منذ ظهور جمال علام رئيس نادي الأقصر السابق واتحاد الكرة المصري الحالي، قبل أكثر من 10 أعوام على الساحة الرياضية. عندما ترشح لرئاسة الاتحاد عقب رحيل سمير زاهر ومجلسه إثر أحداث استاد بورسعيد الأليمة عام 2012. وهو يمثل قصة فشل وخطايا مستمرة لا تنتهي بالكرة المصرية قادتها إلى الهاوية وألقتها في مهب الريح تمامًا.

“دوبلير” أبو ريدة في اتحاد الكرة

وكان البعض يصفه بـ”الدوبلير” بعدما فشل هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي والدولي حينها في الترشح. بعدما حالت بعض بنود اللائحة دون ترشحه، فقرر اللجوء للسيناريو الآخر وهو تعيين شخص بعيدًا عن الأضواء لقيادة الجبلاية. على أن يدير أبوريدة الأمور خلف الستار.

واستمرت ولاية علام الأولى حتى عام 2016 وبعد انتهاء مدته، ابتعد تمامًا عن الأضواء حتى عاد مرة أخرى بالترشح لرئاسة الاتحاد المصري. مع قائمة تضم بعض نجوم الكرة، على رأسهم حازم إمام ومحمد بركات. بجانب بعض الوجوه الإدارية مثل خالد الدرندلي وعامر حسين.

وأيضًا لرفض الجميع ترشح أبو ريدة ثانية لاسيما بعد كارثة أمم أفريقيا 2019 في مصر وما حدث من فضيحة كروية وأخلاقية لمنتخب مصر. بالخروج من ثمن النهائي من منتخب جنوب أفريقيا المتواضع وقصة عمرو وردة الشهيرة حينها.

فشل مستمر وخطايا تقود الكرة المصرية للهاوية

ومع عودة علام لقيادة الكرة المصرية مرة أخرى في ولاية ثانية، وخلال 5 أشهر فقط مضت. قاد علام الكرة المصرية إلى الهاوية بأسلوبه الإداري الذي يشهد على حالة من التخبط العارمة. وخطايا جسيمة وتصريحات كارثية وقرارات مرتعشة وخاطئة، نستعرض أبرز 4 منها في النقاط الآتية:

أزمة المنتخب: تبقى أزمة منتخب مصر الأكبر في عهد مجلس علام. فالبداية كانت بتولي المجلس المهمة قبل أسابيع من انطلاق كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون.

وبدأ مجلس علام الحديث عن قيمة الشرط الجزائي في عقد البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني السابق لمنتخب مصر. بل وتحدث البعض عن رحيله عقب الهزيمة أمام نيجيريا في افتتاح مشوار الفراعنة في أمم أفريقيا.

وبعد تغير نتائج منتخب مصر بالبطولة، استطاع كيروش كسب ثقة الجماهير المصرية والبقاء في منصبه حتى تصفيات كأس العالم 2022. وطالب البعض ببقائه حتى بعد الخروج أمام السنغال.

المفاجأة كانت برحيل كيروش المفاجئ، رغم ارتباطه بعقد لنهاية العام. بعد أن رفض مجلس علام تنفيذ مطالب المدير الفني لمنتخب مصر وهو ما أدى لرفض كيروش البقاء.

 

وواصل علام التخبط، بعد أن تجاهل رؤية الثنائي الذي لعب لمنتخب مصر سابقًا حازم إمام وبركات. بتعيين مدرب أجنبي حال رحيل كيروش فكان الاختيار لصالح إيهاب جلال، وهو ما فجر أزمة داخل مجلس الجبلاية.

ووصل الحال لعدم حضور حازم إمام في مؤتمر تقديم جلال لوسائل الإعلام. فخرج رئيس الاتحاد ليؤكد أن ارتداء حازم “ملابس كاجوال” وراء غيابه عن المؤتمر!.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل خرج علام ليؤكد أنه كلف حازم إمام وبركات. بدراسة سير ذاتية لمدربين أجانب، ثم خرج ببيان رسمي يؤكد أنه لم يعلن إقالة إيهاب جلال.

أزمة مباراة السنغال

التخبط نفسه حدث في أزمة مباراة السنغال بتصفيات كأس العالم. بعدما خرج علام بتصريحات أعلن خلالها تصعيد قضية الشغب الجماهيري في لقاء السنغال للفيفا والمحكمة الرياضية الدولية.

وتراجع علام بشكل مفاجئ عن التصعيد دوليًا، بعد أن اعتمد الفيفا فوز السنغال وتأهلها إلى كأس العالم 2022.

خطاب الكاف وظلم الأهلي: كشفت أزمة خطاب الاتحاد الأفريقي “كاف” للاتحاد المصري. بشأن فتح باب الترشح لاستضافة نهائي دوري أبطال أفريقيا في الفترة بين 19 يناير/كانون الثاني إلى 28 فبراير/شباط الماضي، لتؤكد وجود كوارث إدارية داخل الجبلاية.

الاتحاد المصري تجاهل تمامًا إبلاغ الأهلي والزمالك المشاركين بدوري الأبطال وقتها بهذا الخطاب. بخلاف أنه أرسل لوزارة الرياضة طلبًا، لتنظيم بطولات في شهر أبريل/نيسان الماضي ليس منها نهائي دوري الأبطال.

لا تخطيط ولا رؤية واضحة: لجأ علام لتغييرات واسعة في الاتحاد المصري وإقالة العديد من الموظفين المحسوبين على إدارات سابقة للجبلاية. ولكن دون تعويضها بالبديل الكفء.

الأمر نفسه يعكس غياب التخطيط، بدليل أنه تم رفض تجديد عقد البرتغالي نيلو فينجادا المدير الفني للاتحاد المصري. ولم يتم التعاقد مع بديل له ونفس الأمر بالنسبة للمنتخب الأولمبي وهو ما أضاع على الجهاز الفني الجديد فترة تجمع دولية في شهر يونيو/حزيران الجاري.

محاسبة واجبة وإقالة لإنقاذ الكرة المصرية

كلها أمور وخطايا تؤكد أن جمال علام لا يصلح لقيادة أكبر وأقدم اتحاد كرة في أفريقيا والشرق الأوسط كاملاً. وأن المنصب أكبر منه كثيرًا وأنه فقط لا يصلح إلا لدور البديل المؤقت وتسيير الأعمال العادية. أما تلك التي تخص الكرة المصرية وقضاياها الكبرى ومستقبلها فهو قليل الحيلة تمامًا ومعدوم الخبرة والشخصية لمجابهة هذه التحديات والقرارات الحاسمة والمصيرية.

ما أدى لسقوط الكرة المصرية إلى الهاوية وإلقائها إلى مهب الريح وأصبحت في حالة يرثى لها ومصدر سخرية الجميع بسببه. ونتيجة إدارته الضعيفة الكارثية مثل تصريحاته التي يطلقها ويتراجع عنها كل حين وآخر.

ولابد من إقالته على وجه السرعة ومحاسبته على ما اقترفه بحق الكرة المصرية من قبل المسؤولين أو وزارة الشباب والرياضة حتى ينقذون الكرة المصرية منها وإدارته واتحاده قبل فوات الأوان.