يبدو أن القدر يريد أن يمنح أسطورة ديربي الميرسيسايد ونادي ليفربول ستيفن جيرارد فرصة أخرى للتكفير عن خطئه الكارثي عندما كان لاعبًا وقائدًا للريدز، في دوري عام 2014 الشهير، الذي فقده الأحمر بسبب سقطة القائد الشهيرة. فهذه المرة هو على موعد مع تصحيح هذا الإخفاق. لكن كمدرب لنادي أستون فيلا، عندما يواجه مانشستر سيتي في الجولة الأخيرة من البريميرليج بملعب الاتحاد.

جيرارد الآن مطالب بأن يفرض على السيتي التعادل فقط أو يهزمه. في حين يفوز ليفربول بآخر مباراتين ليتوج بلقب الدوري بشكل رسمي، ليهدي الأسطورة الريدز اللقب الذي أضاعه بخطئه الكبير كلاعب من قبل.

الدوري على صفيح ساخن.. من يحسم اللقب؟

تسبب التعادل الذي فرضه نادي وست هام مساء أمس الأحد على ضيفه مان سيتي بهدفين لكل فريق، في إشعال نار المنافسة بشدة في آخر جولة على لقب البريميرليج، بين السيتي المتصدر برصيد 90 نقطة وبفارق 4 نقاط فقط عن وصيفه ليفربول الذي يتبقى له مباراتين، أمام ساوثهامبتون غدًا الثلاثاء ثم أمام ولفرهامبتون الأحد في نفس موعد مواجهة السيتي لأستون فيلا في آخر جولات الدوري الأقوى بالعالم.

ورغم أن مان سيتي يتفوق على نظيره ليفربول في فارق الأهداف بسبعة أهداف، حيث سجل الريدز 89 هدفًا واستقبل 24، في المقابل آحرز السيتي 96 هدفًا واستقبل 24، لكن لو فاز الريدز بلقائيه المقبلين ونجح جيرارد وفريقه في فرض التعادل على رجال المدرب بيب جوارديولا أو تحقيق المفاجأة والفوز عليهم في عقر دارهم سيهدي اللقب على طبق من ذهب لفريقه المحبب ويصحح أخطاء الماضي الأليمة.

السقطة الأليمة لا تغادر ذهن جيرارد

في موسم 2013-2014 كان ليفربول على مقربة من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن تحدث الواقعة الشهيرة التي كان بطلها جيرارد، في 27 أبريل/نيسان 2014، حين استضاف ليفربول غريمه تشيلسي على ملعب أنفيلد.

جاء الهدف الأول لتشيلسي عن طريق السنغالي ديمبا با بعدما ارتكب جيرارد خطأ فادحًا في الأنفاس الأخيرة من تلك المباراة، التي دخلت ضمن منافسات الأسبوع الـ36. حيث فقد توازنه وسقط أرضًا ليمنح تشيلسي فرصة الهدف الأول، قبل أن يحرز ويليان الهدف الثاني، ويفوز البلوز بهدفين دون رد.

هذه الهزيمة قلبت مسار ترتيب الدوري رأسًا على عقب. فخسر ليفربول ووصل السيتي لمنصات التتويج بفارق نقطتين عن الريدز، الذي لم يتذوق طعم الفوز بالدوري الإنجليزي منذ العام 1990 حتى ذاك التاريخ.

ورغم أن ليفربول كان متعطشًا للتتويج باللقب الغائب عن دولاب بطولاته منذ موسم 1990/1989، وكان متصدرًا لجدول ترتيب البريميرليج برصيد 80 نقطة، وبفارق 3 نقاط عن نظيره مان سيتي الوصيف، قبل انطلاق مباراة الريدز وتشيلسي. إلا أن خطأ جيرارد أفسد كل شيء، وصدر الإحباط من جديد لكل عشاق فريق البيتلز الشهير.

بهذه النتيجة فتح جيرارد بنفسه الباب للسيتي -وقتها- ليتوج بالدوري الإنجليزي، بعدما جمع 86 نقطة فى نهاية المشوار، متفوقًا بفارق نقطتين على ليفربول صاحب المركز الثاني. وبالتالي، أصبح كابوس سقطة جيرارد في ذاكرة جماهير ليفربول بصفة عامة لا ينسى أبدًا، ولا يغيب عن ذهن الأسطورة ستيفن حتى هذه اللحظات.

جيرارد ما بعد الليفر

بعد تلك الواقعة بعام رحل جيرارد عن ليفربول تمامًا إلى نادي لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي. قبل أن يُنهي مسيرته كلاعب ويتجه لمجال التدريب. حيث درب في أكاديمية الشباب بالنادي الأحمر. ثم تولى فريق الـ18 عامًا في موسم 2017-2018.

اتجه جيرارد لاحقًا للدوري الاسكتلندي رفقة فريق رينجرز ليقوده إلى نيل لقب الدوري موسم 2020-2021 للمرة الأولى خلال عشر سنوات ثم عين بعد ذلك مدربًا لأستون فيلا في نوفمبر من العام الماضي 2021. بعقد يمتد لثلاث سنوات ونصف السنة.

لعب ستيفن جيرارد 710 مباراة بقميص ليفربول، ونال معه تسع بطولات. وهو رابع أكثر لاعب مثّل منتخب إنجلترا الأول. إذ لعب مع الأسود الثلاثة 114 مباراة دولية وسجل 21 هدفًا.

وعلى ما يبدو أن القدر عاد ليضع جيرارد البالغ من العمر 41 عامًا، في الأضواء مجددًا أمام فريقه التاريخي، في مباراة حاسمة يوم الأحد المقبل 22 مايو بملعب الاتحاد أمام مان سيتي لمحو ذنبه القديم. حيث يترقب مشجعو ليفربول هدية ثمينة وتاريخية من الأسطورة تعوضهم عن اللقب الذي أهدره كقائد للنادي قبل ثمانية أعوام لصالح نفس الخصم مانشستر سيتي.