في 25 يناير الماضي، وافق مجلس النواب بشكل نهائي على ضم “صندوق السياحة” إلى ما بات يُعرف بـ”صندوق السياحة والآثار”. وسيتم إصدار القانون الخاص بإنشائه خلال الفترة المقبلة. وفقًا للمعلومات المتاحة، فإن الصندوق الجديد، سيدمج صندوقين آخرين إلى جانب صندوق السياحة وهما صندوق تمويل مشروعات الآثار والمتاحف وصندوق تمويل مشروع إنقاذ آثار النوبة”؛ لكن ما يجذب الاهتمام هنا هو السؤال :”ما هو صندوق السياحة؟ ومتى أنشئ؟ وما هي مصادر تمويله؟”.

وهنا سنرجع نحو 35 عامًا وتحديدًا إلى عام 1987، حين أنشأ وزير السياحة آنذاك فؤاد سلطان (1986 – 1993) صندوقًا للسياحة يكون حسابه المالي بالبنك المركزي وفقًا لقراره رقم 181، وكان أبرز مصدر إيراد له هي نسبة 25% من الإتاوة المفروضة على كازينوهات القمار والمقدرة بـ50% من إيرادات الكازينوهات.

وكان جرى فرض إتاوة بنسبة 50% على ألعاب القمار في عام 1973، وفقًا لنص المادة الثالثة من القانون رقم 1. وقبل هذا التاريخ بنحو 32 عامًا، وتحديدًا في عام 1941 أصدر ملك مصر حينها فاروق الأول (1936 – 1952) قانونًا بمنع ألعاب القمار أو إعطاء الرخص للفنادق أو الكازينوهات بذلك، وفقًا لنص المادة 19 من القانون رقم 38.

إتاوة القمار في مصر

لكن وبعد إزاحة فاروق من الحكم، على إثر ثورة يوليو 1952، وأثناء ترأس جمال عبد الناصر لرئاسة الوزراء ومجلس قيادة الثورة، أجازت الحكومة إنشاء أندية للقمار في المؤسسات السياحية، على أن يقتصر دخولها على الأجانب، بحسب نص المادة الخامسة من القانون رقم 18 لسنة 1955.

كما نصّت المادة أيضًا على مسؤولية وزير الداخلية على إلغاء رخصة أندية القمار في حال مخالفة الاشتراطات. ذلك إضافة لفرض رسم سنوي يتناسب مع إيرادات أندية القمار بما لايتجاوز نصف هذه الإيرادات. بحيث يُخصص هذا الرسم إلى الوجوه التي يرتئيها وزير الشؤون القروية والبلدية.

وعرفت محكمة النقض، القمار، بأنه الألعاب ذات الخطر على مصالح الجمهور، والتي لا يجوز مزاولتها في المحال العامة. ويكون الربح موكولًا فيها للحظ أكثر منه للمهارة، وفقًا للطعن رقم 15520 لسنة 65 القضائية الصادر في عام 2004.

فاكت بوكس: ألعاب القمار

البكاراه – السكة الحديد “الشيمان دى فير” – اللانسكينة – الواحد والثلاثين – الثلاثين – الأربعين – الفرعون – البوكر العادي – البوكر الأمريكاني المكشوف –  الهاريكيري – الزوكوف – الأسانسير – البيبكا – البوكر بالظهر “بوكر دايس” – الروليت – لعبة الكرة “بول” – ماكينة البلياردو الأمريكانية – ماكينة الخيول الصغيرة – الكونكان بأنواعه العادي والضرب والفيدو والريفيدو والدوبل توت والبولة والجاشيت والبى بى سى والكونكاول الأمريكاني المعروف باسم الدومينو الأمريكاني بالورق – الرامي-  الجين رامي – السيف – السبعة ونصف – البريما – البرغوثة “شيش بيش” – الكانستا – الكانسونيا – البيناكل – الكولون – الكبة – الترستا – البرسكولا – سكوبا – البستيا – الايكارتية – الماوس – البزيك – البصرة – البشكة – الكومي – الشايب – الهارت – الطمبولا – البنجو.

قرار وزارة الداخلية رقم 37 لسنة 1957

وظل صندوق السياحة يتحصل على نسبة 25% من إيرادات كازينوهات القمار، على أن تذهب النسبة المتبقية 25% إلى الموازنة العامة للدولة حتى عام 2005، حين أصدر وزير السياحة الأسبق أحمد المغربي (2004 – 2005) قراره رقم 51، بأن تئول إتاوة كازينوهات القمار إلى حساب صندوق السياحة بالبنك الأهلي، على أن توردها الكازينوهات بنفسها.

ويُوضح ناجي عريان، رئيس مجلس إدارة شركة بيانكي للاستثمار السياحي، بأن المقصود بنسبة الـ50% من إتاوة إيرادات القمار، بأنها الإيرادات التي يُحصلها الفندق أو الصالة بعد سداد مكاسب اللاعبين، وخصم مصروفات التشغيل والمصروفات العامة والإدارية.

