قضى المخرج المسرحي محمد الجنايني أربع سنوات كاملة في الحبس ومازال يخضع للحبس الاحتياطي. جددت له محكمة أمن الدولة طوارئ 45 يوما بآخر جلسة في 14 يونيو/حزيران الجاري.

فوجئت أسرة الجناينى أثناء زيارته الأخيرة بمحبسه بسقوط أسنانه وضروسه. وظهرت عليه علامات اضطرابات نفسية شديدة، وتجاعيد على الوجه، ولم يستطع الأكل أو المضغ.

ويعاني الجنايني من الإصابة بفيروس “سى” ويشكل السجن خطرا على حياته. وتطالب أسرته بالإفراج عنه في العفو الرئاسي القادم قبل عيد الأضحى لتتمكن من علاجه قبل تدهور حالته الصحية.

كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على الجناينى من منزله فجر يوم 5 مارس/آذار 2019. قبل تمثيله لمصر في مهرجان بغداد الدولي للمسرح بعدة أيام قليلة، ولم يتم عرضه على النيابة إلا بعد فوات موعد سفره إلى المهرجان.

ووفقا للمحامي الحقوقي خالد علي، حصل على إخلاء سبيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. ثم تم تدويره من جديد على ذمة القضية 1056 لسنة 2020 ومازال يخضع للحبس الاحتياطي حتى اليوم.

وبحسب المحامي ناجي السباعي وعضو لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين بالسويس. تم إخفاء الجنايني قسريا لمدة شهر عقب القبض عليه ليظهر في القاهرة حيث جرى اتهامه بالانتماء لجماعة إرهابية مجهولة الاسم. والمشاركة في عملية إرهابية، ونشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال ناجي عبر حسابه الشخصي على فيس بوك إن الجنايني تم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا في 22 يوليو/تموز 2019. بعد استنفاده المدة القانونية للحبس الاحتياطي وتم التجديد له 15 يوم للعرض على قاضي الفصل.

بعد 22 شهر على حبس الجنايني تم اقتياده إلى مكان غير معلوم وانقطعت أخباره لمدة 8 أشهر. ولم يتمكن محاموه على مدار 5 جلسات متتالية من حضور الجلسات ولم يستدل على مكان محبسه.

من هو محمد الجنايني؟

محمد حسين محمود إبراهيم سليمان وشهرته “محمد الجنايني” هو ابن مدينة السويس الباسلة ولد سنة 1968. يعمل أستاذ بكلية الثروة السمكية جامعة السويس، ومخرج مسرحي بالهيئة العامة لقصور الثقافة، شارك في تأسيس وتكوين معظم فرق مسرح الشارع في مصر. مؤسس فرقة أحفاد أولاد الأرض التراثية التي تهتم بإعادة إحياء التراث السويسي على يد الأطفال، مؤسس فرقة السويس لمسرح الشارع.

تولى الجنايني إخراج الاحتفالات الوطنية الخاصة بنصر أكتوبر وعيد السويس القومي تطوعاً منه كل عام. وهو مؤسس مهرجان السويس للمسرح الحر ومشرف فني على مسرح الأطفال بمديرية الشباب والرياضة بالسويس.

اشتهر الجناينى بحبه للأطفال والعمل معهم ونظم العديد من الورش لتدريب الأطفال على فن تركيب وصناعة عرائس الماريونيت والأراجوز. وفنون الكتابة والقصص المسرحية وتلقين الحواديت.

يروي عنه صديقه علي حامد لـ “مصر 360 “: محمد الجنايني ترك بصمة بأعماله الفنية المميزة في كل محافظات مصر. ومثلها في كل الدول العربية بفرقته الفنية، كان يبذل كل مجهود لإخراج نشء واع ومشرف لبلده. وأغلب أعماله لا يتقاضى عليها أجرا وقدمها مجانا حبا في الفن ولديه تراث من المحبة فى قلوب أصدقائه ومحبيه، بغيابه فقدت الصديق والمعين كل انجاز صنعته كان بدعم منه”.

ظروف صحية متدهورة

قال المحامى خالد على حسابه الشخصي عبر فيس بوك أن محمد الجنايني مصاب بأمراض لمدة تقارب العشرون عاماً. ويعاني من أمراض الكبد والكلى وقدمنا تقارير طبية تثبت ذلك لنيابة أمن الدولة العليا وغرفة المشورة. يشكل السجن خطراً على حياته، وطالبت أسرته بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

حُرم الجنايني من حضور عقد قران وزفاف نجلته الوحيدة أميرة فهو أب لولدين وبنت. كما لم ير أول حفيد له.

ويقول عمر نجله الأصغر “بابا اتحرم من ابنه من أول ما دخل الجامعة، واتحرم من حضور حفل تخرجه. واتحرم من رؤية أول حفيد له. مش هقدر أنسى إن يكون بيني وبين أبويا سور، ومش قادر أعرف حقيقي ليه كل الوجع ده”.

أعماله الفنية

حصل الجناينى على المركز الأول على مستوى الوطن العربي مرتين متتاليتين، في مهرجان بغداد الدولي ومهرجان كردستان الدولي. تم تكريمه من وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في المهرجان القومي للمسرح المصري عما بذله من إنجازات طوال مسيرته الثقافية.

وحصد الميدالية الذهبية عن عرض مسرحية (أم الدنيا) أثناء تمثيله لمصر في مهرجان بغداد الدولي.