جاء خبر استحواذ إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي Tesla و SpaceX ، على موقع التواصل الاجتماعي الشهير Twitter. وما تلاه من توقعات وبيانات، حول إطلاق المزيد من الحريات على الموقع المنافس لمنصات Meta الشهيرة. ليزلزل عرش المنصة الافتراضية الأولى في العالم. والتي صارت معاييرها المزدوجة في كثير من الأحيان مثارًا لغضب الجمهور.

قد يكون تولي ماسك، صاحب الخطط الحالمة والأفكار الثورية، رئاسة المنصة الاجتماعية الكبيرة. مناسبًا لكافة أصحاب التغريدات، سواء الليبراليين، أو المحافظين، أو حتى أصحاب الأفكار الجنونية. طالما كان كل منهم قادرًا على النقاش والحديث عن وجهة نظره. بينما جاءت المعايير التي يتشدد منافسه Facebook لتسحب الجمهور تدريجيًا. والتي وصفها ماسك من قبل بأنها كـ “الوصايا”. عندما تورطت منصة زوكربرج في فضيحة Cambridge Analytica.

ورغم التحديات التي تواجه الملياردير الأمريكي الشهير. إلا أن ثقة المستخدمين، والمساهمين كذلك، تضع عليه آمالً عدة. حتى أن الأمير السعودي، ورجل الأعمال الوليد بن طلال. رحّب باستحواذ ماسك على النسبة الأكبر في Twitter. بعدما أعرب في البداية عن عدم موافقته على استحواذ رجل الأعمال على المنصة بالمبلغ الذي كان قد عرضه حينها.

وأجاب رجل الأعمال الذي يملك شركة Tesla حينها قائلا: “مثير للاهتمام: لدي سؤالان لو سمحت لي: كم تبلغ ملكية المملكة من تويتر بشكل مباشر وغير مباشر؟ وما هي وجهة نظر المملكة إزاء حرية الصحافة؟”. بعدها، عاد رجل الأعمال السعودي البارز يكتب: “أثق بأنك ستكون قائدا مميزا لتويتر. وستدفع وستحقق أكبر تطور ممكن لمقوماته العظيمة”، حسب تعبيره.

اقرأ أيضا: Metaverse.. كيف تخلق وحشًا بدون قانون؟

ما الجديد لدى Twitter في عهد ماسك؟

كشفت تقارير إعلامية، في وقت سابق، عن المخططات التي ينوي ماسك تنفيذها في موقع التدوين الشهير. فقد ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية أنه بمجرد الانتهاء من إجراءات نقل الملكية -التي ستستغرق نحو 6 أشهر- سيقوم ماسك بطرد ما يقرب من ألف موظف. وأشارت الصحيفة إلى أن الملياردير الأمريكي “ينوي استقطاب آلاف الموظفين الجدد في غضون السنوات الثلاث المقبلة”. ليرتفع بذلك عدد موظفي الشركة إلى ما يقرب من 11 ألف موظف، مقارنة مع 7500 حاليا.

وتوقعت الصحيفة -وفقًا لمصادر- أن يركز ماسك “حملة التوظيف” على المواهب الشابة في مجال الهندسة. ومن جهة أخرى، طرح ماسك في السابق فكرة إغلاق المقر الرئيس للموقع في سان فرانسيسكو من أجل “تقليل النفقات”. كما يرجح ألا يحصل أعضاء مجلس الإدارة على رواتبهم في المستقبل، ما سيؤدي إلى توفير نحو 3 ملايين دولار.

أيضا، وعد ماسك -50 عاما- بزيادة إيرادات Twitter السنوية بمقدار خمسة أضعاف المستويات الحالية. أي من 5 مليارات دولار إلى 26.4 مليارات دولار بحلول عام 2028. في المقابل، لا يستبعد أن ينفذ “فكرته المفضلة”، وهي النموذج القائم على الاشتراكات، بدل الاقتصار على تمويلات المعلنين، وهو ما سيجعل الموقع -في اعتقاده- أقل التزاما بضغوط المعلنين.

