منذ إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا فرضت دول أوروبية والولايات المتحدة بعض العقوبات الاقتصادية عليها في محاولة لتطويق جماح فلاديمير بوتين. لكن تلك العقوبات لم تتوقف عند الحد المالي فقط وامتدت إلى عقوبات رياضية وثقافية وفنية كان بعضها غريبا ولافتا.

عقوبات من قبيل منع “الفيدرالية العالمية للقطط” منتسبيها من استيراد القطط الروسية. وإزالة جامعة إيطالية روايات الكاتب الروسي الشهير فيودور ديستويفسكي من مناهجها الدراسية قبل التراجع لاحقا. ووقف عرض بعض الأفلام الروسية. ومثيلاتها من العروض الموسيقية لفرق روسية، والحظر الرياضي الشامل في جميع الألعاب تقريبا حتى البارالمبية منها. بالإضافة إلى منع كافة شركات الطيران الروسي المدنية من التحليق في الأجواء الأوروبية والأمريكية.

ورغم ما تطرحه تلك العقوبات من أسئلة بشأن ازدواجية المعايير والخلط السياسي -في مقارنة مثلا مع الموقف من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة بحق الفلسطينيين. والتجاهل التام لخرقه القانون الدولي كآلية مُعترف بها- إلا أنها تثير أسئلة كذلك بشأن النفسية الغربية في التعامل مع الروس. وما أثارته “مأسسة” هذه العقوبات، في شتى المجالات، من جدل.

يرى مختصون في الشأن الروسي أن هذا الكم المهول من القرارات التي خلطت بين الشعب الروسي والكرملين. هي أعظم هدية للأخير وتبرر بشكل لا لبس فيه روايته بأن المستهدف هو روسيا لذاتها وليس لسياساتها. ويلفت الباحث في الشأن الروسي والمقيم في موسكو أحمد دهشان إلى أن من كانوا بالأمس من الروس يتحدثون عن “جنون” الكرملين. وقراره ببدء حرب ضد أوكرانيا ومعارضتهم لها. يتحدثون اليوم أننا يبدو كنا “حمقى” وأن “الغرب فعلاً يكرهننا لا لشيء سوى لكوننا روس. ويريد أن يرى بلدنا مدمر، وربما قرار المبادرة بالحرب قرار حكيم حقًا!”، بحسب رصده.

يدعونا ذلك إلى النظر في جذور النظرة الأوروبية للروس وطبيعة علاقاته معها. ففي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن المظلومية الروسية تجاه الغرب وشعورهم الدائم بالاضطهاد. وهي رواية تبناها بوتين بشكل رسمي وأذكى نارها إعلاميا، فإن النظرة الأوروبية للروس تبدو متوجسة كذلك. وفيها تراه “مصدر تهديد” و”خطر دائم” على ثقافتها وقيّمها.

الجذور التاريخية

في كتابه “خلق رهاب روسيا” يتتبع الصحفي السويسري جاي ميتان جذور النفور بين الروسيين والأوروبيين واضعا الخلافات الدينية كنقطة انطلاق. عندما حدث الانقسام بين الشرق والغرب، بين الطائفتين الأرثوذكسية والكاثوليكية.

ويشير ميتان إلى أنه في عصر كانت فيه السلطة الدينية معادلة للسلطة السياسية. لم يكن بوسع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الشرقية أن تدعي نفس القدر من السلطة مثل نظيرتها الكاثوليكية الرومانية الغربية. و”حقيقة أن الإمبراطورية الروسية لا يمكنها أبدًا المطالبة بنفس القوة السياسية التي تتمتع بها الإمبراطوريات الرومانية وغيرها من الإمبراطوريات الغربية زاد من تشويه سمعتها”.

ويمضي ميتان في تأريخ “الروسوفوبيا” من ثقافات مختلفة -مثل رهاب روسيا الفرنسي. ونسخه الألمانية والإنجليزية والأمريكية- عبر القرون المختلفة. واصفًا هذا الاتجاه لدى المجتمعات الليبرالية الغربية لرؤية التهديد المشترك في روسيا باعتباره “أمرًا منهجيًا ومستمرًا”.

