تناثرت مؤخرا أنباء حول احتمالية مغادرة النجم المصري محمد صلاح ناديه ليفربول الإنجليزي. وسط تأكيد وجود عراقيل أمام مفاوضات التجديد بين الطرفين للعقد الذي ينتهي بانقضاء الموسم الكروي القادم 2022-23.

وحسب تقارير بريطانية فإن قائد منتخب مصر لا يزال ينتظر تقديرًا ماليًا يناسب جهوده ومكانته الكبيرة في عالم كرة القدم الأوروبية. رغم اعترافه في أكثر من مناسبة بتطلعه للاستمرار رفقة النادي الأحمر الشهير.

ويحتل صلاح المركز 15 في ترتيب اللاعبين الأعلى راتبًا سنويًا في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز. وبالنظر سريعا إلى 14 لاعبًا تفوق أجورهم ما يحصل عليه صلاح في ليفربول سنجد أسماء لا تقدم العروض المأمولة منها بالاستمرارية المطلوبة. على غرار الفرنسي بول بوجبا والإسباني ديفيد دي خيا “مانشستر يونايتد”. بالإضافة إلى الإنجليزي جاك جريليش “مانشستر سيتي” والألماني تيمو فيرنر “تشيلسي”.

ليفربول لا يغير سياسته المالية من أجل صلاح

يعتقد محللون أن صلاح يستحق الحصول على الراتب الأعلى في كرة القدم الإنجليزية. وذلك بالنظر لما يقدمه من مستويات لافتة رفقة ليفربول الذي تظهر إدارته تحفظًا كبيرًا في مجاراة سقف الرواتب بأندية أخرى منافسة. على شاكلة مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي.

ويمثل “صلاح” العنصر الأهم في تشكيلة ليفربول في السنوات الخمس الأخيرة. وبالطبع لا يظهر قادة الريدز فرحين بتعثر مفاوضات التجديد للفرعون المصري. ومع ذلك يمكن القول إن الإدارة تتخذ من قيمة ناديها وما تمنحه من أجواء إيجابية تساعد على النجاح عاملاً تغري به اللاعبين للموافقة على التجديد نظير رواتب قد يحصلون أضعافها خارج النادي.

أساطير رحلوا ثم تحولوا لأشباح!

يملك ليفربول تاريخًا طويلاً من اللاعبين الذين تغاضوا عن عروض الاستمرار مع النادي وقرروا الرحيل. ثم يعانون تدني مردودهم في أندية أخرى. وهو المصير الذي لا بد أن يخشاه صلاح ويتعلم منه جيدًا قبل اتخاذ قراره النهائي بالرحيل. ولذلك نستعرض في النقاط الآتية مصير 3 من النجوم الذين عانوا كثيرًا بعد مغادرة ليفربول. مع تسليط الضوء على تجربتين بعيدًا عن الريدز لاقتا نفس المصير وعلى صلاح أن يعيرهما اهتمامًا كذلك.

أوين من أسطورة حمراء لشبح في ريال مدريد

أوين
أوين

قدّم النجم الإنجليزي الشهير مايكل أوين أفضل مستوياته بقميص ليفربول الذي تُوج معه بجائزة الكرة الذهبية. بوصفه أفضل لاعب في العالم عام 2001. قبل أن يقرر الرحيل إلى ريال مدريد الإسباني عام 2004.

واكتفى أوين بقضاء موسم واحد (2004-05) مع ريال مدريد. لم يقدم خلاله المستويات المأمولة منه. ليعود إلى إنجلترا من بوابة نيوكاسل يونايتد في خطوة مثّلت بداية النهاية لآخر لاعب إنجليزي تُوج بجائزة الكرة الذهبية.

واعتزل أوين لعب كرة القدم عام 2013 بعد تجربتين في مانشستر يونايتد وستوك سيتي. وحسب خبراء فإن قرار الرحيل عن ليفربول هو ما تسبب في ذلك التحول الجذري في المسيرة المهنية لأوين.

توريس.. تجربة مظلمة في تشيلسي

تعتقد شريحة كبيرة من جماهير ليفربول أن الإسباني فرناندو توريس كان ولا يزال أفضل مهاجم ارتدى قميص الفريق منذ بداية الألفية الجديدة. وكثيرًا ما يذكر مشجعون للحُمر أن ما قدّمه توريس خلال فترته في ليفربول سيظل يمثل المرجع الحقيقي لتحفيز أي مهاجم جديد للنادي على النجاح.

شبح توريس- رحيل صلاح
شبح توريس- رحيل صلاح

وسجّل توريس 81 هدفًا وقدّم 20 تمريرة حاسمة خلال 142 مباراة خاضها مع ليفربول. وقد فعل ذلك بكثير من الحيوية والأداء غير التقليدي قبل أن يقرر الرحيل فجأة.

ففي شتاء 2011 غادر توريس ليفربول إلى تشيلسي. حيث تحول المهاجم السابق لمنتخب إسبانيا إلى لاعب غير قادر على المشاركة بصورة منتظمة. ليقرر الرحيل إلى ميلان الإيطالي ومنه عاود أدراجه صوب ناديه الأسبق أتلتيكو مدريد الإسباني. قبل أن يعتزل لعب كرة القدم في نادي ساغان توسو الياباني عام 2019.

كوتينيو.. كابوس في برشلونة

كان البرازيلي فيليب كوتينيو النجم الأبرز في تشكيلة ليفربول قبل أن يرحل عن النادي شتاء 2018 من أجل خوض تجربة مهنية رفقة العملاق الإسباني برشلونة.

وحذر مراقبون كوتينيو من إمكانية تكرار ما حدث لأوين وتوريس بعد مغادرة ليفربول. لكنه أكمل طريقه وأتم انتقالاً صاخبًا إلى برشلونة تحول لاحقًا إلى كابوس حقيقي للاعب والنادي الكتالوني على حد سواء.

كوتينيو -رحيل صلاح
كوتينيو -رحيل صلاح

لم يقدم كوتينيو ما يُذكر خلال تجربته في برشلونة. والتي تخللتها إعارتان. الأولى إلى بايرن ميونيخ الألماني والثانية بدأت هذا العام في أستون فيلا تاسع الدوري الإنجليزي.

ميسي ورونالدو.. الخروج من دائرة الضوء

يُصنف مؤرخون كلا من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو ضمن أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ. ومع ذلك ينادي البعض بضرورة قصر ذلك الوصف على نسخة ميسي في برشلونة ونسخة رونالدو في ريال مدريد.

فقد أثر كلا اللاعبين (ميسي ورونالدو) حقًا في تاريخ برشلونة وريال مدريد. ومع خروجهما تأثر الناديان سلبًا بصورة ملحوظة. لكن المؤكد أن حجم تأثّر ميسي ورونالدو كان أكبر.

انطفاء ميسي ورونالدو
انطفاء ميسي ورونالدو

صحيح أن رونالدو حقق نجاحات في يوفنتوس الإيطالي بعد رحيله عن ريال مدريد. والأمر نفسه يفعله ميسي مع باريس سان جيرمان الفرنسي بعد مغادرته برشلونة. لكن الأكيد أن كليهما لم يعد إلى ما كان عليه. وفي ذلك مثالان آخران يمكن لصلاح أن ينظر إليهما قبل أن يتخذ قراره النهائي إما البقاء في ليفربول وإما الرحيل وانتظار مصير مجهول.