في كل عام يأتي شهر رمضان المعظم في آخر أو وسط الموسم الكروي بالدوريات الأوروبية والعالمية، ما يعرض النجوم المسلمة والعرب المحترفون بالقارة العجوز وتحديدًا الدوري الإنجليزي الممتاز، لبعض المضايقات هناك، سواء من الأندية أو المدربين. بالإضافة للعبهم مباريات عديدة قد تكون حاسمة وهم صائمون، ما يؤثر على مستواهم وحالتهم البدنية وإنتاجهم في أرضية الميدان فيظهرون بعيدًا عن الأداء المطلوب.
هذه الحال لم يعرفها نادي ليفربول الذي كان مختلفًا في طريقة تعامله مع نجومه المصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني، والغيني نابي كيتا.
دخل ليفربول مرحلة الحسم في موسم تاريخي، وهو يسعى للتتويج بأربعة ألقاب. الأمر الذي لو يحدث سيكون سابقة في تاريخ الأندية الإنجليزية. وقد تُوِّج الريدز بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على حساب تشيلسي،الذي سيلتقي به مجددًا في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي يوم 14 مايو الجاري، كما يتأخر بنقطة وحيدة عن مانشستر سيتي في سباق التنافس على لقب الدوري الإنجليزي، في وقت بلغ فيه الريدز نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
ليفربول والتعامل المميز مع النجوم المسلمين في رمضان
أثنى اللاعب الدولي السنغالي ساديو ماني مهاجم الفريق، على تعامل النادي معه ومع زملائه في الفريق من المسلمين خلال شهر رمضان المبارك. وقد اعترف أن خوض مباريات رسمية في شهر رمضان هو أمر بالغ الصعوبة. خاصة أن ساعات الصيام في بريطانيا طويلة جدًا. لكن ليفربول سهَّل الأمر عليه وعلى زميله المصري محمد صلاح، على حد قوله.
ويبدأ الصيام في المملكة المتحدة خلال شهر رمضان بين الساعة 4:00 و5:00 فجرًا بتوقيت جرينتش، وينتهي بين الساعة 19:30 والساعة 20:30.
يقول ماني، في حوار نقلته صحيفة “ذا صن” البريطانية: “اللعب والتدرُّب أثناء شهر رمضان ليس سهلًا على الإطلاق. قبل بداية الشهر المبارك تحدثنا مع المدرب وقائد الفريق لنعرف مدى إمكانية تغيير جدول التدريب إلى الوقت الصباحي؛ لأن ذلك أفضل لنا”.
“إذا خضنا حصة تدريبية في الصباح يكون أمامنا مزيد من الوقت للتعافي في زمن ما بعد الظهر في المنزل، أما إذا تدربنا في حدود الثانية أو الثالثة مساءً فسيكون الأمر في غاية التعقيد”؛ يضيف ماني.
مدرب ليفربول تفهم طلب ماني وصلاح
وقد أبدى الألماني يورجن كلوب، كما أوضح ماني، تفهمه ووافق على هذه الطلبات. كما وفر ليفربول إخصائية تغذية من أجل تحسين أداء اللاعبين، ومساعدتهما على إدارة هذه المدة الحاسمة من الموسم على مستوى اللياقة البدنية.
ووفق ماني، فإن ليفربول “لم يدخر جهدًا من أجل تسهيل الأمر على لاعبيه”. يقول ماني: “نحن متواصلون مع إخصائية تغذية خاصة قبل المباريات، إنها تفعل كل شيء من أجلنا، وتتأكد من أننا نستطيع الصيام في رمضان”.
وشارك ماني وصلاح في تسع مباريات مع ليفربول في جميع المسابقات، خلال شهر رمضان، سجل خلالها النجم السنغالي 6 أهداف، مقابل هدفين لزميله المصري، وفقًا للصحيفة البريطانية.
ومن بين تلك المباريات التسعة، مواجهة مانشستر سيتي في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي يوم 16 أبريل، والتي بدأت عند الساعة 15:30 بتوقيت بريطانيا في وقت الظهيرة وارتفاع درجة الحرارة.
منظمات رياضية تؤيد إفطارهم أثناء المباريات
هناك منظمات رياضية تنصح النجوم المسلمة بالإفطار أثناء المباريات في رمضان. وقد تحدث إسماعيل بحجي مدير مؤسسة “المسلمين في الرياضة” ببريطانيا، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية BBC أواخر مارس الماضي، عن وجوب إفطار اللاعبين الصائمين في رمضان من عدمه.
وقال: “على الرغم من عدم وجود حكم إسلامي للرياضيين، فإننا نقدم النصائح حول كيفية الحفاظ على صيامهم، ومناقشة ما إذا كانوا مؤهلين للحصول على رخصة للإفطار، مثل السفر أو المرض، حيث ينحدر لاعبو كرة القدم المسلمون من خلفيات متنوعة، وعلينا أن نجد حلولًا تناسب الجميع لممارسة عقيدتهم”.
واختتم حديثه في هذه الجزئية قائلًا: “طلب مني أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التحدث إلى لاعب مسلم لتأجيل صيامه خلال شهر رمضان، قلت لهم الحقيقة؛ وهي أنه غير مرخص له بالإفطار؛ لأن بعض الشروط يجب أن تتحقق، لقد كنت صادقًا معهم رغم قسوة الحقيقة”.
وفي النهاية يرفض أغلب النجوم المسلمة الإفطار نهائيًا في شهر رمضان عندما يتوافق معه لعب مباريات وأحداث، وهو ما عرض بعضهم لضغوطات شديدة سواء من إدارات الأندية في بعض الدوريات مثل الألماني والإنجليزي ومن بعض المدربين الذين يرفضون صيام نجمهم ما يؤثر عليه ويخسروا مجهوده وأدائه المعتاد في المباريات، وهنا تكون الأزمة في بعض الأحيان التي ربما تتسبب في شقاق بين اللاعب ومدربه وناديه وجماهيره وقد تكون النهاية حزينة سواء بعقوبات أو بالرحيل عن الفريق.