ضمن مشاركته على هامش حضوره المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، تحدث وزير الخارجية سامح شكري، عن استعدادات مصر المقبلة لاستضافة قمة الأمم المتحدة المقبلة بشأن تغير المناخ COP27. داعيًا الدول إلى الوفاء بتعهداتها “للحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتسهيل المحادثات -غير المتعارضة- بشأن تعويض البلدان النامية على المستوى العالمي.
وقال شكري، في حديث إلى وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية. إن القمة الأخيرة، التي عقدت العام الماضي في جلاسكو بإسكتلندا، انتهت من العديد من الالتزامات التي تم التعهد بها خلال اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015. والتي تهدف إلى خفض الانبعاثات بهدف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية -2.7 فهرنهايت- وتحقيق الدعوات الطويلة الأمد. لإنشاء صندوق لتعويض الدول الفقيرة عن الدمار الذي أحدثه تغير المناخ، والذي تسببت فيه الدول الغنية بسبب الانبعاثات السابقة.
ونقلت الوكالة عن شكري قوله: “يجب الآن تنفيذ الالتزامات والتعهدات في جميع قطاعات جدول أعمال تغير المناخ. سواء كان ذلك في التكيف أو التخفيف أو التمويل أو الخسائر والأضرار”. بينما أشارت الوكالة إلى أن الدعوة لصندوق تعويض الدول النامية تم رفضها خلال قمة العام الماضي. لكن هذه المرة، يأمل العديد من مؤيدي الفكرة في إحراز تقدم فيها في نوفمبر/ تشرين الثاني. بوجود دفعة رمزية هي عقد المؤتمر في مصر، وهي دولة نامية في شمال إفريقيا.
وأضاف وزير الخارجية المصري: “نأمل أن تكون المناقشة -حول الخسائر والأضرار- شاملة، لكنها ليست عدائية”. مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك اعتراف بين جميع الدول “أننا جميعًا في نفس القارب ومن أجلنا علينا جميعًا أن ننجح”.
اقرأ أيضا: المناخ في 2021.. حرائق وفيضانات وأعاصير.. عام الظواهر المتطرفة بامتياز
السماح بالاحتجاجات من أجل المناخ
غالبًا ما تملأ الاحتجاجات، في مؤتمرات الأمم المتحدة العالمية للمناخ، الشوارع باللافتات، وتستمر لعدة أيام. تشكل الاحتجاجات، وكذلك اللقاءات والمؤتمرات الصحفية خارج المرافق الرسمية. والتي تعتبر مؤتمرًا خاصا بها، على الرغم من أنها ليست المكان الذي يتم فيه صياغة لغة حاسمة بشأن التزامات الكربون.
خلال الحديث، تساءل مراسل الوكالة بيتر برينجمان: “تقوم السلطات المصرية بقمع المظاهرات التي لم تقرها الحكومة. وتحتفظ بالحق في إلغاء أو تأجيل أي احتجاجات، مما دفع النشطاء إلى التساؤل عما يمكن أن تحدثه المظاهرات -إن وجدت- وهو أمر شائع في مؤتمرات الأطراف السابقة”.
أوضح شكري أن شكري إن الاحتجاجات سيسمح بها خلال المؤتمر. قال: “نعمل على تطوير مرفق مجاور لمركز المؤتمرات. سيوفر لهم الفرصة الكاملة للمشاركة، والنشاط، والتظاهر، والتعبير عن هذا الرأي. وسنوفر لهم أيضًا إمكانية الوصول -كما يحدث تقليديًا في يوم واحد من المفاوضات- إلى عقد التفاوض نفسه”.
وكان وزير الخارجية قد صرّح خلال اجتماعات في الدنمارك -في وقت سابق من هذا الشهر- حول تعهدات المناخ. أنه دعا المتظاهرين الذين كانوا بالخارج للتحدث معه. ووصف الاجتماع بأنه “مثمر”، وأن أهداف مصر المناخية تتماشى مع أهداف العديد من المحتجين. وقال: “نحن ندرك تأثيرهم وتصميمهم والتزامهم بإبقائنا جميعًا صادقين كممثلين حكوميين وأطرافًا. بحيث لا ينبغي لنا أن نكون منحرفين، ونرتقي إلى مستوى المناسبة، ونتعامل مع هذه القضية المهمة للغاية”.
اقرأ أيضا: هل يمثل الهيدروجين الأخضر فرصة لبناء السلام في شرق المتوسط؟
مصر والهيدروجين الأخضر
أشارت أسوشيتدبرس إلى أنه قبل استضافة المؤتمر، كانت مصر تسابق الزمن لإطلاق العديد من الاتفاقيات حول الطاقات المتجددة. في مارس/أذار، وقعت مصر والنرويج اتفاقية لعدة مشاريع حول الهيدروجين الأخضر، وبناء مشاريع البنية التحتية الخضراء في البلدان الأفريقية.
كما وقعت مصر وشركة سكاتيك للطاقة النظيفة مذكرة تفاهم بقيمة 5 مليارات دولار، لإنشاء مصنع في منطقة قناة السويس. لإنتاج الأمونيا الخضراء من الهيدروجين الأخضر. وقال شكري إن مصر “تعتمد قدر الإمكان على الطاقة المتجددة في بناء عدة مدن جديدة، بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة”. والتي وصفها نقاد بأنها “مشروع الغرور” -وفق تعبير برينجمان- بينما الحكومة قالت إنه من الضروري استيعاب سكان القاهرة الذين يتنامى عددهم. والمتوقع أن يتضاعف إلى 40 مليون شخص بحلول عام 2050.
وأوضح شكري إن التحول السريع إلى الطاقة المتجددة قدم فرصًا هائلة للمستثمرين، وهي حجة مشتركة بين المؤيدين. عندما سُئل عما إذا كانت شركات الوقود الأحفوري يمكن أو ينبغي أن تكون جزءًا من الانتقال إلى الطاقات المتجددة، عارض شكري حجة قدمتها شركات النفط والغاز، بما في ذلك العديد من الشركات في مؤتمر دافوس.
قال: “لا أستطيع أن أقول إن الوقود الأحفوري جزء من الحل. إن الوقود الأحفوري كان هو المشكلة. قد نرى في الغاز مصدرًا انتقاليًا للطاقة مع انبعاثات أقل بالتأكيد. لكنني أعتقد أنه يتعين علينا التحرك بسرعة إلى هدف صافي الصفر. وعلينا أن نطبق أنفسنا بشكل أكثر فاعلية في التقنيات الجديدة في الطاقة المتجددة”.