وتشير دراسة في مركز “الدراسات العربية الأوراسية” إلى أن الفارق بين القيصرية والإمبراطورية في روسيا هو توسع الأخيرة في المساحة. ولكن مع خسارة “الروح الروسية” وتقسيم المجتمع بين تقليديين وحداثيين يمثلون نخبتها. وهؤلاء كانوا ينظرون بازدراء إلى المجتمع الموسكوفي بقيمه وعاداته وتقاليده ونمط تدينه الأرثوذكسي في عاصمتهم الجديدة مدينة بطرس الأكبر. أو سان بطرسبرج حاليًّا. ويعتبرون أنفسهم أوروبيين، في حين لم تكن أوروبا تراهم كذلك.

لشرح هذا التناقض، يقول الكاتب الروسي ميخائيل شيدرين (1826-1889): “في روسيا، كنا موجودين فقط بالمعنى الواقعي-ذهبنا إلى المكتب. وكتبنا رسائل إلى أقاربنا، وتناولنا العشاء في المطاعم، وتحدث بعضنا إلى بعض، وما إلى ذلك، لكننا روحيًّا كنا جميعًا من سكان فرنسا”.

أما المؤرخ والكاتب الروسي نيقولاي كرامزين (1766- 1826) فقد وصف شعور الصدمة لهذه النخب الروسية “المتأوربة”، في كتابه (رسائل رحالة روسي 1792). بالقول: “في الطريق إلى كونيجسبرج، دهش ألمانيان عندما علما أن روسيًّا يمكنه التحدث بلغات أجنبية. وفي لايبزيج. تحدث الأساتذة عن الروس على أنهم برابرة ولم يصدقوا أن لديهم كتابًا واحدًا من تأليفهم. أما الفرنسيون فقد اعتبرونا قرودًا لا تعرف إلا كيفية التقليد”. أخيرًا، وبحسب الدراسة، فقد عبّر الأديب الكبير فيودور دوستويفسكي (1821- 1881) عن خيبة الأمل هذه بقوله: “في أوروبا يروننا تتارًا، وفي آسيا يروننا أوروبيين”.

وفي مقطع من كتاب يؤرخ للعلاقات الروسية الغربية قبل عام 1917 يشير مؤلفه إلى أن أحد المصادر المفضلة للغرب عن روسيا خلال القرن التاسع عشر. هو كتاب “رحلة من أجل وقتنا” لماركيس دي كوستين، الذي وصف فيه الحضارة الروسية بأنها “تتخفى خلف قناع البربرية” وأنهم “ليسوا أكثر من صينييين متنكرين”.

“الآخر” الروسي

يذكر أستاذ التاريخ في كلية بيركبيك جامعة لندن، أورلاندو فايجز، والذي ركزت أعماله على التاريخ الروسي والأوروبي. أن التوسع الإقليمي السريع للإمبراطورية الروسية في القرن الثامن عشر وإظهار قوتها العسكرية ضد نابليون بونابرت ترك انطباعًا عميقًا في ذهن الأوروبيين. وكان هناك موجة من الكتيبات وكتب الرحلات والأطروحات السياسية المثيرة للقلق حول “الخطر الروسي” على القارة. وقد ارتبطت هذه المخاوف بتخيل “الآخر” الآسيوي الذي يهدد الحريات والحضارة في أوروبا.

يقول فايجز “تم ترسيم حدود أوروبا لاستبعاد الآخر الذي كان روسيا، والتي نشأت في هذه الكتابات كقوة وحشية عدوانية وتوسعية بطبيعتها. معادية لمبادئ الحرية التي حددها الأوروبيون ثقافيًا”. وقد عزز قمع القيصر نيقولا الأول للثورتين البولندية والمجرية، في 1830-1831 و1848-1849 على الترتيب. هذا الموقف المتمثل في رسم الانقسامات بين الحرية الأوروبية والاستبداد الروسي. مما أدى في النهاية إلى ترسيخ التحالف الأوروبي المناهض لروسيا (بريطانيا، فرنسا، بيدمونت-سردينيا) خلال حرب القرم بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية.

