“فرصة جيدة للثأر” هكذا بدأ نجمنا المصري محمد صلاح هداف ليفربول والدوري الإنجليزي الممتاز. الحرب الكلامية مع فريق ريال مدريد عملاق أوروبا وأكثر الأندية تتويجًا بالكأس ذات الأذنين عبر التاريخ (13 مرة). وذلك بعدما صعد الفريقين للنهائي الذي سيلعب غدًا السبت على ملعب سان دونيه بالعاصمة الفرنسية باريس. في تكرار لنهائي كييف عام 2018.

ذاك النهائي الذي انتصر فيه الميرينجي بثلاثية مقابل هدف، وشهد حينها ظروفًا عكسية ساعدت الريال وأطاحت بالريدز. مثل إصابة الفرعون الصغير المؤلمة في بداية المباراة بعد عرقلة سيرخيو راموس قائد الملكي الشهيرة. بالإضافة كذلك لأخطاء حارس المرمى الألماني لوريس كاريوس الكارثية آنذاك. والتي ساعدت الأبيض في تسجيل هدفين من لا شيء بشباك الريدز والفوز باللقب الثمين.

ولكن في نهائي باريس ليلة غد سيكون الحال مختلفًا، فالفريقين لديهما ما يكفي لتقديم مباراة كبيرة وتلاشي أي أخطاء. خاصة من جانب ليفربول الذي بات يمتلك حارسًا للمرمى من الأفضل في العالم حاليًا “أليسون بيكر” صاحب القفاز الذهبي. كأفضل حارس بالبريميرليج هذا العام، وخطًا هجوميًا قويًا جدًا سواء الأساسي أو الاحتياطي. وبلا غيابات بارزة مثلما كان مع صلاح ببداية المباراة الشهيرة السابقة.

تأهل ملحمي للريال وسهل لليفربول

تأهل الفريقان للمباراة النهائية جاء متفاوتًا، ما بين تأهل ملحمي لريال مدريد أمام مانشستر سيتي بطل إنجلترا. وتأهل سهل نسبيًا للريدز أمام غواصات فياريال الصفراء، ففي المعكسر الأبيض. وبالرغم من أن بيب جوارديولا مدرب مان سيتي مثال ونموذج لأي مدرب يتمنى أن يتبع فلسفته في التدريب. إلا أن أخطاءه تتكرر وقراراته غير الموفقة تضيّعه في المباريات الحاسمة وأبرزها كان أمام الملكي.

في المقابل تفوق كارلو أنشيلوتي مدرب الريال على جوارديولا بتغييراته في الشوط الثاني التي قلبت دفة المباراة تمامًا. ونجح الريال مع توفيق كبير لازمه في صنع ريمونتادا أخرى عظيمة والصعود بالفريق للنهائي بعد إقصاء السيتي. وكان قد أقصى من قبله كبار القوم بأوروبا كباريس سان جيرمان بثمن النهائي وتشيلسي بربع النهائي. ليثبت أنه أكبر فرق القارة العجوز ويستحق عن جدارة الصعود للنهائي بعدما هزم كل هذه الفرق القوية للغاية.

بينما كان الوضع لليفر أسهل نسبيًا، فقد ساهم تفوقه في لقاء الذهاب في حسم تأهله بنسبة كبيرة للنهائي. ورغم مباغتة فياريال له بلقاء العودة في إسبانيا في بداية المباراة. إلا أنه عاد بقوة وحسم اللقاء والتأهل لصالحه بفارق الجودة والإمكانات الكبيرة بين لاعبي الفريقين والإطار الفني. ما يعني أن مشوار الريال كان أكثر قوة وشراسة عن طريق الريدز للمباراة النهائية. وهو ما قد يظهر بينهما في نهائي باريس مساء غدًا السبت جليًا.

أنشيلوتي وكلوب خبرة النهائيات والبطولات

يدخل أنشيلوتي المباراة من أجل اللقب الرابع له في دوري الأبطال، بعد ثلاثة ألقاب سابقة مع ميلان في 2003 ضد يوفنتوس في الأولد ترافورد. ثم مع ميلان في 2007 ضد ليفربول بأثينا، ومع الريال ضد أتلتيكو مدريد في 2014 في بنفيكا. ويمتلك المدرب الإيطالي الشهير خبرات عميقة بتلك البطولة كونه أكثر مدربي العالم تتويجًا بها 3 مرات ومع فريقين مختلفين. ويبقى أمام الرقم القياسي الخالد في حال الفوز باللقب الرابع له بذات الأذنين.

لكن لدى كلوب لقب وحيد في 2019 أمام توتنهام في ملعب واندا ميتروبوليتانو معقل فريق أتلتيكو مدريد بالعاصمة الإسبانية. بيد أنه يملك تجارب قاسية من قبل بالنهائي في عام 2013 مع بروسيا دورتموند وخسر أمام بايرن ميونيخ بهدفين لهدف، ثم خسارته الشهيرة أمام الريال نفسه عام 2018 وكان مدربه آنذاك زيدان مساعد أنشيلوتي في بطولة 2014 العاشرة الخالدة للوس بلانكوس.

عناصر القوة والضعف في الفريقين

هجوميًا: لدى الفريقين هجوم قوي جدًا لكن يتميز هجوم الليفر في اللامركزية وأهمية جميع عناصر هجومه في صناعة وإنهاء الهجمات. وتحديدًا الثلاثي ماني وصلاح ودياز خطيرون جدًا في الهجمات المرتدة وكذلك يمتلكون مهارات فنية عالية ربما تحسم الأمور في أي لحظة، على عكس الريال الذي يعتمد على بنزيما عنصرًا أساسيًا في بناء اللعب والمساعدة وإنهاء الهجمات، ولكن لديه كذلك الثنائي السريع والمهاري رودريجو وفينيسيوس ما يجعل الكفة تتساوى إلى حد كبير بينهما.

دفاعيًا: عند فقدان الكرة يتفوق الريال في غلق مساحات التمرير والضغط على حامل الكرة والتكتل أمام المرمى؛ لذلك يعتمد ليفربول على توجيه اللعب والضغط العالي وهنا قد تكون الكفة مائلة أكثر للريدز بحكم المهارات الفردية الأعلى في دفاعه مثل فان دايك وأرنولد وروبرتسون على عكس ميليتاو وميندي وكارفخال بالجانب الآخر.

العامل البدني سيكون له دور مهمًا جدًا، وإنهاء الريال لموسمه محليًا بتتويجه بلقب الدوري منح أنشيلوتي فرصة لإراحة عناصره الأساسية، عكس كلوب الذي لعب بكامل لاعبيه أملاً في استمرار منافسته على لقب الدوري الإنجليزي وخسرها في آخر الدقائق لصالح السيتي.

إجمالاً تتقارب نسب الفوز بين الفريقين إلى حد بعيد، وتبقى هذه المباراة معركة تكسير عظام فمن سيتفوق هجوميًا ودفاعيًا ويرتكب أخطاءً أقل ويستغل الظروف المحيطة سيكون بطلاً لأوروبا، هو صراع بين الخبرة والشباب أمام التكامل الفني المتمثل في فريق ليفربول ككل عناصر وأسلوب خططي وفني وعامل بدني رائع بالفريقين، لذا نحن أمام مباراة من عالم آخر بين أكبر فريقين في العالم حاليًا من حيث الأداء والمتعة الكروية.