انطلقت الشركات العسكرية الأمريكية نحو مكاسب خرافية ببورصة نازداك وسط توقعات بطلبات غير مسبوقة على شراء السلاح. بينما تعاني الشركات الصناعية في العالم ارتفاع أسعار الطاقة.
فمنذ حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية في فبراير الماضي. نمت أسهم شركة لوكهيد مارتن بنسبة 35٪. وشركة نورث روب جرومان 27٪ ورايثيون تكنولوجيز 14.5٪. وكلها تنشط في الصناعات العسكرية وبعضها مورد لأنظمة استهداف الدبابات في أوكرانيا حاليا.
حقق المستثمرون الأمريكيون الذين يحملون أسهم في تلك الشركات مكاسب بقيمة 48.6 مليار دولار في 32 سهمًا رئيسيًا للدفاع والفضاء. وفقًا لتحليل المستثمر للأعمال اليومية للبيانات من ستاندرد آند بورز جلوبال.
مزيد من ارتفاعات بيع السلاح
ويتوقع المحللون مزيدا من الارتفاع خلال عام في أكثر من ثلاثة أرباع الأسهم في “إيه تي إف”. وهي صناديق الطيران والفضاء والدفاع أو الشركات التي تصنع وتوزع الطائرات وقطع غيارها. ومنتجي المكونات والمعدات الخاصة بالدفاع بما فيها المقاتلات ومعدات الرادار والأسلحة. وتصل التوقعات إلى 20٪ في المتوسط. وارتفعت 32 سهمًا مرتبطة بالمجال العسكري والدفاع في الولايات المتحدة في المتوسط بنحو 11٪ منذ الحرب الروسية. وأكثر من 2.9٪ هذا العام حتى الآن. رغم أن مؤشر ستاندرد آند بورز نفسه الذي يضم تلك الأسهم هبط بنسبة 10٪ خلال العام ذاته.
جاك أبلين -المحلل الاستراتيجي في كريستي كابيتال المؤسسة الاستشارية- يقول إنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي يمثل أسوأ أزمة أمنية في أوروبا. ارتفعت العديد من صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بأسهم الدفاع.
التنافس حاليا بين ثلاثة صناديق أولها “آي شيرز يو إس إيه” للفضاء والدفاع. وهو ضعف حجم أكبر منافس له. والذي يحمل اسم صندوق “إس بي دي آر” للفضاء والصناعات الدفاعية، والثالث هو “إنفيسكو للفضاء والصناعات الدفاعية”. التي تبلغ أصولها 780 مليون دولار.
الحرب تمثل شريان حياة لصناديق الدفاع
الحرب تمثل شريان حياة لتلك الصناديق. ففي العام الماضي كانت مؤسسة “فيكتوري شيرز” تواجه شبح الإغلاق. وسط تخلف أسهم شركات الدفاع إلى حد كبير عن مؤشر ستاندرد آند بورز على مدى السنوات الخمس الماضية.
ودائما ما يتم تصنيف الصناعات العسكرية بأنها المحرك الرئيسي للاقتصاد الأمريكي في فترات الركود للحفاظ على قوة الدولار. أو ما يسمى بالحروب العشرية التي تدخل فيها أمريكا بشكل مباشر أو غير مباشر كل عقد تقريبا.
الخبراء الاقتصاديون يرون أن الحروب تأتي عادة بعد حالة ركود وأزمة اقتصادية تعانيها الولايات المتحدة. مثل الوضع الحالي. فجولدمان ساكس يتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بمعدل 2.9% هذا العام. وليس 3.1% كما كان متوقعًا سابقًا. ما يرفع خطر الركود لما بين 20% و35%.
مؤسسة مثل “أي شيرز” ارتفعت بنسبة 43٪ فقط خلال السنوات الخمس الماضية. بينما كانت مكاسب ستاندرد آند بورز 500 نحو 78.6٪ وهو ما تغير بعد الحرب.
ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 يعتبر مرآة الاقتصاد الأمريكي. فهو أفضل مقياس منفرد للأسهم الكبيرة. ويضم 500 شركة رائدة ويحقق تغطية بنسبة 80٪ تقريبًا من القيمة السوقية المتاحة.
شركة ماكسسار تكنولوجيز التي توفر صورًا فضائية لمراقبة الأحداث العسكرية في أوروبا ارتفعت بأكثر من 44٪ منذ اندلاع الحرب. وأضاف هذا المكسب وحده 784 مليون دولار في القيمة السوقية للمستثمرين.
المحللون يعتقدون أن هذا السهم لا يزال يتمتع بارتفاع مستقبلي بأكثر من 15٪ حتى الوصول إلى 40.75 خلال 12 شهرا. بالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن تحقق الشركة 54 سنتًا للسهم (أو أكثر من 41 مليون دولار من الأرباح) عام 2022. وذلك بعد سنوات عديدة من خسارة الأموال.
ارتفعت شركة نورثروب جرومان بالفعل بنحو 4٪ عن السعر المستهدف السابق للمحللين لمدة 12 شهرًا على السهم. بينما قفزت بنسبة 17٪ منذ اندلاع الحرب. بما يضخ ما يقرب من 10 مليارات دولار في محافظ المستثمرين.
حاملات الطائرات
نورث روب جرومان هي ثالث أكبر مورد للمعدات الدفاعية للجيش الأمريكي وأكبر منفذ للقطع البحرية. وسبق لها إنتاج كل حاملات الطائرات الأمريكية وعددا من الغواصات والقاذفة بي ستريت 2.
القصة ذاتها تتكرر مع لوكهيد مارتن، الشهيرة في صناعة المقاتلات، التي ارتفعت بنسبة 26٪ هذا العام فقط. و1٪ منذ الحرب تجاوزت الأسهم السعر المستهدف للمحللين بنحو 0.8٪.
ولوكهيد مارتن هي أكبر شركة للصناعات العسكرية في العالم من حيث الدخل. وهي المنتجة للمقاولات “إف” بإصداراتها. وعليها طلبيات غير مسبوقة حاليا على مقاتلة “إف 35” آخرها من كندا.
صواريخ جافلين وستينجر الأمريكية من أساسيات المقاومة الأوكرانية. جريجوري هايز -الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة رايثون- يقول إن صواريخ جافلين وستينجر التابعة للشركة من المكونات الرئيسية في المقاومة الأوكرانية أمام القوات الروسية.
“رايثون” من أكبر شركات صناعة أنظمة الصواريخ الموجهة عالميا. ومن أشهر إنتاجها منظومة باتريوت التي سجلت انتشارا كبيرا عالميا منذ استخدامها في حرب العراق والكويت.
لكن على الجانب الآخر تزايدت الأعباء على الشركات العسكرية على تأمين بياناتها. فـ”رايثون” على سبيل المثال تتلقى مليوني محاولة اختراق أسبوعيا. وتنفق سنويًا مليار دولار على تكنولوجيا المعلومات معظمها لحماية بياناتها وشبكاتها.