لكن من وجهة نظر القيصر، وفقا لفايجز، كانت القوى الأوروبية تتصرف بنفاق: كان ترويجها للحرية قائمًا على نشر التجارة الحرة. وهو ما كان في مصلحتها الاقتصادية. وكان دفاعهم عن الدولة العثمانية بمثابة استراتيجية لكبح جماح روسيا. التي شكّل نموها تهديدًا لطموحاتهم الإمبراطورية في المنطقة، وليس أقلها الطريق إلى الهند.

تصدر السلطات الروسية الكثير من التهديدات التي واجهتها تاريخيًا من الغرب، وغالبًا ما تستشهد بغزوات نابليون بونابرت وأدولف هتلر. حتى أن خطاب الكرملين يعود إلى حروب روسيا مع الكومنولث البولندي الليتواني في القرنين السادس عشر والسابع عشر. ويحتفل اليوم الوطني لروسيا بيوم طرد البولنديين من موسكو عام 1612.

ووفقا للمجلس الأطلسي “لم تكن روسيا في القرن الثامن عشر، من خلال العديد من المقاييس. بعيدة عن أقرانها الأوروبيين. لكن الليبرالية القادمة من الغرب أخافت القيصر الرجعي نيقولا الأول. خاصة عندما قام جزء من الضباط الروس بثورة في عام 1825 للمطالبة بحكومة دستورية (الثورة الديسمبرية). لقد انسحب نيقولا من التحول الغربي في القرن الماضي، ساعيًا إلى عزل روسيا عن السياسات الجديدة الناشئة من عصر التنوير وحتى. إلى حد ما، من الثورة الصناعية. وكلاهما قادم من أوروبا”.

التوجس من روسيا السوفييتية

مع قيام روسيا السوفيتية تم عزلها عن الغرب سياسيًا وثقافيًا خوفا من التمدد الشيوعي. بحسب أستاذ التاريخ فايجز. الذي أشار إلى فترات وجيزة انفتحت فيها القنوات الثقافية بين الطرفين. خلال الحرب العالمية الثانية، مثلا، عندما أرسل الحلفاء الكتب والأفلام الغربية وأتاحتها للشعب السوفيتي. أو خلال عهد نيكيتا خروتشوف -في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات- عندما حدثت التبادلات الثقافية بين الاتحاد السوفيتي والغرب.

ويضيف فايجز “مع الاستيلاء السوفيتي على أوروبا الشرقية بعد عام 1945، كان بإمكان المواطنين السوفييت السفر إلى دول الكتلة الشرقية. والتي تلقوا منها بعض عناصر الثقافة الأوروبية في شكل مقبول لدى السلطات الشيوعية. لكن بخلاف ذلك. وبشكل عام، فقد تم عزلهم عن عالم التقليد الأوروبي”.

وينقل مركز “الدراسات العربية الأوراسية” عن المؤرخ الروسي أندريه فورسوف. في دراسته “لماذا وكيف وُلد عالم 1991؟” قوله إن روسيا الاتحادية، ومن قبلها الاتحاد السوفيتي. وبالتحديد منذ النصف الثاني من الستينيات، ناضلا رغم اختلاف الأيديولوجية من أجل شيء واحد. وهو “قبولهم على قدم المساواة مع الغرب”.

يتناول مركز “كارنيجي” في دراسته “تأثير المفاهيم الخاطئة حول روسيا على سياسة الولايات المتحدة” النظرة الغربية التي تجد في علاقاتها مع روسيا عبئا: “بالنسبة لمعظم دول أوروبا. يعد الحفاظ على علاقة مدنية إلى حد ما مع روسيا عبئًا لا مفر منه وليس مصدرًا للفرص”.

