عاشت جماهير مصر أول أمس ليلة عصيبة بعد خسارة المنتخب أمام السنغال بركلات الترجيح 3-1. بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بفوز السنغال 1-0. حيث كانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز الفراعنة بنفس النتيجة، ما يعني غيابهم عن نسخة كأس العالم المقبلة في قطر 2022.
واعتادت الجماهير على المرور بأحداث مريرة مع كل تصفيات مؤهلة لكأس العالم بالنسبة لمنتخب بلادها في كرة القدم. ولكن لا تتعلق كل المرارة بما يحدث داخل أرضية الميدان فقط ولا سوء الحظ الملازم دائمًا للفريق القومي. أو الأمور الفنية وأخطاء المدرب واللاعبين. لكن تمتد لأمور أخرى من أجواء عامة مصاحبة للمباراة نفسها خاصة عندما تلعب أحد المباريات الفاصلة خارج الأراضي المصرية.
الخسارة والخروج لم يكونا الشغل الشاغل الوحيد لدى الجماهير المصرية. وإنما العديد من الأحداث التي رافقت تلك المباراة. مثل تهجّم المشجعين السنغاليين على حافلة المنتخب المصري قبل المباراة. وقيامهم برمي زجاجات المياه عليهم أثناء قيامهم بالإحماء. وتوجيه هتافات عنصرية ضد النجم محمد صلاح. وأيضًا توجيه أشعة الليزر الخضراء على وجوههم طوال فترات اللقاء وقد كان هذا الأمر واضحًا للعيان.
هذه الأحداث دفعت اتحاد كرة القدم المصري إلى رفع شكاوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). للاعتراض على تلك الأحداث. الأمر الذي دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان من الممكن فعلاً إعادة تلك المباراة.
الحالات التي تستدعي إعادة المباراة
بشكل عام فإن قوانين كرة القدم تشهد تعديلات وتحسينات بشكل مستمر. فهناك قوانين ثابتة تستدعي إعادة المباريات في حال حدوثها. بينما هناك قوانين أخرى تستدعي الدراسة قبل البت فيها. إليكم بعضًا من الأسباب التي تستدعي إعادة المباراة:
* تعاد المباراة في حال ارتكاب خطأ فني من قبل الحكام. مثل ارتكاب الحكم أو الحكم المساعد خطأً تقديريًا. ويعترف بإقدامه على هذا الخطأ ومسببات ودوافع ذلك.
* تعاد المباراة في حال حدوث عوامل خارجة عن إرادة الفريقين. مثل سوء الأحوال الجوية أو انقطاع الكهرباء أو حدوث انهيارات في المدرجات أو العوامل الأخرى.
* تعاد المباراة في حال وجود خلل في تطبيق قوانين اللعبة الأساسية. مثل اكتشاف أن الملعب غير قانوني. وكذلك في حال اكتشاف عيب خطير في الكرات يجعل اللعبة غير ممكنة. أو في حال اكتشاف أن المرمى لم يكن على خط مستقيم.
* تعاد المباراة في حال اكتشاف الحكم أن المباراة بدأت بعدد مختلف من اللاعبين عما تنص عليه القوانين. وفي حال ارتكاب الحكم خطأ يؤدي لعدم اكتمال المباراة. مثل أن ينهي اللقاء والدقيقة 75 دون إدراك منه. بالإضافة إلى إنهاء اللقاء في الأدوار الإقصائية رغم الحاجة للعب وقت إضافي لحسم المتأهل.
هل يمكن أن تعاد مباراة مصر والسنغال؟
أما بالنسبة لإمكانية إعادة مباراة مصر والسنغال نظرًا لما شهدته من أحداث اعتبر البعض أنها أرهبت لاعبي المنتخب المصري. فقد قال جمال علام رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم إن العقوبات ستقتصر على بعض الغرامات المالية دون التطرق للإعادة.