ويقترح ماسك أن يدفع المستخدمون اشتراكاتهم بمختلف الوسائل، بما في ذلك العملات المشفرة، مثل  Dogecoin-تبلغ قيمتها 2.17 جنيه مصري حاليا- والتي لطالما أبدى مالك المنصة الجديد إعجابه بها. ويدفع بعض مستخدمي الموقع الشهير حاليا 3 دولارات شهريا للاستفادة من خدمة Twitter Blue. التي يسعى الرئيس التنفيذي الجديد إلى زيادة أعداد مشتركيها. حيث يتوقع أن يبلغ عددهم نحو 69 مليون بحلول عام 2025.

كيف يتفادى ماسك مشكلات Twitter؟

يعاني Twitter من مشكلة ثقة المستخدم. في عام 2020، صنّف المستخدمون قدرة الموقع على حماية خصوصيتهم في المرتبة السابعة بين مواقع التواصل الاجتماعي. هنا، يلفت مارك جيمسون، الزميل بمعهد American Enterprise إلى أنه يمكن أن يقوم ماسك بزيادة الثقة. فقد قال إنه يعتزم معاملة الأشخاص على قدم المساواة وفتح خوارزميات Twitter بحيث تعطي الأولوية لما يراه المستخدمون. ويراقب التغريدات لانتهاكات شروط الخدمة. حتى يرى الناس كيفية اتخاذ القرارات.

يُضيف جيمسون: يمكن للانفتاح أيضًا أن يتيح للمستخدمين رؤية كيف يحمي Twitter الجديد الخصوصية. فهي الشاغل الأول الذي يمنع الناس من المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي.

يمكن أن يسمح فتح خوارزميات Twitter أيضًا لأصحاب المشاريع بإنشاء أنظمة ترتيب أولويات بديلة على النظام الأساسي والتنافس على المستخدمين وفقًا لذلك. يقول المحلل الأمريكي: مع مثل هذه المنافسة، قد يختار المستخدم مشاهدة المحتوى الذي يقترحه شخص ما يلبي احتياجات المحافظين. ثم التبديل لرؤية المحتوى الذي يلبي احتياجات الصحفيين، أو جيل الألفية. وفي الوقت نفسه، يمكن لأولئك الذين يحبون Twitter اليوم الاستمرار في استخدامه.

اقرأ أيضا: بعد تجربته على الخنازير.. اختراع “إيلون ماسك” في طريقه لدماغ البشر

منافسة الفنادق

يطلق الاقتصاديون على الاستراتيجية التي ينوي ماسك اتباعها اسم “منافسة الفنادق” تكريمًا لعالم الرياضيات الأمريكي هارولد هوتلينج. الذي لاحظ أن الشركات تتنافس أحيانًا من خلال تحديد موقع منتجاتها بالقرب من أنواع معينة من العملاء. سيسمح سوق الخوارزميات على Twitter للموقع باحتلال جميع المساحات التي تتجمع فيها اهتمامات المستخدمين ويسمح لمنتجاته بالتطور مع تغير تفضيلات العملاء.

يعزز تمكين المنافسة بين الخوارزميات تأثيرات الشبكة. حيث يمكن أن تجتذب المنافسة مزودي محتوى متنوعين، لتلبية الطلب على مجموعة واسعة من المعلومات. حيث يمكن -مثلا- للصحفيين المحبطين من القيود المفروضة عليهم، من قبل المنافذ الإخبارية المنحازة بشكل مفرط. أن يجدوا جماهير جديدة على Twitter. كما يمكن للأكاديميين والنقاد، وغيرهم من الباحثين عن مشاهدين، الوصول لجمهور متنوع.

يمكن كذلك كما ينوي -ماسك- الاستفادة من العملات المشفرة لإنشاء نظام دفع موثوق وغير مكلف. يسمح للمستخدمين باختيار الترتيبات المالية استنادًا جزئيًا إلى تفضيلات الخصوصية الخاصة بهم. مثل أن يذهب مقدمي المحتوى للتعاقد مباشرة مع القراء ومطوري الخوارزميات. ومجموعة من الترتيبات الأخرى، بما في ذلك الإعلانات الموجهة غير المزعجة.