أهدر النادي الأهلي فوزًا عريضًا، كان في المتناول، أمام ضيفه الرجاء البيضاوي المغربي، في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا. ذلك في اللقاء الذي أقيم مساء أمس السبت على ملعب السلام بالقاهرة، وخرج بنتيجة 2-1، مع إهدار الأحمر لركلة جزاء ومجموعة كبيرة من الفرص السهلة، وضياع لفرصة لعب الضيوف بعشرة لاعبين لأكثر من نصف ساعة كاملة، دون استفادة من مؤازرة جماهير الأهلي.
حامل اللقب وضع نفسه في مأزق كبير، وقد يجد نفسه خارج البطولة.
ويكفي الرجاء الفوز بهدف نظيف على أرضه مساء يوم الجمعة المقبل بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وسط حضور جماهيره الكثيف، لبلوغ قبل النهائي والإطاحة بنادي القرن الذي تهاون بشدة في لقاء الذهاب.
ويرجع ذلك لعدة أسباب أبرزها على الإطلاق مدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، ورعونة لاعبيه، بالإضافة إلى نقاط عديدة نستعرضها في الآتي:
موسيماني خارج الخدمة تمامًا
منذ أن تم تجديد عقد موسيماني مع الأهلي قبل شهرين من الآن بشكل رسمي، خرج المدرب عن الخدمة تمامًا من الجانب الفني والتكتيكي.
وقد ظهر الأحمر هشًا ضعيفًا. وحتى عندما يفوز يكون بشق الأنفس مثلما حدث أمام الهلال السوداني والاتحاد السكندري بالدوري. ثم الخسارة المؤلمة أمام المصري البورسعيدي بالجولة الأخيرة للمسابقة المحلية.
ويبدو أن المدرب الجنوب أفريقي قد دخل في فترة فراغ فنية واضحة، بعدما تأكد بقائه مدربًا للأهلي لعامين مقبلين واسترخى كثيرًا وخرج عن كامل تركيزه وأدائه الجيد قبل فترة التجديد. خاصة في بطولة العالم للأندية بالإمارات مطلع شهر فبراير الماضي. فباتت اختياراته غريبة ومعيبة، وتشكيله لأغلب المباريات خاطئ وتغيراته أكثر سوءًا وكلف الأهلي نقاط عديدة وظهور بمستوى وشكل كارثي في أغلب اللقاءات.
ويحتاج موسيماني لوقفة قوية من قبل لجنة الكرة بالأهلي ومجلس الإدارة، لكي يعود لرشده الفني مرة أخرى، وإلا ستكون العواقب وخيمة لا تحمد عقباها. خاصة في هذا الوقت الحرج من الموسم وقرب نهايته بأغلب البطولات المحلية أو القارية.
ولنا في نهاية الموسم الماضي من الدوري كامل العظة. حيث ارتكب موسيماني أخطاءً عديدة فادحة ومتكررة، كالتي يقوم بها الآن من ظلم لبعض اللاعبين وإشراك آخرين بعيدين عن مستواهم والتأليف في طريقة اللعب والتكتيك كل مباراة عن التي قبلها. ما أدى لخسارة الدوري النسخة الماضية لصالح الغريم الأزلي الزمالك آنذاك.
مجاملة تاو على حساب الأهلي
الأمر الأكثر وضوحًا هو مجاملته الصارخة لمواطنه بيرسي تاو، الذي يبدو وأنه نسى الكرة بالفعل، كما قال مدرب جنوب أفريقيا هوجو بروس عنه. وانتقد موسيماني في ذلك، ليشعر مدرب الأهلي بالحرج ويعقد العزم على إشراكه طوال المباريات كاملة حتى وهو بعيد عن مستواه ليعود للتهديف مجددًا ويخرس منتقديه في جنوب أفريقيا. لكن ذلك يأتي على حساب الأهلي وظلم بعض نجومه الآخرين الأفضل حالًا من تاو البعيد كل البعد عن مستوى ناشئ صغير بالأحمر.