الثقافة الاستراتيجية الروسية هي نتاج تاريخ البلاد الطويل من العلاقات العدائية مع القوى الأوروبية الكبرى الأخرى وجغرافيتها. التي تفتقر إلى حاجز فعال للتحقق من دوافعها التوسعية أو حمايتها من الخارج. التهديدات بالتالي تؤكد على قيمة العمق الاستراتيجي كمقياس لأمنها. وبتعبير الدراسة “تاريخ الدولة الروسية هو تاريخ توسع جغرافي مدفوع بمزيج من الاعتبارات: النمو الاقتصادي. والدفاع عن الوطن من زحف القوى الكبرى الأخرى، والحماية من التهديدات التي يتعرض لها النظام والدين وطموحات حكام البلاد”.

وتتابع “علاقة روسيا الضعيفة مع أوروبا ليست مفاجأة. شكّل توسع الاتحاد الأوروبي تحديًا أيديولوجيًا كبيرًا له. تأسس الاتحاد على مُثُل ديمقراطية وقيم أوروبية مشتركة -أفكار غريبة عن بلد لم تترسخ فيه هذه القيم في السياسة أو المجتمع. في الواقع. كانت علاقة روسيا ببقية أوروبا طوال معظم تاريخها علاقة اختلافات أيديولوجية ورفض كل منهما لقيم الآخر”.

هنري والاس نائب رئيس الولايات المتحدة خلال عهد فرانكلين روزفلت كان قد قال مرة إن “مصدر كل أخطائنا هو الخوف. تخشى روسيا من محاصرة الأنجلو ساكسونية.. وفي الخوف تتصرف الدول العظيمة كوحوش محاصرة وتفكر فقط في البقاء”.

“الجانب المظلم” المركزي

على جانب آخر، يرى الأكاديمي الروسي أندريه تسيجانكوف، أستاذ الروسية في أقسام العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا. أنه بينما يجب عدم تجاهل “الجانب المظلم” للنظام السياسي الروسي بفساده. واستخدامه الانتقائي للقانون، وقلة التسامح تجاه المعارضة. فإن الصحافة الأمريكية تجاهلت جميع الجوانب الأخرى لروسيا من خلال جعل “الجانب المظلم” مركزيًا في تغطيتها، وتقديم التجربة السوفيتية باعتبارها “التجربة الوحيدة المهمة لفهم المسار التاريخي لروسيا”.

ويوضح “من خلال استغلال المقارنات التاريخية المضللة، قدمت تفسيرات أحادية الجانب للعمليات المعقدة. وتجاهلت مجالات التطور السياسي التي لا تتناسب مع السرد. وعلى وجه الخصوص في ملاحظة المناطق السياسية غير الخاضعة لسيطرة الحكومة. ومصادر الدعم لبوتين غير المرتبطة بدعاية الكرملين (..) وإنما المرتبطة بفكرة الدولة المركزية التي يدعمها قطاع كبير من الروس من منظور: الدولة القوية ‘جيدة’ أو ‘سيئة’ أفضل من ديمقراطية غربية”.

يثير نادي “فالداي”، وهو مجمع ثقافي في موسكو. نقاشًا آخر بعيون روسية تنظر إلى أن جزءا من المشكلة متعلق بحقيقة أن الغرب نفسه غير متجانس للغاية ويتكون من العديد من الثقافات “نعم. هناك رواية مشتركة تروج لها المنظمات الأمنية (الناتو) وتلك التي تروج للتكامل الاقتصادي والسياسي (الاتحاد الأوروبي) والدول القومية الفردية. لكن تحت هذا السطح توجد درجة كبيرة من التنوع، والتي لا يمكن اختزالها في قاسم مشترك”.

