تقترب أيام الإعلامية هالة فهمي من الشهر داخل محبسها. إذ تواجه اتهامات بالتخابر مع جهات أجنبية ومشاركة جماعة إرهابية أغراضها. وذلك في القضية التي شهدت آخر تحقيقاتها لائحة اتهامات جديدة أضيفت لـ”فهمي”، التي أعلنت إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، بدأته في 12 مايو/أيار الجاري، احتجاجًا على ما وصفته بـ”إساءة معاملة داخل السجن”.

وجددت النيابة حبسها يوم 11 الجاري لـ 15 يومًا أخرى على ذمة القضية، التي حملت رقم 441. فيما أشار محاميها إلى منع أصدقائها من زيارتها وإدخال بعض الأدوية والطعام لها في مقر احتجازها بسجن النساء في القناطر الخيرية.

من هي هالة فهمي؟

انطلقت هالة فهمي في عملها بالتلفزيون المصري عام 1987 كمساعدة في القناة الثالثة. وفي العام 1991 ظهرت لأول مرة مذيعة في التلفزيون.

تدرجت في المناصب داخل التلفزيون، ووصلت إلى درجة كبير مقدمي برامج ومدير عام ومقدمة برنامج “الضمير”. كما قدمت برنامج ”القاهرة اليوم“، وكذلك برامج للأطفال.

تُعرف “فهمي” بانتمائها إلى حركة 6 إبريل. وفي نهاية فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك، تم إيقافها عن العمل. كما تم إيقاف البرنامج الذي تقدمه. ذلك بسبب انتقادها لسياسة الرئيس، والتحدث عن الفساد داخل الدولة. ومن ثم تم تحويلها للتحقيق الذي أسفر عن إيقافها لمدة 4 سنوات.

ومع ثورة 25 يناير 2011، أعلنت “فهمي” تأييدها الثورة ومبادئها. ولاحقًا انتقدت بشدة حكم الإخوان، وتحديدًا الرئيس السابق محمد مرسي. حيث قدمت في إحدى حلقات برنامجها كفنه على الهواء. ذلك في إشارة منها إلى أن حكمه سينتهي.

هالة فهمي.. وأزمة ماسبيرو

أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، اندلعت احتجاجات عمالية داخل مبنى التلفزيون (ماسبيرو)، مطالبة بحقوق مادية، واعتراضًا على قرار من الهيئة الوطنية للإعلام الهيئة بتوقيع البصمة في الحضور والانصراف. وقد وصلت الاحتجاجات حد الاعتصام داخل المبنى، وانضم عدد كبير من القطاعات الأخرى تضامنًا مع العاملين بمجلة الإذاعة والتلفزيون والقنوات العامة والمتخصصة.

وتصاعدت هذه الأزمة عندما شرعت الهيئة الوطنية للإعلام في هيكلة قطاع القنوات الإقليمية، وضم 6 قنوات، تم تحويلها من البث الفضائي إلى البث الأرضي. مع نقل العاملين بها إلى وزارة الصحة والتعليم. وهو ما اعتبره العاملون “سياسة تصفية لهم”.

انضم إلى الاعتصام أصحاب المعاشات، حيث لم تصرف الهيئة مستحقاتهم من رصيد الإجازات ومكافأة نهاية الخدمة منذ أكتوبر 2018 وحتى وقت الاحتجاجات. الأمر الذى أثر على ظروفهم المعيشية، ودفعهم إلى تقديم شكاو للجهات المعنية كمجلسي النواب والوزراء ورئاسة الجمهورية.

أرشيفية
أرشيفية

وتضامنًا مع زملائها، قررت هالة فهمي الاعتصام داخل مكتبها بالقناة الثانية. وقد أرادت بذلك توجيه رسالة تشجيع لزملائها للاستمرار في المطالبة بحقوقهم. فأحالتها الهيئة الوطنية للإعلام، في 17 فبراير/شباط الماضي إلى التحقيق. وتم وقفها عن العمل احتياطيًا لمدة 3 أشهر مع صرف نصف الأجر، لحين انتهاء التحقيق في مذكرة قدمها ضدها رئيس قطاع التليفزيون حسين زين. ما أعقبه منعها من دخول مبنى الإذاعة والتلفزيون هي وزميلتها المخرجة وفاء بركات والإعلامية ناني عبد اللطيف.

