فشل منتخب مصر الأول لكرة القدم في التأهل لكأس العالم 2022 بقطر نهاية العام الجاري. بعد خسارة المواجهتين الحاسمتين أمام السنغال بطل أفريقيا وأقوى المرشحين بركلات الترجيح مثلما الوضع في نهائي كأس الأمم الأخيرة. وذلك بعدما تعادل المنتخبين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بهدف لكل فريق. ليكون إخفاق جديد للكرة المصرية وإحباط وحسرة بعد خسارة اللقب الأفريقي والتأهل لكأس العالم في أقل من شهرين فقط.
وبعد تلك المباراة والخسارة للمرة الثانية تواليًا بركلات الحظ الترجيحية وفقدان كل شيء بالنهاية. وعدم التأهل للمونديال بعد وصولنا للبطولة السابقة عام 2018 في روسيا. أعلن المدرب البرتغالي كارلوس كيروش عن رحيله من المنتخب برسالة وداع عاطفية شكر فيها الجميع وعبر عن خيبة أمله وسوء حظه مع الفراعنة. بخسارة كل شيء في آخر لحظة بعد ماراثون كبير وقتال حتى اللحظة الأخيرة.
ولكن عاب قطاع كبير من الجماهير على المدرب البرتغالي عدم مجازفته الهجومية. وحملوه هذا الفشل بالإضافة لنجم مصر الأول محمد صلاح الذي ظهر بعيدًا عن مستواه باللقاء كما أضاع ركلة الجزاء الأولى والمهمة بطريقة غريبة. تسببت في النهاية مع باقي الركلات المهدرة من أحمد سيد زيزو المتخصص ومصطفى محمد في عدم تأهلنا لكأس العالم بقطر.
ولذلك نستعرض سويًا في النقاط الآتية، الأسباب الحقيقية وراء فشل مصر في التأهل للمونديال. وعدم نجاحنا في قهر السنغال والوصول لنهائيات كأس العالم بقطر شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
صلاح وكيروش.. سبب رئيسي
هل تصدقون أن صلاح هداف البريميرليج ومرعب مدافعي الدوري الأفضل في العالم، لعب 120 دقيقة وأضاع ضربة جزاء دون أن يذكر اسمه إلا نادرًا. حيث شهدت المباراة غياب كامل لنجم ليفربول وقائد المنتخب المصري. فمنذ انطلاقها ظهر صلاح بعيد عن التركيز نهائيًا حيث فشل في نقل المنتخب المصري من خط الدفاع إلى الهجوم. واستسلم نهائيًا إلى دفاعات منتخب السنغال والوحش كوليبالي الذي أحكم السيطرة عليه طوال أحداث اللقاء.
وهو ما جعل كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب المصري يعدل مركزه داخل الملعب مجددًا بعد إشراك مصطفى محمد كبديل. وعودة محمد صلاح للعب في مركز الجناح الأيمن، ليفشل أيضًا مجددًا في وضع أي بصمة داخل الملعب. خاصة على مستوى الاحتفاظ بالكرة ومساعدة زملائه في الملعب على إنجاح الهجمة المرتدة السريعة خلف دفاعات السنغال.
وما جعل الأمور صعبة إهدار صلاح لأول ركلة جزاء بعد إهدار كوليبالي الركلة الأولى. وبدل من الهدوء التام والتسديد براحة كبيرة، ظهر محمد صلاح متوترًا للغاية وهو ما جعله يطلق تسديدة صاروخية خارج المرمى نهائيًا. أثرت بالسلب على معنويات باقي لاعبي الفراعنة.
فيما يعاب على كيروش سوء اختياراته في التشكيل الأساسي للفراعنة، وعدم مجازفته هجوميًا بالشكل المطلوب. بالإضافة إلى عدم الاعتماد على نجوم مميزة بالخط الأمامي رغم تميزه دفاعيًا بكل تأكيد. مثل أحمد زيزو بشكل مبكر وأفشة والمستبعد محمد شريف وأيضًا أحمد رفعت وكلها نجوم لديها حلول فردية ومهارية رائعة. كادت تضيف قوة أكبر لمصر في الهجوم، ولكنه فضل الاعتماد كليًا على نجمه الأول صلاح الذي لم يكسبه رهانه هذه المرة.
فقدان التركيز آفة الكرة المصرية
يرى محللون أن لاعبي الفراعنة افتقدوا التركيز والثبات الانفعالي والهدوء في بداية الشوط الأول ما نتج عنه استقبال هدف كان في المتناول تفاديه. مما عقد حساباتنا بعد ذلك كثيرًا، ثم في تنفيذ ضربات الترجيح. بعد أن أضاع القائد صلاح الضربة الأولى.
حيث أعادت إلى أذهان اللاعبين ذكريات المباراة الأفريقية الفاصلة، بمشاهدها وعقدة حارس السنغال وتشيلسي ميندي الذي يعد الأفضل في العالم. وأهدر حتى زيزو الذي لم يضيع من قبل ومصطفى محمد ضربات جزاء كانت في المتناول وكافية لصعود الفراعنة للمونديال. بعد الصدات البطولية للحارس محمد الشناوي.
الجمهور السنغالي وتصرفاته والحكم المهتز
غير بعيد عن المحللين والمتابعين لأداء المنتخب المصري، ما فعله الجمهور السنغالي لمحاولة إخراج المصريين عن التركيز حتى قبل المباراة المصيرية. من إلقاء الزجاجات على الحراس أثناء الإحماء وخلال المباراة والتي أصابت إحدى الزجاجات الحارس الشناوي. إضافة إلى الليزر والعوامل الأخرى والهتافات المعادية والعنصرية ضد منتخب مصر ونجمه صلاح.
وتقدم الاتحاد المصري لكرة القدم، بشكوى رسمية ضد نظيره السنغالي لدى مراقب المباراة ومسؤول الأمن والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف). والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وجاء نص البيان الذي نشره الاتحاد المصري لكرة القدم: “تعرض المنتخب المصري للعنصرية بعد ظهور لافتات مسيئة في مدرجات ملعب المباراة للاعبين وتحديدا محمد صلاح قائد الفريق”.
وفق البيان، فقد “قامت الجماهير بإرهاب اللاعبين من خلال إلقاء الزجاجات والحجارة عليهم أثناء عملية الإحماء. فضلا عن تعرض حافلات البعثة المصرية للاعتداء مما تسبب في تهشم زجاجها وتعرض البعض لإصابات وجروح. وهو ما تم توثيقه بصور وفيديوهات تم ارفاقها مع الشكوى”.
كما أن الحكم الجزائري مصطفى غربال كان سيئًا إلى حد بعيد، وتسببت قراراته غير العادلة لاسيما في الإنذارات المستحقة للخصم واحتمالية بطاقة حمراء. بعد تدخل عنيف على عمر جابر لمدافع السنغال، في فقدان الفراعنة لأفضلية مهمة باللعب زائد لاعب باقي أوقات المباراة. ولكنه تأثر كثيرًا بالجماهير والأجواء المشحونة بالمدرجات وظلم مصر.
وفي النهاية أيًا كانت الأسباب، غاب الفراعنة وغاب صلاح عن المونديال، غياب لا يريح الجماهير المصرية في ليلتها الحزينة بالأمس. لكن العزاء في المنتخبات العربية الأخرى “تونس والمغرب”، وفي إعادة الحسابات في أروقة كتيبة صلاح لإصلاح ما أفسدته السنغال. والتعامل بشكل جيد مع الفترة القادمة واختيار جيد للمدرب الجديد وتجديد الدعم الكامل للفراعنة بعد غضب الجماهير الكبير.