ويقدم أمثلته “بولندا المحافظة بموقفها المتحفظ تجاه المهاجرين والتدين الشديد وحظر الإجهاض تتعايش مع ألمانيا متعددة الثقافات. التي لديها حدود أوسع بكثير للتسامح. داخل إيطاليا هناك ثقافتان فرعيتان على الأقل للشمال والجنوب. وهم يختلفون جذريًا في خصوصيات تنظيم المجتمع وأخلاقيات العمل والتفضيلات الانتخابية. تتميز الولايات المتحدة أيضًا بمستوى تنوعها الكبير (..) لكن الاختلافات الداخلية هائلة أحيانا كالخلافات غير الرسمية بين الشمال والجنوب التي تم الحفاظ عليها منذ الحرب الأهلية. وسنجد أيضًا وجهات نظر استقطابية حول موضوع الأقليات الجنسية فتلك الموجودة في ولاية كاليفورنيا المتسامحة مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في مناطق ‘حزام القطن’“.

ويواصل “بالإعلان عن أن الغرب قوة تروج لوجهات نظر واسعة للحياة. يمكننا أن نجد سوء تفاهم بين شرائح كبيرة من السكان في الدول الغربية ممن لديهم آراء معاكسة تمامًا. ويتطلب أي تعميم هنا حسابًا وتفصيلًا دقيقًا”.

عقدة الأوروبيين

في مقاله على “مدى مصر” يضع الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد يدا على تلك الجزئية المتعلقة بـ”العقدة” الأوروبية تجاه روسيا. مدللا على موقف حضره بنفسه. خلال مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2002، وأبدا فيه الحضور عدم اكتراث، “بل عدم احترام”، واضح لوجود وزير دفاع روسيا على المنصة. ليس فقط مقارنة بالمتحدثين الألمان والأمريكيين، ولكن أيضًا مقارنة بالمتحدثين البريطانيين والفرنسيين.

ويقول حماد: “لا أدري حتى الآن ما إذا كان ذلك سلوكًا مقصودًا. أم تصرفًا لا واعيًا. إلا أنه في الحالتين تعبير عن عقدة الأوروبيين من روسيا. فهم لا يحبونها. بسبب ثقلها الاستراتيجي المخيم فوق القارة، والذي لا يمكن تجاهله أو الاطمئنان إليه. وهم لا يحترمونها بسبب ما يرونه من تخلفها حضاريًا. وتراثها الاستبدادي الشمولي المتأصل، فضلًا عن اختلافها عرقيًا ومذهبيًا عن الآريين الأوروبيين”.

ويظن رئيس تحرير الأهرام الأسبق أن الأوروبيين يدركون أن روسيا أهم وأخطر من أن يتجاهلوها أو يقاطعوها أو يعزلوها. وهي حالة “يمكن أن تشبه زواج العقل في أحسن ظروف العلاقات بين الجانبين، وزواج الإكراه في أسوأ ظروف تلك العلاقات”. وهو ما يسري على شعور الروس نحو أوروبا أيضا. ويعتبر أن معظم شعوب أوروبا الشرقية والبلقان لديها عقدة كراهية وخوف من روسيا تزيد أضعافًا مضاعفة عن هذه العقدة لدى شعوب أوروبا الغربية. وهذه هي البيئة الخصبة لتوسع حلف الأطلنطي شرقًا.

يقول مركز “تشاتام هاوس” إن الدافع إلى تطبيع العلاقات بين الغرب وروسيا دون معالجة الأسباب الأساسية للخلاف يجعل الأمور أسوأ وليس أفضل. سواء من الناحية الاستراتيجية أو فيما يتعلق بقضايا محددة “الأهداف الروسية والافتراضات الأساسية حول العلاقات بين الدول. لا تتوافق مع ما تجده الدول والمجتمعات الغربية مقبولا. الاعتراف بأن القيم والمصالح الغربية والروسية غير قابلة للتوفيق. والتكيف مع هذا الواقع في إدارة العلاقة على المدى الطويل، هو المفتاح لإدارة هذه الصراعات والتناقضات”.