احتفل ملايين الأقباط أمس بأحد الشعانين المعروف باسم “أحد السعف” وهو ذكرى دخول المسيح أورشليم. حيث استقبلت الكنائس منذ ساعات الصباح الأولى آلاف المصلين الذين عادوا لحضور القداسات واجتماعات الصلادة بكثافة. بعد عامين من إغلاق الكنائس بسبب وباء كورونا، بينما افترش باعة السعف وجريد النخل الشوارع المحيطة بالكنائس وداخل ساحات الكنائس الكبرى بالقاهرة والمحافظات. إذ اعتاد المصريون بهذا العيد صناعة أشكال فنية من السعف مثل الصلبان والتيجان. بالإضافة إلى حمل السعف في مواكب الكنائس (دورة السعف) ضمن صلوات القداس تيمنا بالسيد المسيح. الذي دخل أورشليم في مثل هذا اليوم منتصرا راكبا جحش حيث يبدأ أسبوع الآلام الذي ينتهي بعيد القيامة الأحد المقبل.

البابا تواضروس يعود للصلاة بالإسكندرية بعد خمس سنوات من الغياب الاضطراري. يردد معلم الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية ترنيمة أحد السعف فيقول:

“الجالس فوق الشاروبيم

راكبًا على جحش بمجد عظيم

اليوم ظهر في أوروشليم

وحوله طقوس ني أنجيلوس

في الطريق فرشوا القمصان

وهم يصيحون بالألحان

ومن الشجر قطعوا الأغصان

أوصنا يأبن داود”

صلوات القداس الإلهي

أما البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. فعاد لترأس صلوات القداس الإلهي، أمس الأحد، بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية بعد خمس سنوات من الغياب الاضطراري. إذ صلى عام 2017 قداس أحد الشعانين الذي حاول انتحاري اقتحامه فأوقفته الشرطة على الباب. بينما نجح أخر في تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا في التوقيت نفسه. مما اضطر بالبابا إلى تجنب الصلاة في مدينة الرب طوال هذه الفترة مفضلا الصلاة بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

البابا تواضروس اعتبر في عظة القداس: أن أحد السعف يوم مميز لأنه اليوم الوحيد على مدار السنة. الذي تعيش فيه الكنيسة ثلاثة مظاهر فريدة مجتمعة تبدأ في الصباح الباكر بدورة السعف. يعقبها القراءة من أربعة أناجيل أثناء القداس وتنتهي بطقس الجناز العام.

ووفقا لكتاب طقس وترتيب أسبوع الآلام للكنيسة القبطية، فإن الكنيسة تصلي بالألحان الحزينة طوال أسبوع الآلام. حيث تكتسي الكنائس بالسواد حزنًا على ما تعرض له المسيح من عذابات وآلام. وتستعد الكنيسة لهذا الأسبوع بقراءات معينة من العهدين القديم والحديث. كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة توضح علاقة الله بالبشر بالإضافة إلى الألحان الحزينة.

رئيس الطائفة الإنجيلية يحتفل بأسيوط 

أما الكنيسة الإنجيلية، فإن الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر. فقد سافر إلى أسيوط أحد أكبر معاقل الإنجيليين للمشاركة في احتفالات أحد السعف بالكنيسة الإنجيلية الثانية هناك. وقال: “ونحن نتذكر هذه الأيام دخول المسيح الانتصاري لأورشليم، نتذكر أن اختيارات المسيح لم تكن دنيوية، بل روحية بامتياز. لأنه توجه لدخول الهيكل وتطهير الهيكل، ولم يتوجه إلى قصر المستعمر الروماني. كما أن كل جماعة حول المسيح كان لها توقع، كالكتبة والفريسيين. الذين كانوا حافظين للشريعة ولكنهم تطوروا بشكل سلبي إلى الاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر. ولكن المسيح كان لديه رؤية واضحة”.

وأضاف رئيس الكنيسة الإنجيلية: “العقيدة والسلوك وجهان لعملة واحدة، والتمسك بالكلمة المكتوبة ضرورة ملحة. والتجديد في فهم الكلمة ضرورة مهمة أيضًا؛ نصلي في هذه الأيام المباركة لأجل بلادنا الغالية مصر. والمصريين وسلام العالم”.

 

بثلاث خدمات للمصريين والأجانب والسودانيين.. الكنيسة الأسقفية تحتفل بأحد الشعانين

فيما احتفلت الكنيسة الأسقفية بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك بثلاث خدمات. الأولى باللغة الإنجليزية للرعايا الأجانب والثانية باللغة العربية أما الثالثة فتم تخصيصها للسودانيين المقيمين بمصر. بدأ القداس بموكب الدخول إذ حمل المطران والقساوسة وشعب الكنيسة سعف النخيل تيمنًا بدخول المسيح أورشليم في مثل هذا اليوم. حين استقبله أهلها كملك منتصر فهتفوا له اوشعنا أي خلصنا.

وقال المطران في عظة القداس: المسيح لم يكون جيشا وانقلب على الامبراطورية الرومانية. فقد دخل أورشليم على جحش كعلامة للسلام فلم يركب حصانًا لأنه كان مستخدمًا في الحروب. مضيفًا: هتف له أهل أورشليم خلصنا ثم رفضوا مشورة الله وحكمته وصاحوا اصلبه يوم الجمعة العظيمة.

خلال صلوات القداس ردد المصلون ترانيم تمجد السيد المسيح وانتصاره يوم أحد السعف وانتهى القداس بالشركة المقدسة (التناول).

الأقباط يعودون للقدس بعد رفع حظر السفر

وفى القدس، يصلى زوار المدينة أو الحجاج الأقباط صلوات قداس «أحد الشعانين» في كنيسة القيامة. ويحضرون زفة الشعانين، ثم يزورون حقل الرعاة في بيت ساحور، ويمرون بقبر راحيل، زوجة يعقوب. وبعدها تتوجه الوفود إلى بيت لحم لزيارة مغارة الحليب، ومنها إلى كنيستي المهد ويوحنا المعمدان. حيث سمحت الحكومة المصرية لأول مرة منذ عامين بعودة الزوار الأقباط للقدس حيث فرضت حظرا طوال العامين الماضيين بسبب كورونا.

في سياق متصل، فإن بطريركية الأرمن الكاثوليك بوسط القاهرة. احتفلت أمس بقداس عيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الغربي. وترأس المطران كريكور كوسا مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك صلوات قداس العيد.