يبدو أن منتخب إيطاليا صاحب 4 ألقاب في كؤوس العالم الماضية ومحتل المرتبة الثانية في أكثر منتخبات العالم تتويجًا بالمونديال عبر العصور بالتساوي مع ألمانيا، وعقب البرازيل الأولى صاحبة الـ5 ألقاب يعاني حظا عاثرا مع الكأس العالمية بالسنوات الماضية.

فبعد الغياب المدوي عن مونديال 2018 الماضي في روسيا وخيبة الأمل الكبيرة آنذاك. عاش الإيطاليون كابوسًا جديدًا على يد مقدونيا الشمالية. تمثل في الخروج من الملحق المؤهل لمونديال قطر 2022 لتكون المرة الثانية تواليًا في عدم التأهل للمحفل العالمي.

ولا تزال خيبة الأمل وصدمة إقصاء إيطاليا من الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم قطر 2022 على يد منتخب مقدونيا الشمالية تسيطر على الجمهور الإيطالي وعشاق اللعبة حول العالم. الذين لن يتمكَنوا من متابعة الآزوري في المونديال للمرة الثانية على التوالي.

فكانت ليلة الخميس الماضية والموافقة 24 مارس 2022 حزينة وكئيبة على الإيطاليين. الذين استقبل منتخبهم هدفًا متأخرًا وصادمًا عند الدقيقة الثانية بعد التسعين من قدم ألكسندر تراجكوفسكي بعد تسديدة بعيدة خادعة. فيما استقرت في الشباك على يمين الحارس جانلويجي دوناروما. لتضرب مقدونيا الشمالية موعدًا ناريًا مع البرتغال في نهائي الملحق وتخرج بطلة أوروبا من المونديال بضربة قاصمة.

"كابوس

إيطاليا ولعنة مستمرة في كأس العالم!

منذ فوزها بكأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا على حساب فرنسا لم تتجاوز إيطاليا مرحلة المجموعات. إذ ودَّعت مونديالي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014 من الدور الأول. فيما فشلت في بلوغ بطولتي روسيا 2018 وقطر 2022.

ورغم الإقصاء الصادم الذي جاء بعد أشهر قليلة من تتويج إيطاليا بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2020). فإن جابرييلي جرافينا رئيس اتحاد اللعبة في البلاد يريد بقاء روبيرتو مانشيني مدرب المنتخب على رأس عمله.

وقال جرافينا نصًا عن ذلك: “أتمنى أن يستمر مانشيني معنا خلال الفترة المقبلة. فهو ملتزم في هذا المشروع. وأتمنى أن يتجاوز تأثير الإقصاء. وأن يستمر معنا في هذه المهمة”.

وأضاف: “مثلما تقبلنا الإشادة في الصيف الماضي. فإنه يتعين علينا تقبل الانتقادات هذه المرة. وعلينا ألا نفقد الحماس. ولا بأس من الانتقادات. لكننا لا نريد المخاطرة بالتسبب في المزيد من الخسائر”.

ويعتبر المنتخب البرازيلي هو الوحيد في العالم الذي شارك في جميع النسخ السابقة من كأس العالم وبلغ مونديال قطر أيضًا. في وقت تعد فيه إيطاليا الفائزة بكأس العالم 4 مرات من قبل ليست الفريق الكبير الوحيد الذي تغيب شمسه عن العرس العالمي.

منتخبات كبيرة فشلت في التأهل لكأس العالم

كان منتخب إيطاليا واحدًا من 6 منتخبات كبيرة فشلت في بلوغ المونديال في ظروف معينة. نستعرض أبرزها في النقاط الآتية:

إنجلترا 1974 و1994

توج منتخب “الأسود الثلاثة” بكأس العالم للمرة الأولى والأخيرة عندما نظموا البطولة عام 1966. وشاركوا في المونديال الذي يليه في المكسيك. وكانت إنجلترا شابة وقادرة على الوصول لأي مسابقة قارية أو عالمية. لكنها احتاجت إلى الفوز على بولندا في المباراة الأخيرة من تصفيات مونديال ألمانيا 1974.

 

مخترعو اللعبة
مخترعو اللعبة

وبالفعل تقدمت إنجلترا بهدف مبكر في المباراة التي أقيمت في أكتوبر 1973. لكنها استقبلت هدف التعادل بطريقة مفاجئة. وقدمت واحدة من أقوى مبارياتها ومارست ضغطًا مرعبًا على الضيوف. لكنه لم يثمر إلا عن هدف وحيد. وسط تألق كبير من الحارس البولندي يان توماسوفسكي الذي منح في النهاية بطاقة المونديال لبلاده.

