تسعى وزارة التربية والتعليم إلى وضع التعليم الفني في مقدمة اهتماماتها لتحقيق التنمية المنشودة. من خلال التوسع في إنشاء المدارس التكنولوجية التطبيقية لتصل بحلول 2030 إلى 100 مدرسة. وتحقيق شراكات وتعاون مع القطاع الخاص للنهوض بالتعليم الفني، علاوة على إنشاء الأكاديمية المهنية لمعلمي التعليم الفني. بالتعاون مع التخطيط والتنمية الاقتصادية لتدريب المعلمين وزيادة مهاراتهم وإعداد شهادة الصلاحية للمعلمين وإنشاء وحدات لتيسير الانتقال لسوق العمل.

افتتحت وزارة التربية والتعليم 28 مدرسة من مدارس التكنولوجيا التطبيقية في 10 محافظات مختلفة. وهم القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والقليوبية، والمنوفية، والشرقية، والسويس، والمنيا، والدقهلية، بورسعيد. حيث تقدم العام الدراسي الحالي للالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية ما يزيد عن 40 ألف طالب وطالبة. من جميع محافظات الجمهورية ومجموع معظم المتقدمين بالشهادة الإعدادية تجاوز الـ 80%. وأجريت اختبارات قبول إلكترونية ومقابلات شخصية لجميع الطلاب الذين اجتازوا اختبارات القبول الإلكترونية. ليتم على أساسها اختيار الطلاب للالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية.

إغراءات ومميزات

وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قدمت إغراءات متعددة ومميزات اعلنتها للطلاب للتقديم للمدارس التكنولوجية. مؤكدة على أن المميزات التي يحصل عليها طلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية الحصول على شهادة مصرية مطابقة للمعايير الدولية. والتدريب العملي أثناء فترة الدراسة بمصانع وشركات الشريك الصناعي، وفرص التعيين بشركات ومصانع الشريك الصناعي بعد التخرج. بالإضافة إلى مكافآت مالية أثناء فترة التدريب العملي، وتوفير الزي المدرسي.

تعتمد الدراسة في المدارس التكنولوجية على منظومة المناهج الجديدة مبنية على أسلوب “الجدارات” المهنية المرجعية. والتي تهدف لربط خريجي التعليم الفني بسوق العمل وتقوم على قياس المهارات التي يكتسبها الطلاب طوال فترة دراستهم وليس مهارات الحفظ فقط. كما هو الحال في أغلب المدارس الغنية سواء نظام 3 سنوات أو 5 سنوات والمناهج في نظام الجدارات. تنقسم إلى 50% مناهج تقنية لها علاقة بالمهنة التي يتعلمها الطالب، فمثلا مدرسة جي أي تي (GIT ) للتكنولوجيا التطبيقية ببرج العرب. هي الأولى من نوعها في الإسكندرية بإدخال نوعية تعليم جديدة للتعليم الفني ومتخصصة بمجالات إنتاج الماكينات الصناعية. وتشكيل وتشغيل المعادن، وتصميم وتركيب وصيانة دوائر التحكم الكهربائية للماكينات الصناعية. وتشغيل وبرمجة ماكينات الإنتاج، والبرمجة ونظم المعلومات الإلكترونية، وتكنولوجيا اللحام.

التكنولوجيا التطبيقية بمعايير دولية

وتعد المدارس التكنولوجيا التطبيقية هي مدارس نموذجية للتعليم الفني، تعمل على تطبيق المعايير الدولية في طرق التدريس والتدريب المتبعة. وتقوم هذه المدارس على الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وشركات القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية. فالطالب في مدرسة “أي تك” للتكنولوجيا التطبيقية ضمن مدارس التكنولوجيا التطبيقية يستطيع الالتحاق بكليات الهندسة والحاسبات والمعلومات بعد التخرج منها. فهي أول مدرسة متخصصة بمجال تكنولوجيا المعلومات، وعلوم الحاسبات، وتطوير التطبيقات الإلكترونية.

 

وتهدف المدارس التكنولوجيا الى الارتقاء والنهوض بمنظومة التعليم الفني بمصر وإعداد خريجين مؤهلين للعمل بالسوق المحلية والدولية. وإعداد وتأهيل المعلمين وفق أحدث النظم والمعايير الدولية من خلال تدريبات معتمدة على أيدي خبراء من داخل وخارج مصر. الدراسة مجانية بهذه المدارس حيث يعمل الشريك الصناعي على توفير احتياجات الطلاب من وسائل مواصلات ووجبات غذائية ومكافآت. كما يتيح له حرية استكمال الدراسة أو التوظيف في الشركات والمصانع التابعة حتى يستفيدوا من خبراته وتعليمه بالمدرسة. ومن أمثلة ذلك مدرسة الذهب “إيجيبت جولد” للتكنولوجيا التطبيقية التي تسعي إلى إعداد أفضل خريجين مؤهلين للعمل بالسوق المحلي والدولي. في مجال تكنولوجيا صناعة الحلي والمجوهرات ومدرسة الصالحية بالشرقية تعتبر أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية تتخصص في مجالين هما تكنولوجيا الزراعة والري. وتكنولوجيا الإنتاج الحيواني والداجني، أما مدرسة غبور تتخصص في تكنولوجيا المحركات ونقل الحركة وكهرباء السيارات وتكنولوجيا السيارات وخدمة الصيانة وتشخيص الأعطال.

وتقوم فكره المدارس التكنولوجيا التطبيقية على أن تكون المدرسة داخل المصنع. حيث تتوفر ماكينات وآلات للتدريب داخل المدرسة ويحصل الطلاب على جرعة ثقافية إضافة إلى المناهج والتدريب العملي.