وأضاف “علام” في تصريحات تليفزيونية: “سنعرض ما وجدناه في السنغال على الاتحاد الدولي لكرة القدم. ولن ننتظر الخطابات المتبادلة. وأعرف أن السنغال ستنال عقوبة مالية أو يتم نقل مباريات لها خارج ملعبها. لقد استقبلنا الجمهور السنغالي بحماس شديد وصل إلى حد التجاوزات والإساءات”.
وأكد عبدالمنعم شطة -عضو اللجنة الفنية السابق بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم- أن “الكاف” لن يتطرق لإعادة مباراة مصر والسنغال. وإنما سيكتفي بتوقيع عقوبات على أسود التيرانجا. مثل نقل بعض المباريات خارج أرضهم أو توقيع عقوبات مالية. وهو ذات الأمر الذي أكده أيضًا محمد بيومي خبير اللوائح والقوانين الدولية.
حالات شهيرة أعيدت من خلالها مباريات كرة قدم
(أوزباكستان- البحرين): في عام 2005 خلال مباراة ذهاب الملحق الآسيوي للتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم في ألمانيا 2006. بين أوزباكستان والبحرين. قرر حكم الاتحاد الدولي إعادة تلك المباراة رغم نهايتها بفوز المنتخب الأوزبكي بهدف للا شيء.
أما سبب إعادة المباراة فهو أخطاء الحكم في تطبيق القوانين. عندما احتسب ركلة جزاء لصالح أوزبكستان وتم تنفيذ ضربة الجزاء وأُحرز منها هدف. ولكن الحكم ألغى الهدف لدخول بعض لاعبي أوزبكستان منطقة الجزاء قبل تسديد الضربة. واحتسب ضربة حرة غير مباشرة على أوزبكستان لصالح البحرين واستُكملت المباراة كاملة.
إعادة مباراة السنغال ممكنة
وبالرجوع إلى المادة 14 الخاصة بضربة الجزاء من القانون الدولي للعبة. وجد أنه في حالة دخول لاعبي أوزبكستان كما حدث قبل لعب الكرة، فإن القانون ينص على ما يلي:
إذا سُجل الهدف تعاد الركلة. وإذا لم يُسجل الهدف تبدأ المباراة بعد ذلك بضربة حرة غير مباشرة لصالح فريق البحرين. وإذا ارتدت الكرة من حارس المرمى ولمسها أحد لاعبي الفريق المهاجم وسُجّل هدف يُلغى الهدف لدخول اللاعبين داخل المنطقة قبل لعب الضربة. ومما سبق نجد أن الحكم أخطأ في تطبيق القانون. وبالتالي تقرر إعادة المباراة لأنها أصبحت غير قانونية.
(مصر- زيمبابوي): في عام 1993 واجه المنتخب المصري نظيره منتخب زيمبابوي في مباراة حاسمة للتأهل للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 1994. وأقيمت المباراة في استاد القاهرة ونجح منتخب الفراعنة في التقدم 2-1. ولكن تم إلغاء المباراة بسبب واقعة “الطوبة” الشهيرة التي أصابت مدرب زيمبابوي.
وتقرر إعادة المباراة على ملعب محايد بمدينة ليون الفرنسية. وانتهت بالتعادل السلبي لتقضي على آمال الفراعنة في الوصول للمونديال. بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود بالفوز في استاد القاهرة.
(السنغال- جنوب إفريقيا): في عام 2018 قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إعادة مباراة جنوب إفريقيا والسنغال. التي أقيمت ضمن منافسات الجولة الثانية على ملعب “بيتر موكابا” في جنوب إفريقيا وانتهت بخسارة السنغال 2-1. وذلك بسبب الأخطاء التحكيمية الفادحة للحكم الغاني جوزيف لامبتي. وأبرزها احتساب ركلة جزاء وهمية لصالح البافانا بافانا جاء منها الهدف الأول. وتم إعادة اللقاء بالفعل وفازت السنغال 2-0 وتأهلت لكأس العالم.