لولا البرغوث ليونيل ميسي والدون كريستيانو رونالدو لما صار لبطولة كأس العالم في قطر هذا العام أي طعم من أطعمة نجوم الدرجة الأولى.
ففي كل نسخة من بطولة كأس العالم للمنتخبات -ثاني أكبر حدث رياضي بعد دورة الألعاب الأوليمبية على كوكب الأرض- يفتقر الحدث العالمي إلى نجوم عملاقة لا تسطع في سمائه لأسباب مختلفة. سواء بفشل منتخبات بلادها في التأهل أو للإصابة أو الإيقاف. وهنا تفقد البطولة جزءا كبيرا من قوتها وقيمتها ومتابعتها. خاصة حين يكون الغائبون من العيار الثقيل.
وهذه المرة يشعر كثير من عشاق كرة القدم في العالم العربي بحسرة كبيرة ومرارة. بسبب تأكد غياب محمد صلاح ورياض محرز قائدي منتخبي مصر والجزائر ونجمي ليفربول ومانشستر سيتي الإنجليزيين عن بطولة كأس العالم 2022. والتي تقام للمرة الأولى بالمنطقة العربية وتحديدًا في دولة قطر. التي تستضيف النسخة الثانية والعشرين من الحدث العالمي في الفترة بين 21 نوفمبر 2022 و18 ديسمبر المقبل.
وقد يجد المتابعون عزاءهم في المونديال بمشاركة النجمين الأسطوريين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو للمرة الخامسة على التوالي. لكن بعيدًا عن النجوم العربية هناك لاعبون كبار لن يسطعوا في كأس العالم. بسبب عدم تأهل منتخباتهم للحدث العالمي.
صلاح ومحرز أبرز الغائبين
صلاح الذي فرَّط هو ومنتخب مصر في بطاقة التأهل بعد الخسارة أمام السنغال (بطل أمم إفريقيا) بركلات الترجيح. في مباراة عانى فيها الفراعنة مضايقات الجماهير السنغالية.
وكان هداف البريميرليج الأول قريبًا للغاية من المشاركة في كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. بعد ظهوره مع منتخب مصر في مونديال روسيا. الذي سجل فيه هدفين في شباك روسيا والسعودية.
صحيفة “ذا صن” البريطانية سلطت الضوء على معاناة صلاح خلال مباراة السنغال. مؤكدة أنه واجه ظروفًا صعبة وأجواء عدائية أثرت بشكل واضح على مستواه.
ولا يبدو حال محرز أفضل كثيرًا من صلاح. لكن إقصاءه والجزائر من كأس العالم 2022 كان صادمًا. خاصة بعد تفوق محاربي الصحراء على الكاميرون ذهابًا. وفي الإياب عوضت الكاميرون هدف الذهاب وامتدت المباراة لشوطين إضافيين. نجح فيهما إسلام سليماني من تعديل الكفتين في الدقيقة 119. ما يعني صعود “محاربي الصحراء” إلى المونديال. لكن هدفًا مباغتًا في آخر الدقيقة الثالثة بعد الـ120 ضرب آمال الجزائريين في مقتل وغيب محرز ورفاقه عن المونديال.
إبرا وهالاند ونجوم أخرى خارج المونديال
لن يكون صلاح ومحرز الوحيدَين الغائبين عن العرس العالمي بالدوحة. بل أفرزت المباريات الأخيرة في التصفيات المونديالية عددًا آخر من نجوم كرة القدم الذين لن يسافروا إلى قطر.
حيث يتواصل غياب السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش عن كأس العالم منذ آخر نسخة شارك فيها عام 2006. وقد فقد صاحب الـ40 عامًا آخر فرصة ربما للظهور في المونديال. فيما عبّر عن تخوفه من فكرة الاعتزال. وخسر مع السويد نهائي الملحق الأوروبي أمام بولندا بهدفين نظيفين.
وربما سيكون الغياب الأبرز للهداف النرويجي الشاب إيرلنج هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند. الذي ينتظر العالم رؤيته في فريق كبير على أحر من الجمر. في ظل التنافس الشديد من قبل الأندية الأوروبية للفوز بخدماته.
فحلت النرويج في المركز الثالث بالمجموعة الثامنة للتصفيات الأوروبية. خلف هولندا التي ترشحت مباشرة للمونديال وتركيا التي خاضت الملحق.
وسيلاقي دافيد ألابا -نجم ريال مدريد- المصير ذاته لأن النمسا لم تستغل فرصة مشاركتها في الملحق الأوروبي النهائي وهُزمت من ويلز بهدفين لواحد.
على جانب آخر خاميس رودريجيز -لاعب الريان القطري- ولويس دياز -مهاجم ليفربول- سيكتفيان بمتابعة المونديال عبر شاشات التليفزيون بعد فشل منتخب كولومبيا في بلوغ النهائيات. حيث احتلت المركز السادس في تصفيات أمريكا الجنوبية برصيد 23 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن بيرو. صاحبة المركز الخامس والتي ستلعب ملحقًا قاريًا.
الأمر ذاته ينطبق على أرتورو فيدال ومواطنه أليكسيس سانشيز -لاعبي إنتر ميلان- اللذين أنهيا التصفيات مع منتخب بلادهما تشيلي في المركز السابع برصيد 19 نقطة.
الغياب الكبير لإيطاليا ونجومها
بسبب الصدمة المدوية التي تلقاها منتخب إيطاليا من مقدونيا الشمالية ستغيب شمس بطل العالم 4 مرات عن المونديال للمرة الثانية على التوالي.
وبطبيعة الحال سيخسر المشجعون مشاهدة نجوم عالية الجودة بحجم جانلويجي دوناروما وليوناردو بونوتشي. بالإضافة إلى ماركو فيراتي وفيديريكو كييزا والمخضرم جورجيو كيليني.
نجوم أفارقة لن يظهروا في كأس العالم
بالعودة إلى إفريقيا سيتمتع النيجيري فيكتور أوسيمين -مهاجم نابولي- بإجازته الشتوية هذه المرة في المكان الذي يريده. لكن ذلك لن يكون حتمًا في قطر إلا من على المدرجات. حيث إن نيجيريا فقدت حظوظها في التأهل بسبب قاعدة الأهداف المسجلة خارج الديار. بعدما تعادلت على أرضها مع غانا إيابًا 1-1 بعد تعادلهما سلبًا ذهابًا.
الأمر نفسه سيعيشه نيكولاس بيبي -لاعب أرسنال- وويلفريد زاها -جناح كريستال بالاس- اللذان لم يَصلا من الأساس إلى الدور الحاسم من التصفيات الأفريقية مع منتخبيهما ساحل العاج.
إذ حل المنتخب الإيفواري في المركز الثاني خلف الكاميرون بالمجموعة الرابعة من المرحلة الثانية للتصفيات. وهو المركز نفسه الذي يوجد فيه منتخب الجابون خلف مصر عن المجموعة السادسة. ليُحرم العالم من متابعة بيير إيمريك أوباميانج مهاجم برشلونة المتألق في قطر.