في كل مرة تركب ميكروباص او تاكسي ستجد آنك اما تعاني من سوء خلق من السائق او مما يفرض عليه خارج القانون لكي يستمر في سيره او في فعله ما يريد وليس ما يريد من يصطحبه ، هنا عنصران فساد و بيروقراطية قاتلة ، كلاهما اذا انتظرنا من يعالج الاسباب فسيكون الامر مع نهاية الكون فلا الدول تبحث عن الاسباب ولا المجمتع يريد العلاج لان له كلفه علي امن الافراد الذين يبحثون عن العلاج ، لتبرز علي الفور الحلول عبر الفساد والبيروقراطية ذاتهما بتجاهل الافساد والبيروقراطية والتصرف بعيدا عنهما ، كما كان المجتمع المصري طوال عصور التاريخ ، فالمجتمع في ظل الفشل يبحث عن مخارج غير تقليدية حتي اشتهرت ربة البيت في مصر بالتحايل علي الفقر لكي تستمر اسرتها ؛ ففسد هذا عبر غرس النزعة الاستهلاكية لتدمر البيوت بارتفاع نسب الطلاق ، فالفساد متجذر والبيروقراطية متاصلة ، وحملات مكافحة الفساد تبحث عن النتائج والظواهر لا عن الاسباب لتستأصله .
الف هارفارد كلايتون كريستنس فصلا في كتاب( اشكالية الازدهار ) الفه مع اخرين عنوان الفصل ( الفساد ليس المشكلة ..انه الحل) انطلق في بحثه من هنري فورد الذي لم يقف علي ابتكار السيارة وصنعها بل مهد شبكة طرق لها فالتكنولوجيا تقود التغيير بعيدا عن فشل الحكومات ، وهكذا فعلت شركة تاتا في الهند فهي لم تصنع سيارة بل ساهمت في تطوير التعليم في اكاديميتها فاصبح الجميع في الهند يقارن بين تاتا وكفاءة موظفيها وباقي الهند ، تاتا توظف ٤٠٠ الف هندي اليوم ، في نيجيريا الشركة الاندونيسية المصنعة لاندومي قادت تغييرا بعيدا عن الحكومة الفاسدة والبيروقراطية ، اندومي كان الحل لاطعام الفقراء والجياع فبنت ١٣ مصنع ووظفت ٤٢ الف و٢٥٠٠ موزع و٢٩٠سوبر ماركت ، ولم تنتظر الحكومة بل مهدت الطرق ومدت الكهرباء للقري والمدن وانشات مراكز تعليم وتدريب وهو ما احدث نقلة في نيجيريا .
هنا اقودك عزيزي القاريء الي ما قدمته خدمات الحلول الذكية في النقل مثل اوبر التي حلت ازمة التاكسي في مصر من خناقات بين السائق والمواطن حول الاجرة او الطريق او سوء المعاملة التكنولوجيا حلت ما فشلت حكومات لعقود في حله ، وكبحت فساد ظل لسنوات بلا حل ، ولذا فالتكنولوجيا تقودنا الي البحث عن حلول بعيدا عن الدولة، انظر لخطوط نقل البضايع الي مدن الصعيد من القاهرةً دقق في اليات التوصيل والتسليم بعيدا عن الدولة ستدهش من الدقة والمواعيد والالتزام والامانة ، لذا في ظل فقدان الثقة في البيروقراطية وارتباطها بالفساد فان المجتمع يبحث عن حلول خارج الصندوق ، واذا استمر تجاهل هذا فان الموازي سيكون هو الحل ، والتكنولوجيا العابره للحدود بحلولها توجد مجتمعات موازية تقبل بهذه الحلول ولا تصبح بحاجة لخدمات الدولة وهو ما يهدد ما كنا نسميه ( الاستقلال ) ابسط الاشياء في حياتنا اذا احتجت الي كهربائي او سباك او نجار ستجد معه مشكلات لا حل لها كلنا نعاني منها ، في الارجنتين شركة iguanafix اوجدت الحل عبر تنظيم هذا القطاع من المهنيين غير المنظمين بل دفعتهم لكي يكون لهم تامينات اجتماعية ويدفعون الضرائب بل وباتت لهم قواعد اخلاقية واشتراطات مهنية في التنفيذ واسعار واضحة محددة لكل شيء والاهم اخلاقيات عالية في التعامل .
ان هروب شرائح من المجتمع المصري الي الكومباوند للحصول علي شارع نظيف وخدمات جيدة ، وهذا الهروب هو اعلان غير معلن عن فشل انظمة الحكم المحلي في مصر ، وهو ما يعني ان الحلول القادمة ستقدمها كاميرات المراقبة في العمارات لتوفير الامن وفي انتظار حلول تقنية للعديد من المشكلات بعيدا عن اجهزة الحكم المحلي ، فالزبال ما زال هو الحل لجمع القمامة والذي يعمل بعيدا عن الدولة ويتعاون معه الاهالي عبر مبالغ شهرية بالرغم من شركات النظافة ورسوم النظافة علي فواتير الكهرباء فاوجد المجتمع المصري الحل .