ماذا فعلت المرأة هذا الأسبوع؟
بدأ الأسبوع بشكل مثير بعد إصدار حكم تاريخي لصالح فتاة ضد شاب، هددها وأبتزها بصور لها، ثم وسط اللغط حول ملابسها الرياضية وتقويم أخلاقها ضربت بسنت حميدة من جديد لتحصد ثاني ذهبية لمصر. والمتعاطفون مع قاتل نيرة أشرف يجمعون التبرعات لتوكيل فريد الديب للدفاع عنه رغم صدور حكم بالإعدام، وانتهى الأسبوع بمفاجأة رياضية لم تحدث منذ عام 1960.
اقرأ أيضًا.. المرأة في أسبوع| ثلاث جرائم قتل في مصر والأردن.. وتعليق غير موفق لمبروك عطية “كالمعتاد”
1 يوليو/ تموز
قضت محكمة جنايات المنيا برئاسة المستشار سليمان عطا بمعاقبة المتهم”يوسف. س. م” بالسجن المشدد لمدة 15عاما، وإلزامه بدفع المصاريف الجنائية، لثبوت الاتهام الموجه إليه بتهديد فتاة بنشر صور فاضحة لها على الواتساب، وكانت التحريات التي قامت بها إدارة تكنولوجيا المعلومات قد أكدت صحة الواقعة وأن المتهم أرسل صور المجني عليها عن طريق أجهزة الاتصالات من هاتفه المحمول وهي 4 صور مخدشة للحياء العام بالوصف واستعمالها دون رضائها بأن أرسل لها تلك الصور على تطبيق الواتساب، وتهديدها كتابيا مطالبا المجني عليها بإرسال صور وفيديوهات جنسية تظهر فيها عارية بدون ملابس وفي حالة رفضها سيقوم بنشر تلك الصور بمدرسة والدتها وأصدقائها وعلى تطبيقات، السوشيال ميديا وأخبرت والدتها فقامت بتحرير محضر بالواقعة.
وأوضحت المحكمة أن العبرة ليست في طريقة الحصول عليها وأن العبرة في استخدام الجاني لها فيما هو غير مشروع ومؤثم قانونا سواء كان الجاني قد استحصل على الصور الخادشة للحياء والفيديوهات الإباحية برضاء المجني عليها أو بحيلة أو خلسة أو كرها أو تركيبا بأي وسيلة أخري طالما قام بأفعال التهديد أو الازعاج أو النشر أو الاستغلال للحصول على منفعة مالية أو جنسية أو أي منفعة أخرى.
هذا الخبر مبهج وبه الكثير من الزوايا الجميلة والداعمة، فالفتاة لم تخف وهي ذات 17 عاما، وأخبرت أهلها الذين دعموها وتقدموا ببلاغ.. ربما عاقبوها على إرسالها هذه الصور الخاصة للجاني ولكن عقابهم كان على حجم الخطأ واعتبار السن الصغيرة للفتاة، كذلك توضيح المحكمة أن العبرة ليست في طريقة الحصول على الصور سواء برضاها أو بحيلة أو خلسه- يعني ممكن يكون ضحك عليها- وأنما العبرة في استخدامها بشكل مؤثم للحصول على منفعة مادية أو جنسية وهو ما كان يريده الجاني من الفتاة: فيديو لها وهي عارية.
دعم الأهل والحساب على مقدار الخطأ والحكم في صالح الفتاة يدعو كل فتاة ألا تخشى من الإبتزاز.. وتدعو الأهل لفتح مساحة من الحوار مع الأبناء خاصة الفتيات، فلو كانت الفتاة لم تخبر أهلها ورضخت لطلب يوسف لصارت الأن في طريق وموقف أسوأ بكثير، هي في النهاية ضحية أيضا وكان لا بد أن تلقى الدعم وتصحيح المسار.. هذا الحكم سيجعل أي شاب من أقارب أومعارف أوجيران يوسف يفكر ألف مرة قبل أن يهدد فتاة. وهذا ما ننتظره من القضاء.