وتكرر هذا السيناريو مع الإنجليز في مونديال أمريكا 1994، والذي جاء بعد عامين فقط من إقصائهم من يورو 1992 من مرحلة المجموعات. فقد شارك الإنجليز في 15 نسخة سابقة من كأس العالم. بينما ستكون السادسة عشرة في قطر.

هولندا 1986 و2002

لم تشارك هولندا في مونديال كأس العالم 1986 الذي أقيم في المكسيك. رغم امتلاكها أسماء مرعبة أمثال رود خوليت وماركو فان باستن وفرانك ريكارد. لكن هذه الأسماء استعادت بريق الكرة الهولندية بالتتويج بكأس الأمم الأوروبية عام 1988.

وفي مناسبة أخرى ضم منتخب “الطواحين” أكثر من لاعب عالمي. مثل إدجار ديفيدز وكلارنس سيدورف ومارك أوفرمارس ورود فان نيستلروي. ولم تنجح هذه الأسماء أيضًا في حجز تذكرة السفر لكوريا الجنوبية واليابان للمشاركة في كأس العالم 2002. بعدما حلت ثالثة في التصفيات خلف كل من البرتغال وإيرلندا.

منتخب هولندا
منتخب هولندا

وتُعرف هولندا بأنها بطل العالم “غير المتوجة”. كونها وصلت إلى المباراة النهائية 3 مرات. خسرتها جميعاً أمام ألمانيا (1974) والأرجنتين (1978) وإسبانيا (2010). بينما ستظهر هولندا في مونديال قطر للمرة الحادية عشرة في تاريخها، بعد غيابها عن النسخة الأخيرة التي احتضنتها روسيا 2018.

الاتحاد السوفييتي 1978

كان الإنجاز الوحيد للسوفييت في سبعينيات القرن الماضي هو وصافة كأس الأمم الأوروبية في عام 1972، بعد خسارتهم النهائي أمام ألمانيا الغربية في بروكسل. وما دون ذلك عاش منتخبها فترة قاتمة.

اُستبعد منتخب الاتحاد السوفييتي من مونديال ألمانيا 1974 لرفضه اللعب ضد تشيلي في أعقاب الانقلاب الذي حدث هناك عام 1973. وفي وقت انتظر فيه العالم عودة الاتحاد السوفييتي في مونديال هولندا 1978 كان للمجريين رأي آخر. حين خطفوا صدارة المجموعة التاسعة في التصفيات ومعها بطاقة التأهل لكأس العالم.

البرتغال 1998

كان العالم ينتظر متابعة كوكبة من ألمع النجوم البرتغاليين في مونديال فرنسا. كون المنتخب الملقب بـ”برازيل أوروبا” يضم جيلاً ذهبيًا رائعًا. حيث ضمت البرتغال في ذلك الوقت الذي لعبت فيه التصفيات في المجموعة التاسعة. أسماء ثقيلة بحجم لويس فيجو وروي كوستا وجواو بينتو.

وبعد 10 مباريات فازت خلالها البرتغال بخمس وتعادلت في 4 وتلقت خسارة وحيدة. وجد رفاق فيجو أنفسهم في المركز الثالث خلف ألمانيا المتصدرة وأوكرانيا الوصيفة التي تأهلت للملحق. فيما اكتفى المنتخب الأيبيري بمتابعة المونديال عبر شاشات التليفزيون.

فرنسا 1994

نقطة وحيدة فقط كانت كفيلة بحرمان منتخب فرنسا من التأهل لكأس العالم 1994. وهي النسخة التي سبقت تنظيمهم للمونديال. حيث كان منتخب الديوك مدججًا بأسماء من العيار الثقيل. مثل جان بيير بابان وإيريك كانتونا ودافيد جينولا وديديه ديشامب. لكنها عجزت عن الطيران بفرنسا للولايات المتحدة.

منتخب فرنسا
منتخب فرنسا

فقد حلّ الزرق في التصفيات بالمركز الثالث عن المجموعة السادسة برصيد 13 نقطة. وذلك خلف السويد المتصدرة بنقطتين وبلغاريا الوصيفة بنقطة واللتين تأهلتا إلى المونديال.

أمريكا 2018

فرض منتخب الولايات المتحدة الأمريكي نفسه كضيف دائم للمونديال منذ نسخة إيطاليا عام 1990، بينما أُجبر على الغياب عن كأس العالم في روسيا 2018. حيث فشل الأمريكيون في احتلال أي مركز من الأربعة الأولى في تصفيات منطقة الكونكاكاف التي تتنافس في مرحلتها النهائية 6 منتخبات فقط.

وأنهى المنتخب الأمريكي التصفيات في المركز الخامس. وقد خلف كل من المكسيك وكوستاريكا وبنما التي سافرت إلى روسيا، وهندوراس الرابعة ثم أمريكا وأخيرًا ترينيداد وتوباجو.