لا يزال قرار استمرار كارلوس كيروش مديرا فنيا لمنتخب مصر معلقا. إذ يبدو أن الكرة المصرية على موعد مع قرار حاسم بشأن مصير منتخب الفراعنة خلال الفترة القادمة. خاصة بعد نهاية المرحلة الصعبة بخسارة كأس الأمم الأفريقية 2021 بركلات الترجيح. ثم فشل الصعود لكأس العالم بقطر 2022 بنفس الكيفية بركلات الحظ أمام نفس الخصم السنغال.
هذا القرار خاص بهوية المدير الفني الجديد للفراعنة. سواء بتجديد الثقة في البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش. الذي انتهى عقده تلقائيًا بعدم التأهل للمونديال. أو باختيار مدير فني جديد يقود المسيرة المقبلة. ووضع خطة كاملة حتى مونديال 2026 يتخللها بطولة الأمم القادمة 2023.
وأعلن كيروش رحيله عن قيادة الفراعنة عقب إخفاقه في التأهل لكأس العالم 2022 الذي سيقام في قطر نهاية العام الحالي. وارتفعت الأصوات بعد أنباء رحيله عن تدريب الفراعنة -والتي انحازت لمدربين بأعينهم أكثر من آخرين بشأن تولي قيادة منتخب مصر خلفًا للبرتغالي. فيما هناك أخبار تؤكد رغبة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام في تجديد الثقة له بعقد جديد بعد موافقة أغلب الأعضاء. وكذلك رغبة محمد صلاح -قائد المنتخب- في استمرار كيروش خلال الفترة القادمة. حيث يرى أنه الأفضل وطوّر كثيرًا من أداء الفريق خلال الشهور القليلة الماضية. ويتفق معه أغلب نجوم الفراعنة. أما حال عدم تجديد الثقة بكيروش فهناك اختيارات عديدة أمام اتحاد الكرة نستعرضها في التقرير التالي.
حسام حسن.. المرشح الدائم
مع كل إخفاق لمنتخب مصر يلمع اسم المدرب الوطني حسام حسن كأول الترشيحات الجماهيرية لقيادة الفراعنة. وكان من أبرز المرشحين بعد رحيل كل من هيكتور كوبر وحسام البدري.
وحقق النجم الكبير بتاريخ الفراعنة العديد من النجاحات خلال توليه تدريب عدد من الأندية في الدوري المصري على مستوى النتائج والشكل والتطور الفني. لكنه لم يفز بأي لقب. كما يتمتع العميد بشخصية قوية تمكنه من السيطرة على اللاعبين لتنفيذ طلباته الفنية. بالإضافة إلى نجوميته الكبيرة في عالم كرة القدم.
وسيفرض “حسام” على اللاعبين احترامه والخضوع لطلباته. عكس ما كان يحدث في فترة المدرب الوطني حسام البدري من تمرد بعض اللاعبين عليه. بالإضافة إلى خبرته الكبيرة في منتخب مصر. حيث بدأ مسيرته معه كلاعب في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وحتى بطولة كأس أمم أفريقيا 2006. التي تُوجت بها مصر ورفع حسام حسن حينها كأس البطولة.
خبرة صاحب الـ55 عامًا مع الفراعنة تؤهله لإدارة منتخب مصر بشكل جيد في المعتركات الصعبة. لا سيما وأنه مر بالعديد منها على مدار مسيرته كلاعب. ولكن يعيبه فقط حماسه الزائد الذي ينقلب لعصبية مفرطة قد تؤدي لمشكلات كبيرة خارج الخط. وله في ذلك سوابق قديمة مع توأمه إبراهيم تخيف الجميع من هذا الترشيح وإن كان قد هدأ كثيرًا خلال السنوات الأخيرة.
هيكتور كوبر.. صاحب إنجاز مونديال روسيا
أصبح اسم هيكتور كوبر يتردد على لسان البعض بعد خروج منتخب الكونغو الديمقراطية -الذي يتولى كوبر تدريبه- من تصفيات كأس العالم 2022 الثلاثاء الماضي أمام المغرب بالخسارة 1-4 في لقاء الإياب.
