على مدار أشهر مضت، توقع الجميع وانتظروا قرار النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي مهاجم نادي “باريس سان جيرمان”، الانضمام لكبير أوروبا “ريال مدريد”، الذي لطالما حلم به وعبر عن عشقه إياه كثيرًا ورغبته في اللعب يومًا لصالحه.

وبالفعل، مع نهاية عقده نهاية الموسم الجاري، توصل النادي الإسباني مع اللاعب وحصل بينهما اتفاق على الانتقال للملكي بداية من الموسم الجديد. إلا أن أسبوعًا واحدًا مضى كان كفيلًا بقلب الأمور رأسًا على عقب؛ لقد تراجع النجم الشاب عن حلم الطفولة بإرادته. إذ نجحت الإدارة القطرية لنادي العاصمة الفرنسية في إقناع “كيليان” بالتجديد حتى صيف 2025. وتلقى “مبابي” عرضًا فلكيًا من الناحية المالية، فترك اتفاقه مع فلورنتينو بيريز رئيس الريال، وقرر التراجع عن التعاقد.

وقد تحدث التقارير الصحفية الفرنسية أن مبابي سيحصل على 300 مليون يورو كمكافأة توقيع من إدارة سان جيرمان. فضلًا عن  راتب سنوي بقيمة 90 مليون يورو.

ضربة لمشروع بيريز والريال

قرار “مبابي” البقاء في النادي الباريسي، كان بمثابة الضربة لمشروع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد وفريقه بكل تأكيد. فصفقة الانتقال الحر للاعب المميز كانت حلمًا كبيرًا للملكي. لما في ذلك من تدعيم لخط هجوم الميرنجي إلى جانب بنزيما. ومن ثم تقوية صفوف القتال على الألقاب والسيطرة الأوروبية.

لم يخف مبابي حلمه باللعب للريال، حين ظهر وهو بعمر 14 عامًا، مرتديًا قميص الملكي. وقد التقط صورة مع مثله الأعلى كريستيانو رونالدو، وزار المدينة الرياضية الخاصة بالنادي “فالديبيباس”، وتنقل بين كل مرافقها.

ولم تكن ضربة “مبابي” لبيريز في عدم إبرامه صفقة الانتقال للفريق فقط. بل لأنه أربك كل خطط الإدارة، التي لم تضع أي خطط بديلة حال فشل الصفقة. نظرًا لأن كل شيء كان مضمونًا ومدعومًا بحلم طفولة “مبابي”.

وكان بيريز يُمني النفس بضم “مبابي لزيادة القوة الهجومية”. لا سيما وأنه إلى جانب بنزيما وفينيسيوس كان سيضمن معدل أهداف يصل لـ 100 هدف. وهو معدل أكبر من الذي كان عليه خط الهجوم المميز “BBC”، الذي كان يضم بنزيما وبيل وكريستيانو رونالدو.

الريال.. الحاجة لخطة بديلة سريعة

حتى الآن لا يملك ريال مدريد أي خطة لتعويض صفقة “مبابي”. وسيتم تأجيل التحركات كافة لما بعد نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول. أي أن النجم الفرنسي بتلك الضربة التي وجهها للملكي، ساهم في ضرب حظوظ النادي بالميركاتو الصيفي في مقتل. كونهم كانوا مطمئنين لأنه سيأتي للبرنابيو لا محالة. وبالتالي لم تكن هناك خطة بديلة موضوعة للشروع في تنفيذها عقب فشل صفقة “مبابي”.

وأغلب الظن، أن ريال مدريد سيتجه لتجديد الثقة في لاعبيه الشباب، أمثال فينيسيوس جونيور ورودريجو وماركو أسينسيو، مع محاولة إيجاد مهاجم قوي قادر على منافسة بنزيما خلال السنوات المقبلة.

وربما يلجأ سريعًا لخطط أخرى كانت مطروحة في وقت سابق على أجندة الإدارة، مثل التعاقد مع النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول والبريميرليج، كونه لم يجدد عقده حتى الآن مع الريدز، وهو العقد الذي ينتهي بنهاية الموسم المقبل.

أي أنه من الممكن أن ينتقل بقيمة مالية مناسبة نوعًا ما، مثلما حدث من قبل في صفقة البلجيكي إيدين هازارد من تشيلسي، وبوجود صلاح في القائمة، مع إمكانية ضمه، ستكون هذه صفقة ممتاز للعملاق الأبيض تعوضه وتعوض كل جماهيره عن فشل صفقة “مبابي” المحبطة للغاية.

إضاعة خبطة التعاقد مع هالاند

مع رهانه على صفقة “مبابي”، لم يقاتل الملكي كثيرًا على التعاقد مع النرويجي إيرلينج هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني، المنتقل حديثًا إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، في صفقة ضخمة، بعد ابتعاد الميرينجي عنها، للتفرغ لحسم صفقة الفرنسي.

وكانت لدى “هالاند” نفسه -وفقًا لعدة تقارير- الرغبة في القدوم لريال مدريد. لكن نظرًا لإصرار الإدارة على ضم “مبابي”، شعر “هالاند” أن اختيار الانتقال لصفوف مان سيتي في الموسم الجديد هو الأقرب والأفضل، لكي يحظى بالاهتمام المطلوب ويكون النجم الأول لهجوم السيتيزنز. وبالتالي، فإن “مبابي” ألحق أضرارًا جسام بريال مدريد.