تسببت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في العديد من مشكلات الإمدادات الزراعية في العالم. خاصة القمح، الذي تعتمد العديد من الدول على الدولتين كمورد رئيسي له. الآن، ازدادت أسعار القمح في جميع أنحاء العالم بنسبة 49% منذ بداية العام الجاري. بينما يتوقع الخبراء أن الدول الفقيرة قد تكافح قريبًا لإطعام مواطنيها.

وقال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا: “إن قلة الإمدادات وارتفاع أسعار المواد الغذائية يعني أنه يمكن إجبار فقراء العالم على الاستغناء عنها”. بينما أوضحت منظمة التجارة العالمية، أن الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية كان الأثر الاقتصادي المباشر للنزاع في أوكرانيا.

ولأن الشرق الأوسط أحد المناطق التي تأثرت بالنزاع الروسي- الأوكراني بشكل رئيسي. تعتزم إسرائيل حاليًا مساعدة أذربيجان على زيادة إنتاج القمح بسرعة. في إطار تعزيز الزراعة المحلية -وهي المحرك الاقتصادي الرئيسي في البلاد- وتلبية هذه الحاجة العالمية.

ولكن، حتى بدون الحرب في أوكرانيا. فإن الطلب على أساليب الزراعة المتقدمة والفعالة سوف يتزايد في جميع أنحاء العالم. في الوقت الذي تقدم فيه العديد من الشركات الإسرائيلية تقنيات “تجلب الابتكار والكفاءة إلى هذا المجال”، حسبما ذكر تقرير Al Monitor.

اقرأ أيضا: “لعبة الإدراك”.. حرب الدعاية بين حماس وإسرائيل

ترويج التكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية

في أعقاب توقيع “اتفاق إبراهيم” بين الإمارات وإسرائيل، تحدث أبو بكر الصديقي، أحد مديري الصندوق الاستثماري لمجموعة دبي كابيتال. عن التكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية. قال إن السبيل الوحيد للإمارات لتحقيق الأمن الغذائي، هو إيجاد الحلول التكنولوجية المناسبة لمناخها الجاف. والتي ستمكنها من زراعة الغذاء وتقليل اعتمادها على الواردات.

عند هذه النقطة، أشار الصديقي إلى أن الشركات الإسرائيلية العاملة في هذه المجالات “نفذت بالفعل مشاريع رائعة ذات مفاهيم مبتكرة في أفريقيا-على سبيل المثال- والآن مع اتفاقية السلام، تريد الإمارات أن تفعل ذلك على أراضيها”.

بالفعل ساعدت شركة Agrinet -وهي مورد لمجموعة واسعة من المنتجات للأجهزة والأسواق الصناعية المتخصصة وأسواق الري في أفريقيا- الإماراتيين في زراعة نخيل التمر. بعد أن طورت تقنية لتحديد الآفات التي تصيبها. حيث قدمت الشركة حلاً يستخدم أجهزة الاستشعار لتحديد الأشجار المتضررة وعلاجها، وهي طريقة تُستخدم الآن في معظم بساتين التمور في الإمارات. بعد أن كانت سوسة النخيل تدمر بساتين بأكملها.

لمتابعة التوسعات الإسرائيلية في نقل التكنولوجيا الزراعية إلى الدول التي قد تستفيد منها الدولة العبرية في تلبية احتياجاتها مستقبلًا. سافر وزير المالية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إلى أذربيجان. والتي تقع على الحدود الشمالية الغربية لإيران -الدولة الأكثر عداءً لإسرائيل- وهي أيضا أحد أكبر عملائها في مجال الأسلحة. وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI ) فإن حوالي 60% من واردات أذربيجان الدفاعية في الفترة بين عامي 2015-2019 تم استيرادها من إسرائيل. بينما قفز هذا الرقم في عام 2020 إلى ما يقرب من 70%.

ثورة في التكنولوجيا الزراعية

تضم الدولة العبرية أكثر من 350 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية. تعمل، وفق ما ذكر موقع  Israel21c، من أجل أن تقود العالم في مجالات الزراعة. من الري الدقيق، إلى إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، إلى تربية البذور. كما تعمل على تطوير تقنيات متقدمة لري وزراعة المحاصيل، وتطوير الأسمدة والمبيدات.

أدت النتائج المبهرة للتكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية إلى ارتفاع حاد في أسعار أسهم شركاتها. وتعاونت معها دول كثيرة ومنها الهند والصين -وهما أكثر دولتين من حيث عدد السكان في العالم- في محاولة لتدعيم الأمن الغذائي لمواطنيها. شجعت هذه التكنولوجيا عدة دول على توسع الإنتاج الزراعي إلى مناطق جديدة، مما أدى بدوره إلى زيادة الطلب العالمي على الأسمدة والمبيدات الإسرائيلية. كما أن هناك طلب على شركات تكنولوجيا الزراعة الإسرائيلية -بشكل خاص- في المناخ الصحراوي في الشرق الأوسط وأفريقيا.

لذلك، اعتمدت أجندة اجتماع لبيرمان على توسيع التجارة بين الدولتين، وتأمين استيراد النفط ومنتجات أخرى إلى إسرائيل. وشملت موضوعات المحادثات استيراد القمح من أذربيجان. والتي رغم أنها لا تعد من مصدري القمح، ولكن تم إبرام صفقات لبيع التكنولوجيا الزراعة الإسرائيلية للمساعدة في زيادة إنتاج القمح.

وهدفت الاتفاقية إلى استعداد الدولة العبرية للبدء في تأمين احتياجات إسرائيل ها من القمح مستقبلًا، ليتم شراؤه من أذربيجان في عام 2025. حسبما ذكر تقرير Al Monitor . مع الإشارة إلى أن وزير الزراعة والتنمية الريفية الإسرائيلي أوديد فورر باكو. سيزور أذربيجان قريبا مع مجموعة من خبراء الزراعة الإسرائيليين.