أثبت النادي الأهلي المصري أنه كبير هذه القارة السمراء بالفعل في بطولة دوري أبطال أفريقيا. بعدما اكتسح ضيفه وفاق سطيف الجزائري برباعية نظيفة مساء أمس السبت في ذهاب نصف نهائي البطولة على ملعب السلام بالقاهرة. ليضع قدمًا في النهائي رقم 15 بتاريخه في دوري الأبطال. ويقترب بشدة من اللقب الحادي عشر في مسيرته الطويلة المدججة بالألقاب والإنجازات المحلية والقارية والعالمية.

ونجح رجال المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني في فرض السيطرة على مجريات المباراة مبكرًا للغاية. حيث سجل طاهر محمد هدفًا بالدقيقة 9 لكنه ألغي بداعي التسلل. قبل أن يسجل بيرسي تاو الهدف الأول للأحمر في الدقيقة 30. ثم توالت الأهداف لينتهي اللقاء برباعية مع إضاعة مثلها على الأقل من نجوم الأحمر. وذلك بعد طرد لاعب سطيف ليكمل المباراة بعشرة لاعبين فقط.

ويثبت الأهلي من جديد بأنه مختلف تمامًا في هذا البطولة الأفريقية. بعد تعرضه لسلسلة من النتائج السلبية في الدوري المحلي مع ظهوره بأداء متذبذب أثار قلق وحفيظة الجماهير قبل هذا التحدي المهم.

فكيف حدث ذلك؟ وما عوامل هذا الفوز العريض للأهلي؟

لاعبو الأهلي يحتفلون بهدف شريف
لاعبو الأهلي يحتفلون بهدف شريف

طريقة اللعب تنجح أخيرًا!

دخل موسيماني اللقاء بطريقة لعب جديدة نوعًا ما. جربها مرة في الدوري ولم تنجح أمام سيراميكا كليوباترا. ولكنها أثبتت كفاءتها هذه المرة بعد اعتماده 4-4-.2 باعتماد تاو وطاهر ثنائي هجومي. مع تحولها أيضًا إلى 4-2-3-1 بعودة طاهر للجناح ودخول أحمد عبد القادر كصانع ألعاب وتاو مهاجم وهمي. ما أحدث خلخلة كبيرة في دفاع سطيف ولم يقدر على رقابة أحد منهم. مع اللا مركزية الكبيرة بينهم وفي تحركاتهم. لتكون العواقب وخيمة للغاية على دفاع الفريق الجزائري.

واستطاع لاعبو الأهلي في تنفيذ خطة بيتسو بنجاح لأول مرة منذ بداية الموسم. حيث تناغم طاهر مع تاو في التحرك باستمرار بين قلبي دفاع وفاق سطيف. خصوصًا في ظل المهارة العالية التي تتمتع بها أجنحة الأحمر “أحمد عبدالقادر وحسين الشحات”. ما أسفر عن تسجيل هدف في الدقيقة 9 ولكنه ألغي بداعي التسلل. وواصل الأحمر بعدها الضغط بقوة طوال الشوط الأول ليسجل التقدم. وتأزم الموقف لبطل الجزائر بعد الطرد المستحق لنجم الفريق أمير قوري بعد التدخل العنيف ضد الشحات.

هجوم ضارٍ وضغط خانق

هجوم كاسح من الأهلي
هجوم كاسح من الأهلي

استعمل الأهلي فكره الهجومي الضاري مع تنفيذ الضغط العالي الخانق على دفاع الوفاق في الثلث الأخير من الملعب. ليسترد الكرة في أسرع زمن ممكن. ومن ثم خلق هجمات جديدة. خاصة في ظل النقص العددي للخصم. بالإضافة لوجود وسط ملعب صلب للأحمر بقيادة ديانج وحمدي فتحي.

وعلى الرغم من النقص العددي للفريق الجزائري لم يندفع الأحمر خوفًا من استقبال أهداف بالقاهرة. حيث اتضحت تعليمات بيتسو بتثبيت هاني دفاعيًا بجوار قلبي الدفاع. مع منح معلول الحرية نسبيًا لأداء الجانب الهجومي.

وبالفعل نجح الأحمر عبر خطته الذكية في تسجيل الهدف الثاني بعد 10 دقائق فقط من انطلاق الشوط الثاني عبر طاهر محمد طاهر وصناعة بيرسي تاو. وعلى الرغم من تغييرات موسيماني فإن العناصر البديلة استمرت في تنفيذ الخطة. لينجح محمد شريف في تسجيل الثالث في الدقيقة 72 عبر تمريرة سحرية من تاو. واختتم الأخير أهداف الأحمر في الدقيقة 90 بعد عرضية رائعة من محمد هاني.

دفاع ضعيف وخصم في المتناول

الأهلي يقترب من البطولة الحادية عشرة
الأهلي يقترب من البطولة الحادية عشرة

بلا شك فإن الحالة الضعيفة لدفاع وفاق سطيف أسهمت في النتيجة الكبيرة للمباراة لصالح الأهلي. فضلا عن ضعف فريق سطيف إجماليا في هذا الدور المتقدم من بطولة دوري أبطال أفريقيا. ما سهل مأمورية الأهلي كثيرًا مع النقص العددي. فصار اللقاء أشبه بالمباريات الودية وأصبح نجوم الأحمر في نزهة واستعراض لترضية الجماهير الغاضبة من الأداء والنتائج في المباريات الأخيرة بالدوري المحلي.

لم يظهر المارد الأحمر بالشكل الهجومي القوي خلال مباريات الدوري الأخيرة. حيث يواجه رجال بيتسو تكتلاً دفاعيًا من الخصوم. بالإضافة إلى عدم وجود لاعب متحرر مثل أحمد عبدالقادر في المباريات الأخيرة بسبب الإصابة. وكذلك سوء الحظ أمام المرمى من تاو وحسين الشحات. وهو ما ظهر عكسه تمامًا أمام وفاق سطيف.

أما الإيجابية الجديدة فهو الدور المهم الذي قام به طاهر محمد طاهر في تنفيذ الديناميكية الخاصة بتحرير المهاجم الرئيسي سواء بالتحرك العرضي من خلفه أو قدرته على الوجود في المناطق العمياء بدفاع الخصم. خصوصًا مع وجود عبدالقادر في الجناح الأيسر وخلفه معلول. وهو الثنائي القادر على خلق مساحات بين الظهير وقلب دفاع الخصم بفضل تحركه المستمر وقدرته على التمرير بدقة لثنائي الهجوم.

وفضلاً عن ذلك وجود ثنائي قوي في وسط الملعب الدفاعي قادر على استخلاص الكرة من الخصم في أسرع وقت ممكن. ما منح رجال موسيماني ميزة أكثر بتقليل الضغط البدني على العناصر الهجومية في الارتداد أثناء امتلاك الفريق المنافس للكرة. وذلك على عكس وجود عمرو السولية بجوار أحد الثنائي ديانج أو حمدي فتحي. والذي يمتاز بالقدرة الهجومية أكثر من الشراسة الدفاعية.