وتقدم الأرجنتيني كوبر باستقالته إلى الاتحاد الكونغولي لكرة القدم عقب الهزيمة من المغرب في تصفيات المونديال. ولم يُصدر قرار بقبول أو رفض الاستقالة حتى الآن.
وبالنظر إلى ولاية الأرجنتيني مع منتخب مصر. فإنه على دراية كبيرة بالفراعنة والكرة المصرية بشكل عام. وقادر على إنقاذ الموقف والجيل الحالي. ناهيًا بنجاحه في التأهل رفقة المنتخب المصري لكأس العالم روسيا 2018. ووصافته لكأس الأمم بالجابون عام 2017. فيما يعيبه أسلوب لعبه الدفاعي. وهو ما ضجرت منه الجماهير المصرية التي تحبذ الأداء الجمالي والهجومي أكثر.
حسن شحاتة.. معلم البطولات الأفريقية
دخل حسن شحاتة المدير الفنى السابق للمنتخب الوطني دائرة المرشحين لقيادة منتخب مصر. خلفًا للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش حال رحيله. حيث يمتلك المعلم الخبرة الكافية والإنجازات التي تجعله يتولى قيادة الفراعنة.
وحقق المعلم إنجازات تاريخية مع الكرة المصرية لم يسبقه إليها أحد في مصر أو قارة أفريقيا. بعدما توج بالثلاثية التاريخية لأمم أفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010.
وقاد المعلم منتخب مصر في 86 مباراة. حقق الفوز في 52 وتعادل في 16 وخسر 18. سجل المنتخب تحت قيادته 170 هدفًا. واستقبلت شباكه 80 هدفًا.
كما حقق المعلم مع المنتخب ألقابا أهمها التتويج بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010. وكذلك دورة الألعاب العربية عام 2007. ودورة حوض وادى النيل عام 2011. وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لمونديال 2010. لكن خسر اللقاء الفاصل الشهير أمام الجزائر في السودان. فيما يبقى العائق الوحيد أمام شحاتة هو وضعه الصحي الحرج بالفترة الأخيرة ومبر سنه.
إيهاب جلال.. صاحب الفلسفة الهجومية
برز اسم المدرب المصري إيهاب جلال كثيرًا مؤخرا لتدريب المنتخب بعد رحيل أي مدرب بسبب سوء النتائج. وهو الآن يتولى قيادة بيراميدز في الدوري المصري الممتاز. حيث كان المرشح الأبرز لخلافة خافيير أجيري قبل تعيين حسام البدري في سبتمبر 2019 بعد خروج منتخب مصر من بطولة أمم أفريقيا بالقاهرة من دور الـ16.
وأكد إيهاب جلال من قبل أن تدريب منتخب مصر هو الشرف والواجب الوطني الذي يبحث عنه كل مدير فني مصري. ويأمل أن يصل إليه في يوم من الأيام. ورغم فلسفته التدريبية في اللعب الهجومي وبناء الكرة من الخلف بداية من حارس المرمى. وهو الأسلوب الجمالي والممتع كرويًا ويحبذه المصريون. فإن به مخاطر كثيرة دفاعية ويتلقى هزائم بأهداف عديدة. الأمر الذي يجعل توليه المهمة مخاطرة كبيرة.
ورغم تألقه مع المقاصة واحتلاله وصافة الدوري خلف الأهلي وكذلك تحقيقه نتائج إيجابية مع إنبي والمصري البورسعيدي وإنقاذ الإسماعيلي من الهبوط بالموسم الماضي. وأخيرًا مع بيراميدز هذا الموسم المدجج بالنجوم. فإنه لم يحقق أي لقب قط طوال مسيرته وفشل مع الزمالك القطب الثاني للكرة المصرية عندما دربه. وهو أمر آخر يبعده عن المنصب الأول بمنتخب مصر خلال الفترة القادمة.