قدم فريقا مانشستر سيتي وريال مدريد، أمس الثلاثاء، مباراة رائعة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، انتهت لصالح السيتي 4-3، في ليلة ساحرة و90 دقيقة كاملة من المتعة الكروية على أرضية ملعب الاتحاد بمدينة مانشستر الإنجليزية.

قمة السيتي والريال.. دفاع كارثي وهجوم ضاري

بلا شك كانت حالة خطي الدفاع بالفريقين في مباراة أمس الثلاثاء بمثابة الكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فالسيتي عانى الأمرين في الخط الخلفي وسجل فريق أنشيلوتي من فرص قليلة على المرمى. وكذلك الريال ارتكب أخطاءً ساذجةً كثيرة تسببت في استقبال شباكه أهدافًا أربعة. وقد استفاد الريال من الفرص القليلة التي استغلها بنزيما باحترافية شديد مسجلًا بطريقة فريدة ولمسة ذكية للغاية. هذا فضلًا عن اختراقات فينيسيوس القاتلة والتي تسببت في هدف آخر للملكي.

المدرب الإسباني بيب جوارديولا دفع بفيرناندينيو في مركز الظهير الأيمن وهو مجبر على ذلك، في ظل غياب جواو كانسيلو وكايل ووكر. لكنه تلقى الطعنة من البرازيلي فيني جونيور بعدما راوغه في جزء من الثانية، وانفرد تقريبًا من منتصف الملعب ووضع هدفًا وزنه من ذهب في شباك إيدرسون.

أما عن دفاع ريال مدريد فحدث ولا حرج، الفريق الملكي كان مهلهلًا في الخط الخلفي، بغض النظر عن نتيجة اللقاء التي عاد فيها بأفضل طريقة ممكنة. لكن لولا رعونة لاعبي السيتي وعدم التوفيق في بعض الأحيان لكانت خسارة تاريخية للميرينجي، وما يتمناه جوارديولا ألا يندم الفريق على ما أهدره سماوي مانشستر من فوز مريح خاصةً في الشوط الأول.

تفوق هجومي كاسح لجوارديولا على أنشيلوتي

بكل تأكيد تفوق جوارديولا فنيًا على أنشيلوتي في معظم مراحل المباراة، ولو كان في الوقت بقية لسجل السيتي المزيد من الأهداف، وهو ما يعول عليه بيب في مباراة العودة بسانتياجو برنابيو، وهو يعلم الحالة التي يعيشها الميرينجي دفاعيًا في الموسم الجاري، ورأى ما فعله تشيلسي في الدور الماضي في قلب مدريد.

وبغض النظر عن حالة الدفاع تفوق خط وسط السيتي بشكل واضح، ودور الكرة كيفما شاء في منتصف ملعب المباراة، وظهر فارق الجودة في وسط الملعب وفي هجوم السماوي، مقارنةً بحالة مدافعي الميرينجي.

لكن ما لم يحسب جوارديولا حسابه هو الهفوات القاتلة من لاعبيه كلقطة فيرناندينو، فمن غير المعقول أن يهدر فريقه هذا الكم من الفرص، وتستقبل شباكه الأهداف بهذه السهولة. ولنا في لقطة ركلة الجزاء المثال الأبرز.

كما لا يجب أن ننسى الدور الذي لعبه كريم بنزيما في مباراة الأمس. فالمهاجم الفرنسي من جديد جر عربة الريال وأحيا آماله بلقطات فردية رائعة لا دخل لأنشيلوتي بها. ولكي يتضح الأمر أن الإيطالي لم يدر المباراة كما يجب، نلاحظ أن الهدف الأول جاء من لمسة ذكية من بنزيما، والثاني من مهارة فردية وسرعة غير عادية من فينيسيوس، والثالث من خطأ دفاعي بلمس الكرة داخل منطقة الجزاء، تعامل معها بنزيما ببرود أعصاب غير عادي وسجلها بطريقة بانينكا.

محرز أكبر الملامين في قمة السيتي والريال

في الواقع لن يشكر الجزائري رياض محرز على أدائه أكثر من لاعبي الريال ومدربه كارلو أنشيلوتي. ذلك لأن أنانيته غير المعتادة في لقطة كانت نقطة تحول في المباراة. حين ضيع على فريقه فرصة الابتعاد في النتيجة بثلاثية دون رد.

محرز اختار الحل الأصعب وفضل عدم التمرير لزميله فيل فودين الذي كان وحيدًا دون رقابة على القائم البعيد، وسدد الكرة في الشباك الخارجية. وبدلًا من أن يجعل النتيجة 3- صفر، لم تمر إلا دقائق وظهر الساحر الفرنسي كريم بنزيما وسجل هدفًا من لا شيء.

الدليل على ذلك غضب جوارديولا الشديد بعد تسديدة محرز التي كانت بلا معنى. لكن ذلك بالطبع لن يبخس حق رياض في المديح. فقد قدم مباراة كبيرة، وكان أول من صنع أهداف المباراة بعدما قدم كرة على طبق من ذهب لكيفين دي بروين، دون منها الهدف المبكر.

ورغم تألق محرز في المباراة إلا أنه لم يكن يومه لزيارة شباك تيبو كورتوا. وهو أدرك ذلك بنفسه بعدما ناب القائم عن كورتوا في الشوط الثاني، وحرمه من تسجيل الهدف المنشود. وربما يكون في حالة خروج السيتي السبب الأساسي في هذا التوديع من نصف نهائي البطولة.