يبدو أن الأمور تزيد تعقيدًا لمنتخب مصر الأول ومدربه البرتغالي كارلوس كيروش، قبل أيام قليلة من المباراتين المصيريتين لتحقيق حلم التأهل لكأس العالم. الذي سيقام بقطر نهاية العام الحالي، أمام منتخب السنغال بطل كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بالكاميرون. الذي تغلب بالنهائي على الفراعنة بركلات الترجيح، حيث ظهرت عدة أمور تعكر صفو المنتخب قبل هذا التحدي الصعب والحاسم.

بلا شك تسبب تراجع مستوى نجوم المنتخب مع أنديتهم المحلية وأغلب المحترفين مع أنديتهم الخارجية، بالإضافة لعدم إنتاج مسابقة الدوري المحلي أية عناصر جديدة أو مبشرة. مع اهتزاز مستوى القطبين الأهلي والزمالك ونتائجهم السلبية ببطولة دوري أبطال أفريقيا. مع تدني مستوى معظم اللاعبين، ما يضع كيروش في حيرة من أمره والمنتخب ككل في موقف صعب ومعقد للغاية.

 

كل هذه العوائق والأزمات الفنية والبدنية والنفسية تزيد الضغوط على المدرب البرتغالي، في ظل مهمته المعقدة لاستعادة مستواهم وتركيزهم قبل الموقعتين الحاسمتين. الأمر الذي يضاعف من صعوبة مهمته للدخول في اللقاءان بأفضل مستوى فني وبدني ونفسي لكل النجوم الأساسية. التي وصل معهم لنهائي الكان أوائل شهر فبراير/شباط الماضي ونال الوصافة والميدالية الفضية.

تدني مستوى القطبين!

لا يمر الأهلي والزمالك بأفضل فتراتهما ليس على المستوى الفني فقط وإنما على صعيد النتائج أيضًا خاصة في دوري أبطال أفريقيا. فالفارس الأبيض ودع رسميًا المسابقة القارية بعد الهزيمة مرتين تواليًا من الوداد المغربي في دور المجموعات. إذ لم يجمع سوى نقطتين من 4 مباريات (تعادلين وهزيمتين).

ولم يحتفظ من نجوم الأبيض الدوليين بمستواهم سوى أحمد سيد زيزو. الذي أفلت من الهجوم العنيف من جانب جماهير الزمالك ضد غالبية اللاعبين وفي مقدمتهم الحارس محمد أبوجبل.

 

 

ولا يختلف حال الأهلي ولكن في أجواء أهدأ، إذ خسر من صن داونز مرتين تواليًا فحقق 4 نقاط من 4 مباريات (خسارتين وفوز وتعادل). وربما تكون لديه فرصة كبيرة في الصعود ثانيًا من مجموعته عكس الزمالك الذي ودع بالفعل. حيث سيلاقي قطبي السودان الهلال والمريخ بالقاهرة ويكفيه الفوز عليهما ليصعد رسميًا لربع النهائي.

لكن تراجع مستوى أغلب نجومه الدوليين مثل الشناوي ومحمد عبد المنعم وأيمن أشرف وأفشة ومحمد شريف. يعد علامة استفهام كبيرة وأزمة مقلقة لكيروش والمنتخب قبيل مباراتي السنغال.

الإرهاق بدنيًا وذهنيًا

يعاني الأهلي والزمالك وبيراميدز الذين يشكل لاعبيهم غالبية قوام المنتخب من اللاعبين المحليين، من حالة إجهاد نتيجة ضغط المباريات. نظرًا لارتباط الأحمر والأبيض بالمشاركة في دوري أبطال أفريقيا، بجانب مشاركة الأزرق في بطولة الكونفدرالية.

ومع المشاركات المستمرة في المباريات الدولية مع المنتخب تعرض اللاعبون المحليون لضغط مكثف وذلك في غضون 5 أشهر (منذ بداية الموسم). فإلى جانب تمثيل الأندية محليا وقاريا شاركوا مع المنتخب في ختام دور المجموعات بتصفيات المونديال. ثم في كأس العرب التي بلغوا فيها الدور نصف النهائي، وأخيرًا كأس الأمم الأفريقية التي وصلوا فيها للنهائي.

 

ما يعني أن نجوم المنتخب الدوليين من الأندية المحلية بخلاف المحترفين بالخارج، استهلكوا تمامًا بدنيًا على مستوى الإرهاق والإعياء الشديد. وذهنيًا على مستوى الفكر والاستجابة والتعامل المثالي مع الأحداث والضغوط والمواقف داخل الملعب وخارجه. وهو ما يمثل أكبر أزمة لكيروش وجهاز المنتخب في تحضيرهم بالشكل الأمثل لهذين اللقاءين الحاسمين.

لعنة الإصابات تهدد المنتخب

يشعر كيروش في ظل هذه الظروف إضافة للإصابات بقلق شديد. حيث تعرض ثلاثي الأهلي أيمن أشرف ومحمد هاني وحمدي فتحي لإصابات تقلل من جاهزيتهم البدنية قبل مواجهة السنغال. وإن عاد بعضهم للمشاركة في أجزاء من المباريات مع النادي.

كما تعرض نجم ليفربول محمد صلاح نجم ليفربول لإصابة خرج بسببها من مباراة الريدز ضد برايتون. بعد تسجيل هدف من ركلة جزاء أسهم به في فوز كتيبة كلوب 2-0 بالدوري الإنجليزي أمس السبت. لكن لا تبدو إصابة صلاح خطيرة.

ويأمل كيروش ألا تتزايد قائمة الإصابات قبل الموقعة المقبلة في القاهرة يوم 25 مارس/ آذار الجاري. حيث يريد أن يدخل اللقاء الاول تحديدًا كامل العدد وبكامل الجاهزية الفنية والبدنية والذهنية لكل لاعبيه ونجوم الفراعنة. ليحقق فوز أول ثمين ومريح يجعل له الأفضلية بالمواجهة الثانية بالإياب في داكار أمام أسود التيرانجا ليحجز بطاقة التأهل الرابعة في تاريخ مصر لكؤوس العالم. وهذه المرة في دولة قطر نهاية العام الجاري 2022.