انتهت مباراة القمة رقم 124 في الدوري المصري الممتاز بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك مساء أمس الأحد. بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما على استاد السلام بالقاهرة، في اللقاء المؤجل من الجولة 20 بالمسابقة المحلية. وكان اللقاء حماسيًا ممتعًا شهد أربعة أهداف وإثارة كبيرة في أحداثه.
وانقسمت المباراة لشوطين في الأفضلية، الأول جاء أحمر بشكل كامل وانتهى بهدف نظيف لصالحه. رغم إهدار لاعبيه عديد الفرص وتفريطهم في زيادة غلة الأهداف وقتل اللقاء مبكرًا. بينما جاء الثاني أبيض وشهد ريمونتادا للزمالك بهدفين كان بطلهما شيكابالا بصناعة الأول وتسجيل الثاني. ولكن صلاح محسن أدرك التعادل العادل للأهلي في آخر 10 دقائق من القمة المثيرة.
وجاءت المباراة متوسطة تكتيكيًا من جانب المدربين سامي قمصان وجيسوالدو فيريرا، مليئة بالأخطاء الدفاعية الفردية والمتكررة. التي حسمت في النهاية نتيجة المباراة، ولذلك نعرض في النقاط الآتية تحليلاً فنيًا شاملاً لأحداثها ونوضح كيف انتهت بتلك النتيجة؟
قمصان يأخذ أفضلية البداية
وضحت أفكار سامي قمصان المدير الفني للأهلي بالاعتماد على طريقة 4-2-3-1 منذ البداية. حيث لعب على استغلال الكثافة العددية لفريقه في عمق وسط الملعب بتواجد الثلاثي حمدي فتحي والسولية وأفشة، للسيطرة على وسط الملعب معظم الفترات.
في المقابل اهتم الزمالك بشكل كبير بإغلاق المساحات على طرفي الملعب لتقليل خطورة تاو وعبد القادر والظهير الهجومي علي معلول. ورغم نجاحه إلى حد كبير في الحد من خطورة الأهلي على طرفي الملعب. إلا أن عدم قدرته على الاستحواذ بشكل كاف على الكرة منح الأحمر الفرصة للاحتفاظ بالكرة وتنفيذ الضغط العالي على دفاعه وثنائي الوسط روقا وإمام عاشور خاصة في الشوط الأول.
وبعد مرور الـ10 دقائق الأولى من انطلاق المباراة بدأ الأهلي يعتمد على جملة مكررة بالتحضير في الخط الخلفي أو وسط الملعب. ثم إرسال تمريرات طولية مباغتة خلف ثلاثي دفاع الزمالك انتظارًا لخطأ دفاعي، وهو ما حدث بالفعل من محمد عبد الغني في كرة الهدف. وتكرر في أكثر من فرصة خطيرة لولا التغطية الجيدة من الحارس محمد عواد ومحمد عبد الشافي.
في المقابل قدم الزمالك أداء سلبيًا خاصة على مستوى الضغط الأمامي الذي تم تطبيقه بشكل فردي. ما منح الأهلي فرصة كبيرة للتدرج بالكرة وبناء الهجمات بكل أريحية.
ورغم اعتماد الزمالك بوضوح على الكرات الأمامية في ظل النقص العددي في منطقة وسط الملعب. افتقدت التمريرات الطولية الدقة الكافية كما أن عمر السعيد المهاجم المنوط به استلام هذه التمريرات وتوزيع اللعب لأحد الجناحين زيزو او بن شرقي. لم ينجح في استلام أي كرة بشكل سليم طوال الـ 45 دقيقة الأولى.
وفشل نجوم الأهلي في استغلال تفوقهم هذا بالشوط الأول في الخروج بأكبر عدد ممكن من الأهداف وتباروا في إضاعة الفرص السهلة. مثل التي أضاعها أفشة وتاو وعبد القادر والسولية، ليخرج الشوط الأول بهدف وحيد ما منح الزمالك فرصة للتعديل واستغلال هذه الهدية من الأهلي.
فيريرا يقلب الطاولة على الأهلي
عالج فيريرا الأمور مع بداية الشوط الثاني ودفع بمحمود عبد الرازق شيكابالا ليتحول الفريق للعب بمهاجم وهمي بعد خروج عمر السعيد. واستمر الزمالك بنفس الطريقة 3-4-3 مع تحسن كبير وسيطرة واضحة على ملعب اللقاء في ظل التراجع الكبير في أداء الأهلي أمام الضغط الأبيض المتتالي.
بمرور الوقت عدل المدرب البرتغالي طريقته لتتحول إلى 4-2-3-1 بعد الدفع بيوسف أسامة نبيه كمهاجم صريح. مع محمد أوناجم الذي لعب كجناح أيمن بدلا من قلب الدفاع الثالث محمد عبد الشافي.
وعاد فيريرا مرة أخري لطريقة 3-4-3 بعد هدف الأهلي الثاني، ليدفع بحسام عبد المجيد بجانب الونش وعبد الغني والاعتماد على أوناجم في مركز الظهير الجناح على الجهة اليمنى، في محاولة لإعادة التوازن إلى خط دفاعه.
رغم التراجع الكبير منذ بداية الشوط الثاني للأهلي، إلا أن سامي قمصان نجح في تعديل أوضاعه في مواجهة المتاهة التكتيكية التي دفعه إليها فيريرا. حيث عدل طريقته في بعض فترات الشوط الثاني إلى 3-4-3 بعودة محمود متولي إلى الخلف كمدافع ثالث. مع تراجع أفشة للعب على دائرة المنتصف بجانب السولية مع الحفاظ على الثلاثي الهجومي.
ولم يستغرق هذا الشكل سوى دقائق حتى عدل المدير الفني للأهلي طريقته مرة أخرى ليعود إلى 4-2-3-1، بعودة متولي لوسط الملعب في مركز 6 وأفشة كصانع لعب، طمعًا في خطف هدف ثالث يحسم اللقاء لصالحه، خاصة بعدما تعادل سريعًا مع الزمالك بإحراز الهدف الثاني.
نتيجة عادلة وموقف أفضل للأحمر
وبذلك يكون قد تقاسم القطبان شوطي المباراة من حيث الأفضلية، الأول للأهلي لعبًا وشكلاً. والثاني للزمالك فنيًا وأداء رغم تعادل الأحمر بالنهاية، ليكون التعادل عادلاً نتيجة وأداءً بينهما. وتتعقد مهمة الزمالك نسبيًا كون المواجهات المباشرة بينهما في صالح الأحمر. حيث فاز بمواجهة الدور الأول 5-3 وتعادل بلقاء الأمس بهدفين لمثلهما.
أما على مستوى ترتيب جدول المسابقة فالزمالك في الصدارة برصيد 45 نقطة من 21 مباراة. ويليه بيراميدز ثانيًا بـ43 نقطة من 21 لقاء وثالثًا الأهلي برصيد 41 نقطة من 18 مباراة فقط. أي أنه في حالة الفوز بمبارياته الثلاثة المتبقية ليتساوى مع الزمالك. يصبح رصيده حينها 50 نقطة أي بفارق 5 نقاط كاملة عن الأبيض.