بلا شك مباراة مصر والسنغال يوم الجمعة المقبل هي أم المعارك. فهي تفصل منتخبنا عن تحقيق حلم اللحاق بمسابقة كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه. وهي المواجهة الأصعب أمام بطل كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بالكاميرون. وقد حصدها على حساب الفراعنة ركلات الترجيح بنتيجة (4-2). بعدما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بدون أهداف. وهي من هذه الوجهة مباراة ثأرية بامتياز، يحتاج منتخبنا لنتيجتها واللقاء الثاني الذي سيعقبها في 29 من الشهر الجاري لحسم الصعود إلى مونديال قطر 2022، المقرر في ديسمبر المقبل.
ليست مواجهة ثأرية فقط.. مباراة مصر والسنغال
تمثل خسارة كأس الأمم الأفريقية على يد السنغال، دافعًا قويًا أمام لاعبي منتخب مصر، لتحقيق الفوز على أسود التيرانجا، واقتناص تذكرة التأهل للمونديال من أنياب رفاق ساديو ماني ثأرًا لخسارة أفريقيا. وقد ظهرت هذه النغمة في تصريحات لاعبي المنتخب المصري، بعد نهائي الكان، وعلى رأسهم محمد صلاح في جلسته مع لاعبي المنتخب بحضور وزير الرياضة أشرف صبحي عقب الخسارة.
قال صلاح إن هناك جولة أخرى بعد شهر. في إشارة إلى مواجهتي حسم تذكرة المونديال. كما تحدث محمد النني لاعب وسط أرسنال الإنجليزي في تصريحات تليفزيونية حول أهمية الثأر من السنغال والعبور للمونديال على حساب أسود التيرانجا. وكان يرى في الفوز تعويضًا لما حدث في الكاميرون بالبطولة الأفريقية.
ورغم أن هذا الجيل قد عانى كثيرًا من اتهامات وانتقادات بغياب الروح القتالية. لكن هذه النغمة تغيرت بعد بطولة كأس الأمم الأفريقية وأصبح الحماس مسيطرًا على لاعبي الفراعنة مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش.
مصر والسنغال.. معركة الحسابات المختلفة
لا خلاف أن مثل هذه المواجهات لا يحسمها الحماس فقط. لأنه قد يأتي بنتيجة عكسية بزيادة الضغوط النفسية على لاعبي الفراعنة. ويخوض المنتخب المصري لقاء الذهاب باستاد القاهرة، في حضور يصل إلى 60 ألف مشجع. وهو ما يجعل صعوبة المهمة مضاعفة. خصوصًا وأن الفراعنة مطالبون بتحقيق نتيجة إيجابية قبل الذهاب إلى داكار.
ويحتاج منتخب مصر لمزيد من الهدوء والاتزان خلال مواجهتي السنغال وتحديدًا مواجهة الذهاب، للحفاظ على نظافة شباكه والإبقاء على حظوظه في التسجيل وتعزيز فرصته في الصعود إلى مونديال قطر.
لكن الوجه الآخر لمعادلة الثأر يجعل المدرب الفرنسي باتريس بوميل المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار، يتوقع عبر تصريحات تليفزيونية تأهل السنغال على حساب مصر. يقول: “الثقة التي حصل عليها لاعبو السنغال بعد التتويج بالكان، إلى جانب الضغوط الأكبر على لاعبي منتخب مصر، كلها أمور تجعل كفة أسود التيرانجا أرجح”.
فما بين سكة الثأر والانتقام الكروي للفراعنة في هذه المعركة بعد خسارة اللقب الأفريقي أول الشهر الماضي، وبين طريق التعقل والاتزان ودراسة الخصم جيدًا والاستفادة من دروس نهائي الكان والتحضير الجيد واستنفار كافة الجهود لتحقيق الحلم بالفوز ومن ثم العبور لكأس العالم، تبقى كلمة الفصل في هذه المعركة الكروية المثيرة معلقة لحين نهاية صافرة الحكم وإعلان النتيجة النهائية لهذا السباق الثمين للغاية.