ويبقى تاو بالملعب طوال المباريات الماضية بالـ90 دقيقة كاملة في مقابل إخراج الهداف محمد شريف وعدم مشاركة حسام حسن المهاجم الآخر بالمباريات أو منحه دقائق قليلة لعب في ظروف معاكسة للفريق، كذلك أفقد باقي الأجنحة الثقة في نفسها مثل طاهر محمد طاهر وميكيسوني وحتى حسين الشحات ووليد سليمان، لاعتماده الكلي على تاو وهو خارج الخدمة تمامًا، وبالتالي ينعكس على الأهلي ويتأثر ويخسر نقاط ويوضع في مواقف صعبة كمثل التي يواجهها الآن بدوري الأبطال.
فالجناح الجنوب أفريقي شارك في 18 لقاء مع الأهلي هذا الموسم أحرز 6 أهداف فقط، آخرهم في شباك المريخ السوداني بدوري الأبطال قبل شهر كامل من الآن، أي أنه لم يحرز أية أهداف منذ شهر كامل، وقبل هدف المريخ لم يسجل منذ شهر ديسمبر من العام الماضي، مع إصابات عديدة يتعرض لها ما يعني أنه غير مفيد على الإطلاق للفريق بالقياس للقيمة الضخمة التي دفعت لجلبه بناء على طلب موسيماني نفسه.
فبلغة الأرقام كما وضحنا هو لاعب بعيد كل البعد عن المستوى المأمول ولا يقدم أي إضافة على الأقل أخر شهر الذي لعب فيه كافة المباريات وبشكل كامل دون أي شيء إيجابي يذكر، مع عديد الفرص السهلة المهدرة منه بشكل غريب وبرعونة كبيرة، فهل يضر موسيماني الأهلي فعليًا بمجاملة مواطنه تاو على حساب الفريق؟ ولا تتدخل الإدارة لتنقذ الفريق من ذلك وتنصف باقي النجوم المظلومة على مقاعد البدلاء بسبب تلك الكارثة التي يفعلها موسيماني ومواطنه تاو!.
رعونة اللاعبين واستخفاف واضح
بخلاف تغييرات موسيماني الغريبة خاصة وهو يلعب زائد العدد منذ الدقيقة 59 وكان يستطيع قلب المباراة بتغييرات أفضل وتحقيق نتيجة كبيرة، ولكنه قام بعكس كل ذلك وكأنه يدرب الرجاء وليس الأهلي وأضر به كثيرًا، وربما يخرج الأحمر من البطولة في لقاء الإياب الصعب بالمغرب بسبب أخطائه الجسيمة بتلك المباراة بالأمس، لكن هناك عوامل أخرى بعيدًا عن المدرب وعدم توفيقه الكامل في إدارة لقاء الذهاب.
أبرز تلك العوامل هو العصبية الزائدة لنجوم الأهلي وظهرت في أكثر من مناسبة ولعل أبرزها لقطة تعنيف محمد الشناوي للمدافع محمد عبد المنعم والتراشق الذي حدث بينهما، كما ظهرت جلية في الارتباك الشديد أمام مرمى الرجاء وإهدار وابل من الفرص السهلة والمحققة، كان نصيب محمد شريف منها هدفين محققين حيث أراد إحراز هدف بأي شكل ليكسر صيامه الأخير فأضاع بغرابة، وهدف آخر لأحمد عبد القادر وكذلك حسين الشحات.
كما أن الرعونة في إنهاء بعض الفرص والتراخي الشديد من لاعبين مثل محمد هاني وتاو تحديدًا، كلفا الأهلي الكثير والكثير وأضاع عليه أهداف زيادة في المحصلة التهديفية ليذهب لمقابلة الرجاء وهو مطمئن أكثر من ذلك على أوضاعه، فيما تلقى الشناوي حارس مصر الأول هدفًا كان من الممكن له وقدراته التصدي لها وإخراج الكرة من المرمى، لكنه بعيد عن مستواه هو الآخر منذ فترة وانشغل أكثر بتوبيخ زملائه على التركيز أكثر في المباراة والتصدي لبعض الكرات التي وصلت مرماه ومنها بلا شك لقطة هدف الرجاء الوحيد.