يبدو أن رحلة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك تشيلسي، مع النادي اللندني تقترب من الوصول إلى محطتها الأخيرة ومن ثم الفراق. حيث قرر عرض البلوز للبيع على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا ثم تبعات الأمر بمعارضة ومعاقبة الناتو وبريطانيا وأغلب العالم. لكل ما هو روسي وتحديدًا المملكة المتحدة ضد الملاك والرعاة ورجال الأعمال الروس بها.

ما ألقى بظلاله على الرياضة بقوة بعد فسخ عدة أندية رعاية شركات روسية ضخمة وكذلك غلق بنوك وإنهاء مشاريع وأعمال وخطط روسية على أراضيها. ليصل المطاف لنادي تشيلسي بطل أوروبا وكأس أندية العالم بالشهر الماضي.

ومالكه الروسي الذي أكد في بيان رسمي عرضه للبيع بعد فترة طويلة من امتلاكه له. وإظهاره من جديد على الساحة بعدما كان نادٍ متواضع قبل أن يشتريه ويجعله بطل إنجلترا ثم أوروبا والعالم منذ بداية الألفية الجديدة.

ضغوطات وعواقب أدت لتخليه عن النادي

تسببت تبعات العملية العسكرية التي بدأتها روسيا على أوكرانيا، الخميس 24 فبراير 2022 الماضي بضغوط كبيرة على أبراموفيتش. من أجل التخلي عن تشيلسي.

وأعلن أبراموفيتش يوم السبت 26 فبراير تخليه عن إدارة النادي، وكلف مارينا جرانوفسكايا مديرة تشيلسي التنفيذية وبيتر تشيك الحارس الأسبق للنادي اللندني. بمسؤولية الإدارة الرياضية للفريق، فيما يتعلق بالانتقالات وعقود اللاعبين.

لكن التصريحات المتواصلة من النواب البريطانيين، والمطالبة بتجميد أصول أبراموفيتش. والعقوبات التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم ونظيره الأوروبي على الرياضة الروسية. حشرت الملياردير الروسي في الزاوية، وأصبح لا مفر أمامه من اتخاذ قرار البيع بشكل رسمي ونهائي.

أبراموفيتش يبيع تشيلسي و3 جهات تترقب

أوضحت صحيفة “ذا صن” البريطانية أن أبراموفيتش في الوقت الحالي، يدرس عملية بيع تشيلسي لثلاث جهات. خاصةً أن مجموعة من المستثمرين من أمريكا تواصلوا معه بهذا الخصوص.

كما كشف ملياردير سويسري عن نيته شراء البلوز من نظيره الروسي، مستغلاً الضغوط الممارسة على أبراموفيتش في بريطانيا. وقال رجل الأعمال السويسري هانز يورج فيس في تصريحات نقلتها الصحيفة ذاتها: “يعمل أبراموفيتش على بيع جميع العقارات التي يملكها في إنجلترا ومن ضمنها تشيلسي. تلقيت مع ثلاثة آخرين عرضًا يوم الثلاثاء الماضي لشراء النادي”.

وأوضح: “أبراموفيتش يطلب سعرًا كبيرًا، فتشيلسي مدين له بملياري جنيه إسترليني. لكن النادي لا يملك أموالاً، وهذا يعني أن أي شخص أو شركة ترغب في شراء تشيلسي، عليه أن يعوض أبراموفيتش”.

واختتم حديثه في هذا السياق قائلاً: “سعر البيع حاليًا لا يزال غير واضح، وسأضطر إلى الانتظار أربعة أو خمسة أيام لمعرفة كيف ستسير الأمور. أدرس التقدم بعرض مع شركاء لشراء تشيلسي، لكن قبل ذلك يجب أن نتحقق من الشروط العامة بعناية. ما نود تأكيده هو أنني لن أفعل شيئًا كهذا بمفردي، إذا اشتريت تشيلسي، فسيكون مع ستة أو سبعة مستثمرين”.

نجاحات عظيمة للبلوز مع المالك الروسي

اشترى أبراموفيتش تشيلسي يوم 2 يوليو عام 2003، بصفقة دفع خلالها رجل الأعمال الروسي مبلغًا وصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني. وحقق النادي في حقبته 19 بطولة، أهمهما على الإطلاق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 5 مرات، ومثلها في كأس الاتحاد الإنجليزي. ولقبان في مسابقة دوري أبطال أوروبا ومثلهما ببطولة الدوري الأوروبي ولقب بالسوبر وبطل كأس العالم للأندية.

كما حصل تشيلسي في أبريل 2013، على المركز السابع بقائمة أغنى الأندية العالمية، بقيمة 588 مليون يورو. بزيادة وصلت إلى 18% عن عام 2012.

وحسب “ذا صن” فإن مشجعي تشيلسي توسلوا إلى أبراموفيتش، الذي يستعد أيضًا لبيع قصره بحدائق قصر كنسينجتون في لندن. بألا يترك النادي ووصفوه بأنه أفضل مالك في كرة القدم للأندية.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، رفض التعليق على ما إذا كانت العقوبات ستُفرض على أبراموفيتش. لكنه قال إن “الحلقة تضيق” على الرجال حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما وجَّه زعيم المعارضة البريطاني كير ستارمر سؤالاً إلى جونسون عن سبب عدم فرض عقوبات على مالك تشيلسي، وقال: “إنه شخص محل اهتمام وزارة الداخلية، بسبب صِلاته بالدولة الروسية وارتباطه العام بالنشاط والممارسات الفاسدة، في الأسبوع الماضي قال رئيس الوزراء إن أبراموفيتش يواجه عقوبات، وقام فيما بعد بتصحيح تعليقه ليقول إنه ليس كذلك. حسناً، لماذا تغير الوضع بحق السماء؟!”.

وردّ جونسون بأنه لا يمكنه الخوض في تفاصيل حالات بعينها، وقال: “ليس من المناسب بالنسبة لي، التعليق على حالات فردية في هذه المرحلة، لكن لا شك في أن الإجراءات التي اتخذناها بالفعل، لها تأثير في موسكو من خلال الكشف عن ملكية شركات بالطريقة التي نحن عليها”.