وحاليًا تنقسم نسبة إتاوة إيرادات القمار إلى نصفين، 25% تؤول إلى صندوق إيرادات السياحة، و25% تؤول للموازنة العامة للدولة.

وبحسب تقرير نشرته جريدة المال في عام 2020، كانت إيرادات صندوق السياحة قبل أزمة فيروس كورونا تصل إلى نحو 120 مليون دولار. لكنها تراجعت في ذلك العام إلى أقل من 20 مليون دولار؛ فيما بلغ العجز المالي بالصندوق إلى ما يتجاوز 790 مليون جنيه.

أما نسبة إيرادات الدولة من إتاوة إيرادات القمار، فخلال السنوات الأربع الماضية، من 2017 إلى 2021، بلغت نحو 827.6 مليون جنيه، وذلك مقارنة بالسنوات الأربع السابقة من 2013 إلى 2016 على ذلك التاريخ التي وصلت قيمة إيرادات الإتاوة إلى 210.7 مليون جنيه، وفقًا لمراجعات أجريناها على البيان المالي التحليلي للموازنة العامة.

إيرادات الدولة من صالات القمار
إيرادات الدولة من صالات القمار

فاكت بوكس: سنوات المقارنة

= 2020/ 2021   250 مليون

= 2019/ 2020   250 مليون

= 2018/ 2019   202.6 مليون جنيه

= 2017/ 2018  125 مليون جنيه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

= 2016/ 2017  21.1 مليون

= 2015/ 2016  71 مليون

= 2014/ 2015   38 مليون جنيه

= 2013/ 2014    80.6 مليون جنيه

ويقول عريان لمصر 360، إن التراجع في إيرادات صالات القمار خلال سنوات 2014/ 2015، و2015/ 2016، و2016/ 2017 يرجع إلى انخفاض أعداد السياح القادمين إلى مصر. ذلك بسبب حادثة الطائرة الروسية “أغسطس 2015” وما تلاها من إجراءات.

ويُضيف، أنه مع التحسن التدريجي لأعداد السياح القادمين إلى مصر، ارتفعت الإيرادات العامة لصالات القمار. ما نتج عنه زيادة في الإيرادات المحصلّة من جانب الموازنة العامة للدولة.

ويُشير عريان إلى أنه قبل حادثة الطائرة الروسية كانت إيرادات صالات القمار تزداد عامًا بعد آخر. وأوضح أن الأمر كله مرتبط بحجم أعداد السياحة.

ويُتابع، أنه خلال الفترة الماضية زادت عدد صالات القمار. إذ يُصرح القانون لأي فندق فئة 5 نجوم بافتتاح صالة قمار. لافتًا إلى أنه لم يتم فرض أي ضرائب أو رسوم جديدة على صالات القمار.

ويصل عدد كازينوهات القمار في مصر إلى نحو 30 كازينو، معظمهم في القاهرة وشرم الشيخ وطابا، وفقًا للموقع الإلكتروني world casino.

ويُوضح الموقع الإلكتروني لـworld casino، أن أغلب هذه الكازينوهات تتم إدارتها من جانب الشركات العالمية المتخصصة في القمار. وأبرزها شركة Caesars Entertainment Corporation، وشركة Genting Group، وشركة London Clubs International. وأنه في نهاية عام 2017، تم إعادة تشغيل كازينو قمار “شيراتون القاهرة” ويقصد فندق ريتز كارلتون المطل على النيل.

وكانت نظمت مصر، عام 2008، بمدينة شرم الشيخ، أول بطولة لألعاب القمار. وقد شارك فيها نحو 50 لاعب قمار من جميع أنحاء العالم، وفاز فيها مواطن سويدي يدعى فريدرك أولسن وحصل على نحو 7 آلاف يورو.

إلى ذلك، يقول باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن هناك اشتراطات للعب القمار، حددها القانون. حيث لا يُسمح به إلا للأجانب فقط. كما يتم التصريح بذلك من خلال التأكد من جواز سفرهم أو أي وثائق أخرى. ذلك إضافة لأن التعامل بها يكون بالعملات الأجنبية فقط.

وبحسب المادة الثالثة من القانون رقم 1 لسنة 1973، يُعاقب من يُخالف تلك الاشتراطات، بالحبس مدة لاتتجاوز 6 أشهر، وغرامة نحو 500 جنيه، أو يتم الحكم بإحدى هاتين العقوبتين. ذلك إضافة لغلق المنشأة. حيث يجوز لوزير السياحة في هذه الحالة غلق المنشأة إداريًا بصفة مؤقتة إلى أن يصدر الحكم.

ويُضيف حلقة لمصر 360، أنه من المُرجح زيادة الإيرادات المتحققة من صالات القمار في ضوء تحسن الإجراءات الاحترازية، وزيادة أعداد السياح القادمين إلى مصر. ويختم حديثه، بأن هناك بعض الفنادق التي تسعى لجذب هذا النوع من السياحة والذي يُعرف بـ”سياحة القمار”.