ومع تصاعد الأحداث، نشرت هالة استمارة لسحب الثقة من الرئيس عبر صفحتها الشخصية، اعتراضًا على ما وصفته تجاهل لأزمة العاملين بماسبيرو. وتفاقمت الأزمة بمقطع فيديو نشرته عبر صفحتها بـ”فيسبوك”، بتاريخ 28 فبراير/شباط الماضي. حيث وصفت إحالتها للتحقيق ووقفها عن العمل ومنعها من دخول ماسبيرو بـ”غير القانوني”. وأشارت إلى تعرضها لملاحقات أمنية.

القبض على هالة فهمي

وفي أواخر إبريل/نيسان الماضي نشرت “فهمي” مقطع فيديو من داخل سيارتها، حيث ذكرت أنها تتعرض للتعقب، قبل أن تختفي لعدة أيام. ثم ظهرت مجددًا، وعادت للظهور في نيابة التجمع الخامس، حيث واجهت تهم التخابر مع جهات أجنبية، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها. بالإضافة إلى التحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، ونشر أخبار وبيانات كاذبة من خلال صفحتها، وتم حبسها 15 يومًا على ذمة القضية رقم 441، قبل أن يجدد لها في 11 مايو/أيار الجاري.

وفي آخر تحقيقات أجرتها النيابة معها، تمت مواجهة هالة فهمي بأحراز جديدة في القضية.

وقد أوضح محاميها أن نيابة أمن الدولة طوارئ واجهتها بتهم مشاركة “بوست” من إحدى صفحات الغير عن مساهمة بعض البنوك المصرية في بناء سد النهضة الإثيوبي. فضلًا عن مشاركتها مقطع فيديو، يتضمن أحاديث حول الاستثمارات الإماراتية في مصر، وما أثير بشأن شراء بعض الأصول المملوكة للدولة.

“اللي حصل معايا هو الإرهاب”

وناقشتها النيابة في مضمون الأحراز، وردت بـ”تاريخي مرئي ومسموع على مدار 35 سنة. تاريخي كاف للرد على التهم المُلفقة ضدي. اللي حصل معايا هو الإرهاب”.

وقال محاميها نبيه الجندي، عبر صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”، إنه تم عرض فيديو آخر عليها، ضمن الإحراز المقدمة ضدها. وقد تضمن أسطوانة مدمجة يتحدث فيه شخص آخر غيرها عن قناة السويس.

وذكرت هالة خلال التحقيقات -وفقًا لنبيه- أن “قوة الضبط أخذت منها مفاتيح شقتها وثلاثة تليفونات ومبلغ 12 ألف جنيه، وأنها لا تعلم هل تم إثبات ذلك بمحضر الضبط من عدمه”.

وأوضح أحمد عثمان -محامي المتهمة- أن النيابة خلال الجلسة الأخيرة، أجلت التحقيقات ورفضت حضور الدفاع. لكن عملية عرض الفيديوهات تمت في تحقيقات سابقة خلال الجلسة الرابعة. وأضاف -في تصريحات لـ”مصر 360″- أن هالة أخبرتهم بدخولها في إضراب عن الطعام منذ أيام (12 مايو/أيار). ذلك احتجاجًا على إساءة معاملتها داخل السجن.

وأكدت ناني عبد اللطيف، رئيس تحرير برنامج “صباح الخير” في قناة الدلتا وإحدى صديقاتها، أن الأجهزة الأمنية منعت توصيل الأدوية والطعام لها. موضحةً أن أقارب هالة ليسوا في مصر وشقيقتها تعيش في ألمانيا، وأنها باتت في حاجة ماسة للأدوية. لأنها تعاني حساسية حادة وتأثرت برطوبة الطقس داخل السجن.