احتياجات سوق العمل

أكد د. محمد مجاهد نائب وزير التعليم لشؤون التعليم الفني أن هناك توسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية. حيث إن إنشاء مدارس جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص لتلبية احتياجات سوق العمل. مشيرا إلى أن خطة الوزارة هو التوسع في إنشاء هذه النوعية من المدارس لتصل بحلول 2030 إلى 100 مدرسة.

وأضاف أن هذه المدارس غيرت من النظرة المجتمعية للتعليم الفني وتكون هي المستقبل في التخصصات المطلوبة لسوق العمل. وإفراز خريج فني صاحب مهارات وثقافة ويتلقى الطلاب كل أنواع الدعم داخل هذه المدارس ويوفر لهم الشريك الخاص فرص عمل عقب التخرج.

وأوضح أنه يتم حاليا تدريب المعلمين على مناهج الجدارات ٥٠٪ من المعلمين وسوف تصل إلى تدريب جميع المعلمين بنسبة ١٠٠٪ في سبتمبر. وهي المناهج التي تعتمد على المهارات وسوف يكون التطوير شاملا لكافة مدارس التعليم الفني طبقا للمنظومة الجديدة في التعليم.

أضاف محمد مجاهد أن المجلس الاستشاري للتعليم الفني بحضور لأول مرة العديد من رجال الصناعة الذين سوف يتم تقديم خريجي التعليم الفني لهم وهو ما يسمى سوق العمل.

مدارس التكنولوجيا دولية بدون مصروفات

وقال مجاهد إن التعليم الفني يحصل على معونة من الحكومة الألمانية والمعونة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمعونة تكون عبارة عن خبرة والاستفادة من خبراتهم. مؤكدا إنشاء مدارس دولية بدون مصروفات في عدة محافظات في التكنولوجيا التطبيقية لتسهيل احتياجات الجامعات التكنولوجية من الخريجين. منها إنشاء مدارس دولية نظام ٣ سنوات في ٥ محافظات وتبدأ الدراسة بها سبتمبر المقبل. وهي ضيف الله بأسيوط ومصر للتأمين في المنيا وفتح الله في الاسكندرية وعماد السويدي في تخصصات جديدة منها الذكاء الاصطناعي والتجارة الحديثة والبرمجيات والتسوق وتكنولوجيا المعلومات. إضافة إلى السعي نحو تطوير نوعيات التعليم الموجودة في التجاري والصناعي والزراعي وتقديم تخصصات جديدة في الخدمات والتسوق واللوجستيات والتمريض.

وأشار محمد مجاهد نحن نطور التعليم الفني لأنه مهم للدولة المصرية وأساس تطوير التعليم الفني هو تلبية احتياجات سوق العمل حتى نجذب المستثمر الأجنبي. ونعمل على رفع كفاءة خطوط الانتاج في المصانع وإعداد برامج توظيف وتطوير برامج دراسات الجدوى للقطاعات الواعدة. إضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، مشيرا إلى إنشاء مراكز تميز على مستوى الجمهورية ونسير وفق رؤية مصر الاستراتيجية ووحدات لتيسير الانتقال لسوق العمل. لإمداد أصحاب الأعمال باحتياجاتهم ومتابعة مستويات الطلاب.

شراكات مع القطاع الخاص

تقوم مناهج الجدارات -كما يوضح الخبير في التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم محمد خالد- على المهارات وربط الخريجين بسوق العمل. والاهتمام بالتدريب العملي، مشيرا إلى أن المدارس العادية تفتقر الإمكانيات والخامات بينما توفر مدارس التكنولوجيا التطبيقية أحدث الوسائل. نتيجة توفر الإمكانيات والاستثمار مع القطاع الخاص في تخفيف العبء عن كاهل الدولة ووزارة التربية والتعليم. حيث إن أغلبها في شراكات مع القطاع الخاص بينما الجهات الحكومية الأخرى تقوم الدولة بتحمل الإنفاق عليها مثل مصر للتامين والإنتاج الحربي.

 

أوضح حسام عبد المنعم مدرس بالتعليم الفني أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تعتمد على وجود تنسيق وتعاون بين الوزارات المعنية. مثل الاستثمار والصناعة والقوى العاملة والتربية والتعليم والتي تقوم بعمل دراسات لاحتياجات سوق العمل والتخصصات المطلوبة. وهناك العديد من التخصصات الجديدة بالمدارس التطبيقية مثل صناعة الذهب والمشغولات اليدوية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المعلوماتية والإدارة والنووية وتكنولوجيا الزراعة والاتصالات. وغيرها من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل لتحقيق التنمية وفق خطة مصر الاستراتيجية ٢٠٣٠.

 

وأشار حمدي عبد الله مدرس تبريد وتكييف إلى أن المدارس الفنية العادية تحتاج إلى إمكانيات كما أننا بحاجه إلى تفعيل مشروع رأس المال والوحدات المنتجة داخل المدارس. ونريد أن يكون الخريجين منتجين حتى نقلل من الاستيراد خاصة مع الأزمات الاقتصادية وجائحة كورونا لتدعيم الاقتصاد الوطني.

وقال سيد عيد معلم تخصص لحام إن المدارس تحتاج إلى الانضباط والاهتمام بالحضور وتغيير ثقافة ووعي الطلاب في التعامل مع المدرسين داخل المدارس الفنية. مشيرا إلى أهمية وجود مراكز تميز على مستوى الجمهورية لرعاية الموهوبين والمبدعين من الطلاب وزيادة مهاراتهم. وإنشاء مدرسة تضم الموهوبين والمبتكرين من طلاب التعليم الفني على غرار مدينة زويل ومدارس المتفوقين وتقديم الرعاية والإمكانيات لهؤلاء الطلاب لتشجيعهم وزيادة مهاراتهم.