2 يوليو/ تموز
قبل 3 أيام أنتشرت على صفحات المواقع الاجتماعية تحديدًا “فيسبوك” الكثير من الدعوات لجمع تبرعات ودفع “دية” لقاتل نيرة، صفحات عديدة أتخذت جمع الأموال بهذا الهدف الغريب لإنقاذ قاتل أرتكب جريمته في وضح النهار أمام شهود وأعترف في النيابة والمحكمة بجريمته فما كان من بعض الناس إلا أنهم تنبهوا لـ”أوبشن” الدية، فما كان من بعض الحقوقين ومن بينهم نهاد أبو القمصان الناشطة الحقوقية إلا ووضحوا للمتعاطفين مع القاتل إن هذا قانونا لن يحدث وأن هذه الصفحات وحملات جمع مال الدية ما هو إلا عملية نصب، فالدية تكون في حالات القتل غير العمد أي الجنحة وليس في الجنايات/ القتل مع سبق الإصرار، وتقول نهاد في منشور لها على “فيسبوك” إنه مستحيل أن يحدث ذلك في الجنايات لسببين: أولها حق عام: الدولة في ضبط الأمن، وحق الناس كلها في الأمان.. ثانيهما حق خاص: أهل الضحية وحقهم في المطالبة بتعويض مدني بحكم محكمة..
الغريبة أنه بالفعل هناك متعاطفين مع قاتل، لمجرد أن نيرة كانت غير محجبة وطموحة وأهلها يدعموها، وأنها رفضته.. في حين أن القاتل حسب كلام شقيقته تناول الإفطار معها بكل هدوء ثم نزل ليتتبع نيرة ويقتلها.. لم يلتفت أحد إلى أن هذا سلوك شخص سيكوباتي غير متزن، يفكر في القتل وهو يجلس يتناول فطوره.. فهل هي مغالاة في التدين ولكن التبرير لقاتل أنهى حياة شابة ليس من الإسلام. أم هو الخوف من التحرر والطموح للجيل الجديد خاصة الفتيات؟ وما هو الهدف من الترويج لفكرة الدية؟ هل من حق الغني أن يقتل مرة واثنين ويدفع كل مرة تعويض لأهل ضحيته.. هل هكذا يفكرون؟
3 يوليو/ تموز
نجحت العداءة المصرية بسنت حميدة فى التتويج بالميدالية الذهبية فى منافسات 200 متر عدو ألعاب القوى بدورة ألعاب البحر المتوسط بمدينة وهران الجزائرية.
واحتلت بسنت حميدة المركز الأول بـ22.47 فى رقم أوليمبى جديد ، لتحصد الميدالية الذهبية الثانية لمصر، بعدما سبق وحققت بسنت حميدة ذهبية سباق 100 متر عدو، لتحقق بسنت حميدة رقما جديدا لمنافسات البحر المتوسط بزمن 11.10 ثانية.
حتى الأن أحرزت مصر 43 ميدالية متنوعة ولكن تعتبر ميدالتا بسنت هم الأهم لها وللمجال الرياضي، ففي ظل ابتعادها خلال الفترة الماضية بسبب الإصابة التي لحقت بها قبل دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في طوكيو لم تحرز سوى برونزية لذا كان هذا تحدي لها بشكل شخصي ونجحت فيه، من خلال الأستعداد الجيد بالمشاركة في عدة بطولات، منها بطولة التشيك الدولية و بطولة العالم، وأيضا لأن العدو ليس من الرياضات التي تحقق فيها مصر أنجازات ليست كرفع الأثقال أو التايكوندو.. ولأن العدو هو أهم لعبة من ألعاب القوى والتي هي أصل الألعاب الأوليمبية.
غير عابئة ما طالها من أتهامات وتشكيك في تدينها وأخلاقها الأسبوع الماضي، تُكمل بسنت طريقها وتستمر في العدو تجاه خط النهاية وتحصد لمصر ميدالية ذهبية ثانية وتحقق رقما قياسيا جديدا في التركيز على هدفها، ففي خلال أسبوع ما بين حصولها على الميدالية الولى والثانية شنت موجات من المدافعين عن الأخلاق حملاتهم على بسنت وملابسها والتي هي ملابس رياضية عادية بل وأتهموا زوجها بالدياثة لأنه يدعمها ويدربها، وأنكروا عليها أن تسجد بالزي الرياضي، هي المغالاة مرة أخرى او الفراغ الذي أصبح يدفع كثيرين في التفنن في ال”رخامة” وإدعاء الدين بينما هم جلوس في بيوتهم لم يحققوا شيئا لأنفسهم فما بالنا بميداليات ذهبية لمصر في بطولة أوليمبية؟
4 يوليو/ تموز
نجحت نعمة سعيد بطلة رفع الأثقال فى خطف لقب ملكة الذهب فى عالم رفع الأثقال، فى ظل مواصلتها تحقيق الميداليات العالمية على صعيد منافسات مختلفة، وآخرها ذهبيتا الخطف والكلين فى دورة ألعاب البحر المتوسط المقامة بالجزائر بمنافسات وزن 71 كجم سيدات متفوقة على لاعبات الجزائر وتونس وإيطاليا وإسبانيا لتتوج بالمركز الأول والميدالية الذهبية والتي تعد ثاني ميدالية تحرزها نعمة.
