء، والمساء ويبدأ من 6 مساء إلى 10 مساء، والليل ويبدأ من 10 مساء إلى 7 صباحا. ويقسم القانون المناطق إلى ثلاث: مناطق المستشفيات والمساكن، المناطق السكنية في المدن، وثالثا، المناطق السكنية التي تقع على طريق عام أو توجد بها بعض الأعمال التجارية.

وينص الجدول على ألا يزيد مستوى الصوت في مناطق المستشفيات والمساكن عن 45 ديسبل في الصباح، وعن 40 ديسيبل في المساء، و 35 ديسيبل في الليل. في المناطق السكنية في المدن، الحد الأقصى في الصباح 55 ديسيبل، وفي المساء 50 ديسيبل، وفي الليل 45 ديسيبل. أما في المناطق السكنية التي توجد بها بعض الأعمال التجارية أو على طريق عام، فقد نص الجدول على ألا يزيد مستوى الضوضاء في الصباح عن 60 ديسبل، وفي المساء عن 55 ديسيبل، وفي الليل عن 50 ديسيبل. وكما هو واضح، المقارنة بين معايير منظمة الصحة العالمية والمعايير المصرية-بالتأكيد- ليست في صالحنا، لكن مراجعة الإرشادات الخاصة بمستويات الضوضاء، خصوصا في أماكن المستشفيات والمدارس على ضوء نتائج البحوث والدراسات العلمية الحديثة أمر ضروري.

أخيرا، وللعلم، توجد تطبيقات لرصد وتسجيل مستوى الصوت على الهواتف الذكية ويمكن لك أن تقوم بتنزيلها واستخدامها لرصد مستوى الصوت ومراقبة الضوضاء أينما ذهبت. للهواتف التي تعمل بنظام أندرويد يوجد تطبيق مقياس الصوت (Sound Meter)، و للهواتف التي تعمل بنظام “آي أو إس” مثل الآيفون والآيباد، يوجد تطبيق وايد نويز-3 (WideNoise) و تطبيق “مقياس الديسيبل” أو  dB meter.