نعمة من مواليد عام 2002، أي أنها لم تكمل عامها العشرين بعد، وننتظر منها الكثير في دورة الألعاب الاوليمبية القادمة.
6 يوليو/تموز
أيدت محكمة الجنايات بالمنصورة شمال مصر خلال جلستها الأربعاء الماضي الحكم بإعدام الطالب محمد عادل لقتله زميلته نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة، وذلك بعدما صادق مفتي مصر على حكم الإعدام.. وكشف طارق العوضي المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسي أن فريد الديب وافق على الدفاع عن قاتل نيرة بناء على طلب من متعاطفين مع المتهم في مصر واليونان والذين تكفلوا بسداد الأتعاب.
من جهته، أكد المحامي أحمد مهران صاحب مبادرة جمع تبرعات لسداد المبلغ والعفو عن محمد عادل في تصريحات صحفية أنه سيتم نقض حكم الإعدام، مشيراً إلى “مفاجآت كثيرة في القضية سيعلن عنها قريباً”.
جمع التبرعات وقبول فريد الديب القضية والكلام عن مفاجآت قادمة لن تغير الحقيقة أن محمد عادل قاتل، ربما عاش قصة حب فعلا في خياله ولكنه بالتأكيد شاب ينتقم.. مرة بقتله لها ومرة ثانية بتشويه سمعتها ولكنه لم يحب فعلا، فالذي يحب لا يشوه سمعة حبيبته بعدما قتلها حبا كما يدعي، فقتله وكلامه في المحكمة عنها دليل على الغل الذي بداخله تجاه فتاة رفضته، فتاة كان عندها طموح وحسب كلام النيابة في المحكمة فليس هناك رسائل على هاتف نيرة رحمها الله تدل على أنها “عشمته” ثم تركته كما يدعي بل كل رسائلها تطالبه بالابتعاد عنها.. والنتيجة أنه كره رفضها وكره وجودها في الحياة وكره شبابها وانطلاقها ودعم أهلها لها.. وسيلقى حتما جزاؤه.
7 يوليو/ تموز
وأختتمت التونسية أُنس جابر الأسبوع بمنحنا خبرا سعيدا، حيث تأهلت أُنس/المصنفة الثانية عالمياً إلى نهائي بطولة ويمبلدون للتنس المقامة حالياً فى إنجلترا بعد فوزها على الألمانية تاتيانا ماريا، في مباراة نصف النهائي لتصبح أول لاعبة عربية تتأهل الى نهائي أحد بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى ودخلت جابر التاريخ، كونها أول عربية، بين الرجال والنساء، تصل لنهائي بطولة ويمبلدون، كما أنها ثاني إفريقية بالتاريخ، بعد الجنوب إفريقية ساندرا رينولدز عام 1960، تحقق هذا الإنجاز.
تواجه الفتيات والنساء صعوبة كل يوم في طريقهم للتعليم وللعمل، عقبات كالتحرش وكالزواج المبكر، والمنع من التعليم والعنف المنزلي والتفرقة في فرص العمل والترقي فيه والمرتبات بينها وبين زميلها الرجل لمجرد كونها أنثى، لذا فحين تتميز فتاة في مجال فيجب أن نعرف أنها بذلت مجهودا مضاعفا أكثر من الرجل في نفس المجال، وحين تتقدم في المجال الرياضي كما فعلت بسنت ونعمة وأُنس هذا الأسبوع فيجب أن ندرك أنهن عانين كثيرا ويستحققن التشجيع وأن نعرف بناتنا الصغيرات بهن قدوة ومثال يحتذى به.